أمد/
تاهَ في صحراءِ التيهِ …
ثمانيةٍ وأربَعين …
سبعةٍ وسِتين …
عَطِشَ، جاعَ، تَشردَّ …
بَكى، تألمَ، تَعالى على كلِ الجراحِ …
تَباطأت خطاهُ …
تآكلت قَدماهُ …
من السيرِ فَوقَ الرَّمضاءِ …
إنتظرَّ حتى إبيضَ ما تبقى …
من شعرِ رأسهِ …
إزدادَ بريقُ عَينيهِ لمعاناً …
تأملَ حَولهُ …
لم يَرى، لم يَجدْ، إلا سَراباً …
قد زادهُ، غَضباً، اصراراً …
لم يراودهُ اليأسُ مطلقاً ..
***
بقِيَ حالماً …
يعاودهُ الشَوقُ والحنينُ …
إلى الشوقِ والحنينِ …
يرتدُ الشَوقُ والحَنينُ إلى صدرهِ ثانيةً ..
يعاوده إلى حُلمٍ قديمٍ …
أتاهُ ليلةً في المنامِ …
***
إستمرَّ يأتيهِ الحُلمُ، تَواصلَ …
حيناً بعدَّ حِين …
مُصراً أن يُصبحَ الحُلمُ حقيقةً …
رغمَ التَشتتِ والتَعدُدِ …
رغمَ تنازعِ الأنسابِ …
رغمَ انقسامِ القبيلةِ …
رغمَ إِقتِتالِ الطوائِفِ …
لم يُساوِرهُ الشَكُ …
مَضى مرتحلاً عبرَّ الحُلمِ …
يدفعهُ الشوقُ والحَنينِ …
إلى ثورةِ الشكِ واليَقين …
ينتقل ُ من الحلمِ …
إلى عَينِ الحقيقةِ واليقين …!