أمد/
تل أبيب: تناولت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، العرض الذي قدّمته الولايات المتحدة إلى إسرائيل بالمساعدة في تحديد مواقع قادة حماس، مقابل التخلي عن خططها المتعلقة باقتحام رفح، مشيرة إلى أن الأمر يثير تساؤلات حول النوايا الاستراتيجية لواشنطن.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمريكية، أن إدارة بايدن تعمل بشكل عاجل لمنع غزو إسرائيلي واسع النطاق لرفح، ووعدت إسرائيل بـ "دعم قيّم" إذا تراجعت، وشمل ذلك تبادل معلومات استخباراتية حساسة لمساعدة الجيش الإسرائيلي في العثور على قادة حماس، وكشف أنفاق الحركة السرية في قطاع غزة.
تساؤلات
بحسب الصحيفة، يمكن الاستنتاج بأن الولايات المتحدة تعرف بالفعل مخابئ قادة حماس في غزة، أو لديها معلومات مهمة عنها، ما يثير تساؤلات حول مدى صحة هذا العرض، خاصة وأن الولايات المتحدة تعمل جنباً إلى جنب مع إسرائيل منذ اندلاع الحرب، في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي.
وأضافت أنه من الواضح أن إسرائيل تتلقى معلومات دقيقة من الولايات المتحدة وأوروبا والمملكة المتحدة، التي تراقب طائراتها سماء غزة على مدار الساعة، ولذلك فمن المشكوك فيه أن يتم إخفاء معلومات استخباراتية عن الجانب الإسرائيلي، ما يطرح السؤال: "ما هو الهدف الحقيقي من هذا العرض الأمريكي؟".
ووفقاً للصحيفة، يمكن تفسير هذا الاقتراح في ضوء احتمالين مهمين، الأول، هو أن الولايات المتحدة لديها معلومات استخباراتية حول مكان وجود قادة حماس، فضلاً عن الأدلة الموثقة لذلك، والتي تم حجبها عن إسرائيل "عمداً"، ومن شأنها أن تسمح للجيش الإسرائيلي بمواصلة عملياته العسكرية في غزة، وتحقيق الأهداف الاستراتيجية التي تدعمها واشنطن.
أسباب إخفاء المعلومات
وترى الصحيفة أن السبب المحتمل لإخفاء هذه المعلومات هو أن اعتقال زعماء حماس من شأنه أن ينهي العمليات الإسرائيلية في غزة، ويزيل أي مبرر لمزيد من القتال، وهو الأمر الذي لا تريده الولايات المتحدة، حتى تستطيع استخدام هذه المعلومات كوسيلة ضغط لحل الوضع، وإنهاء عمليات القتال المتزايدة، بهدف مواجهة الضغوط السياسية الداخلية المتواصلة والواضحة في احتجاجات الجامعات الأمريكية ضد العنف المستمر في غزة.
عملية استخباراتية واسعة النطاق
أما الاحتمال الثاني، فهو أن الولايات المتحدة لا تملك حالياً معلومات حول مكان وجود هؤلاء القادة، ولكنها ترى أن المشاركة المباشرة مع إسرائيل في عملية استخباراتية واسعة النطاق تهدف إلى تمشيط غزة، وهي الطريقة الأقل ضرراً على الصعيد السياسي للحصول على مثل هذه المعلومات.
سبيل وحيد
وأشارت الصحيفة إلى أن مشكلة هذه العروض هي تأخر توقيتها، وعدم الاستجابة لها، لذلك، فإن السبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق هو أن يحرر الجيش الإسرائيلي الرهائن، أو يقتل أو يعتقل قادة حماس، وخصوصاً يحيى السنوار، وهذا ما يفسر إصرار إسرائيل على مواصلة القتال باعتباره السبيل الوحيد أمام حكومة بنيامين نتانياهو لتحقيق هذه الغاية، بغض النظر عن التكلفة الاستراتيجية.