نور الدين منير ابو رزق
أمد/ عندما أفكر في فلسطين، تتبادر إلى ذهني لوحات جميلة من الطبيعة الخلابة، وذكريات دافئة مليئة بالحب والصمود، وقصص ملهمة لشعب لا يعرف المستحيل. لقد نشأت في ظل تلك الأرض المباركة، حيث تعلمت منها الكثير ونمت في ظل روحها العظيمة.
فلسطين بالنسبة لي ليست مجرد جزء من الخريطة، بل هي جزء لا يتجزأ من هويتي وقلبي. إنها الأرض التي شكلت شخصيتي وأثرت على تفكيري وتصرفاتي. فهي تحمل في طياتها تاريخًا عظيمًا من الصراع والصمود، ولكنها أيضًا تنبض بالحياة والأمل والحب.
أتذكر عندما كنت طفلًا، كنت ألعب في شوارع القدس وأتجول في أسواقها المزدحمة. كانت كل زاوية فيها تحمل قصة، وكل صخرة تحمل ذكرى. وحتى اليوم، يعم الجو بروح الصمود والتحدي رغم كل الصعاب.
وكما يحمل كل مكان في فلسطين ذكرى جميلة، فإنه يحمل أيضًا ألمًا لا يُنسى. أتذكر أصوات البنادق وصرخات الأطفال في غزة، وصور الدمار في الضفة الغربية. لكن حتى وسط هذا الألم، تظل فلسطين مكان الأمل المستمر والثورة الدائمة.
إنها الأرض التي علمتني الصمود والمثابرة، وعلمتني أن الحياة تستحق العيش بكل تفاصيلها رغم التحديات. وهي الأرض التي شكلت شخصيتي وأوجه روحي، وأعلمني أن القوة لا تكمن في القوة العسكرية بل في قوة الإرادة والصمود.
في كل مرة أتذكر فيها فلسطين، يتجدد الأمل في قلبي بأن اليوم الذي نرى فيه السلام والعدالة ليس بعيدًا. إنها الأرض التي تذكرني بأن الحب والتسامح هما المفتاح لبناء مستقبل أفضل، وأن الوحدة والتضامن هما السلاح الأقوى في وجه الظلم والاحتلال.
فلسطين، وجدتي الأبدية، أعدك بأنني سأظل ملتزمًا بالنضال من أجلك، وسأعمل بجد لتحقيق حلمك في السلام والحرية. إنني فخور بأنني جزء من هذا الشعب العظيم، وسأبقى مخلصًا لقضيتك حتى يحين الوقت لنرى الفجر الجميل لفلسطين الحرة .
وعلى الرغم من مرور السنوات وتغير المناخ السياسي والاجتماعي، فإن فلسطين تظل مكانًا مميزًا في قلبي، ومصدرًا للإلهام والتحدي. إنها الأرض التي أنجبت رجالًا ونساءًا صامدين، وأبناء وبنات يحملون شعلة الأمل والتضحية. إنها الأرض التي تخفي في باطنها قصصًا مليئة بالبطولات والتضحيات، وتاريخًا غنيًا بالمقاومة والصمود.
ولكن وراء كل هذا الجمال والتاريخ العريق، يكمن الواقع الصعب الذي يعيشه أبناء الأرض، فالاحتلال والاستيطان والحصار لا يزالون يشكلون عبئًا ثقيلاً على كاهل الشعب الفلسطيني. إنها القضية العادلة التي تستحق النضال المستمر والتضحية المتواصلة، حتى يعود الأرض لأصحابها الشرعيين، وتعود الحقوق لأصحابها الشرعيين.
ومن هنا يأتي دور الجيل الجديد، الذي يتحمل مسؤولية بناء مستقبل أفضل لفلسطين، من خلال التعليم والتطوير والابتكار. إنهم الذين يحملون شعلة الأمل والتغيير، والذين يستطيعون بالعلم والعمل الجاد أن يحققوا الأحلام والطموحات التي تحلم بها أجيال فلسطينية قادمة.
لذا فلنجتمع يدًا بيد، شعبًا وحكومةً، لنبني مستقبلًا مشرقًا لأرضنا الحبيبة، فلسطين. إنها الأرض التي تعلمتنا الصمود والتضحية، والأرض التي سنظل ملتزمين بحبها وبناء مستقبلها، حتى يشرق فجر الحرية والاستقلال على أرض فلسطين الحبيبة.