عدنان الصباح
أمد/ لا بد للعالم ان يتغير وما جرى ويجري حتى اللحظة في منطقة الشرق الاوسط وعلى ارض فلسطين وفي قطاع غزة تحديدا لا يمكن ان يمر مرور الكرام مهما حاولت قوى الشر ان تفعل ذلك فلقد تم فضح كل شيء ولم تعد الولايات المتحدة قادرة على اخفاء الحقيقة ابدا
في تآمرها على ايران وجدت الف مبرر ومبرر وفعلت ذلك حين انقلبت على صدام حسين وسعت للسيطرة على العراق وتدميره وقد فعلت وهذا ايضا فعلته في أفغانستان وهو ما فعلته وتفعله في حربها على روسيا بدم الاوكرانيين وفي كل جهات الارض تواصل الولايات المتحدة مواصلة لعبتها وهي تصنع المبررات وتتمكن من تسويقها لكل جهات الارض الا هذه المرة فليس لديها على الاطلاق ما تبرر به فعلتها.
كان يمكن لهذه اللعبة ان تنطلي على العالم او معظمه لو ان الامر توقف عند صباح السابع من اكتوبر ولكانت دولة الاحتلال تمكنت من اعادة صياغة رواية المظلمة وقد جمعت من حولها تأييدا كاملا صدقته هي وصدقه ناسها واعتقدوا ان بإمكانهم ان يفعلوا ما يشاؤوا بالشعب الفلسطيني وان لديهم تفويضا مطلقا من العالم ليفعلوا ما يريدون ولو انهم اكتفوا بعمليات قصف هنا او هناك مهما كانت صعوبة نتائجها لظل الامر بالنسبة لعالم قبل ان يغلق عينيه عقودا وعقود امرا عاديا ومقبولا ومحتملا بل ومبررا الا ان عصابة دولة الاحتلال وبتحريض امريكي علني قفزت على كل المحرمات واعتبرت ان من حقها ان تفعل ما تشاء واستمرت ضاربة بعرض الحائط كل المحاذير والقوانين والاخلاق والقيم الدينية والانسانية والقانونية ولذا كان يستحيل على العالم ام يبقى صامتا ولعل اخطر الردود التي جابهت دولة الاحتلال وسيدتها ” الولايات المتحدة “
اولا- تكاتف المظلومين في المنطقة والمشاركة الفاعلة من قبل دول محور المقاومة وضع امريكا وقاتلها الماجور في ازمة حقيقة واستحالة محاربة الجميع معا ودفعة واحدة
ثانيا – طول أمد الحرب دفع ذوي القيم من حكومات ان تستفيق كما فعلت جنوب افريقيا وعديد الدول
ثالثا – حتى بعض دول اوروبا اصابها بعض الشعور بالخجل فحاولت التكفير عن جريمتها باعلان الاعتراف بدولة فلسطينية ومهما كانت الملاحظات الا انها كانت خطوة بالاتجاه الصحيح
رابعا – دول كانت قد حسمت امرها باتت تتردد كفرنسا والمانيا خصوصا موقفها من محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية.
خامسا – الموقف الشعبي والتاييد الشعبي العارم للشعب الفلسطيني والذي وصل ذروته بموقف طلبة الجامعات في امريكا واوروبا تحديدا ونتائج ذلك الانية وما سيترتب عليها في موضوعة الوعي الانساني غدا
سادسا – وقد يكون الاخطر وهو بيان المجميع الكنسي الاكليروسي المقدس وهو اعلى سلطة دينية مسيحية في العالم ويتبع له مليار ونصف مسحي عبر القارات جميعا والذي جاء بيانه لينسف كل الرواية الصهيونية اليهودية والمسيحية وحتى الاسلامية حديثا
سابعا – الصمود الاسطوري للمقاومة الفلسطينية وثبات من معها من قوى المقاومة طوال فترة العدوان بلا تغيير او تردد او تراجع رغم كل الخطورة المحتملة عليهم وعلى شعوبهم ودولهم
ثامنا – طال غرور الصهاينة اليهود من الفاشيين امثال بن غفير الغرور والجنون حد تصديق كذبتهم وان البشرية كل البشرية قد خلقهم الله مجرد أغيار ” من خدم وعبيد لليهود ” وهو ما جعل العالم الحديث يصحو على ذاته ويكتشف انهم يروا الامريكي والفرنسي تماما كما العربي والفلسطيني ويروا بالمسيحي والبوذي والهندوسي ما يروه بالمسلم وهم بهذا وحدوا الكون ضدهم.
ان اخضاع شعب باسره وبلا استثناء وبأشكال مختلفة للقتل والطرد والجرح او الحبس والتعذيب لا يمكن ان يمر مرور الكرام في عصر ظل يحاول اقناع ابناءه انه عصر الحريات والديمقراطية وحقوق الانسان والحضارة العظيمة للبشرية جمعاء بعد ان وضع كل ذلك على مذبح الشعب الفلسطيني حين لم يعد قادرا على التراجع ولا على اخفاء الحقائق في زمن اقتصاد المعرفة ومجانية المعلومة المطلقة وسرعة وصولها بسرعة الضوء الذي تنقل وسائله كل ما يجري على قاعدة الفامتو ثانية.
لقد تمكنت الصهيونية بكل مكوناتها من تحويل المحرقة اليهودية الى عار يلاحق البشرية وليس المانيا وهو ما جعلها قادرة على استغفال البشرية وصناعة مأساة الشعب الفلسطيني لصالح اليهود المظلومين.
اليوم وبدم غزة يغتسل العالم من عار الهولوكوست لكنه لن يستطيع ان يغتسل من دم اطفال الشعب الفلسطيني وهو ما سيفتح الباب على مصراعيه على كل قطرة دم اريقت على وجه الارض وفي جهاتها الاربع بعد ان ثبت للبشرية ان كل مسوغات امريكا كانت مجرد ذر للرماد في العيون وان الخير الذي ينعم بها ابناءها وابناء عصابتها كان من دم الشعوب ومن صناعة الموت والسلاح وهو ما لم يعد الاحرار من هذه الشعوب يقبلون ان تكون رفاهية حياتهم على حساب دم الآخرين وتماما كما ان الصهيونية وبعد السابع من اكتوبر لن تتمكن الولايات المتحدة سيدة عصابة الشر على وجه الارض ولا اعضاء العصابة من مواصلة تعمية الكون واللعب بمصائر الشعوب وقتلها وتجويعها لصالح اثراء امريكا وعصابتها.
الحرية للبشرية كل البشرية باتت ممكنة اليوم بل وواجبة وقابلة للتحقيق على دم اطفال فلسطين في غزة ودير البلح وخانيونس ورفح وفي جباليا والنصيرات والمواصي وبيت لاهيا وفي جنين ونابلس وطولكرم وقلقيلية ورام الله وبيت لحم والخليل وحتى في الجليل والمثلث والنقب فالحقيقة اليوم تصرخ بدم اطفال فلسطين ولا احد يستطيع اليوم ان يعلن براءته من هذا الدم الا بالحرية ليس لفلسطين وحدها بل ولكل البشرية والمقهورين على الارض كل الارض.