أمد/
رام الله: إن التجربة الثقافية للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي تجربة ثريّة، كان لها عميق الأثر على من عاشها من العناصر والكوادر والقادة، حيث تسهم تجربة الأسر بشكل كبير في بلورة ثقافة الأسير ووعيه وفكره.
وفي إطار سعيه لتوثيق تجربة الحركة الأسيرة، أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات كتابه الجديد "التجربة الثقافية لحركة حماس في السجون الإسرائيلية"، في 173 صفحة من القطع المتوسط، حيث يوفر الفصل الأول منه للتحميل المجاني.
والكتاب من تأليف الأسير المحرَّر محمد ناجي صبحة، ويحتوي على أربعة فصول. يتناول الكتاب التجربة الثقافية لأسرى حركة حماس من خلال مشروع منهاج النهضة الثقافي والتربوي للأسرى ولجان العمل الثقافية، التي تشترك جميعها في تحقيق الأهداف الثقافية والتربوية والتعبوية في السجون.
ويسلط الكتاب الضوء على الدراسة الجامعية في سجون الاحتلال والتي تشكل مقاومة ثقافية تؤدي أغراضاً وطنية وشخصية. بالإضافة إلى عرض الكتاب لمجموعة واسعة من الأنشطة والمشاريع الثقافية التي تجعل من البرنامج الثقافي برنامجاً منهجياً محدد الملامح، وواضح الخطة. كما احتوى الكتاب على بعض الملاحق المهمّة، كأسماء المساقات والدورات والمحاضرات والكتب، بالإضافة إلى بعض إصدارات الأسرى ودراساتهم العلمية.
ويوضح الكتاب أن النشاط الثقافي في سجون الاحتلال الإسرائيلي عرف بداياته الفعلية مطلع سبعينيات القرن الماضي، وأن العمل الثقافي لحركة حماس في السجون ممتد منذ نشأتها، ومستمر ما دام لديها كوادر في السجون، ويحظى باهتمام كبير من تنظيم حماس.
ويرى الكاتب أن العمل الثقافي للحركة الوطنية الفلسطينية في سجون الاحتلال مرتبط بكينونتها وحضورها، به يُقاس تقدم التنظيمات وتراجعها، وبقدر الاهتمام به والإنجاز من خلاله يخدم تنظيم السجون حركته وشعبه وقضيته في كل ميدان، وأنه هو الأساس الذي يُصنع من خلاله الرجال في فترة الاعتقال، وهو الطريق الذي يعرف من خلاله الثائر دربه، فيعمل على بصيرة، ويحمل قضيته بقناعة، ويسير في دربه بثبات.
ويأتي صدور هذا الكتاب، في سياق إصدار المركز لمجموعة من الدراسات التخصصية التي تناولت تجارب الأسرى داخل السجون الإٍسرائيلية، من جوانب مختلفة، آملين أن تسهم في إثراء المكتبة الفلسطينية والعربية.