منجد صالح
أمد/ قدرة الله سبحانه وتعالى في ادارة هذا الكون، وسنّة الحياة ان يكبر الطفل بمراحل حياته ليصل إلى مرحلة الكهولة،
هذه هي سنّة الحياة الطبيعية المرسومة بقدرة ربّنا سبحانه،
لكن الاطفال في غزة، في احيانٍ، لا تندرج حياتهم تحت هذه المعايير،
الطفولة في غزة كالزهرة التي لا تذبل ابدا، بل تنفجر في عزّ تورّدها وعنفوانها،
أطفال غزّة لا يصلون إلى درجة الكهولة ابدا ومطلقا، فهم يصعدون إلى السماوات العُلا شهداء في بداية طريق حياتهم،
الطفل والزهرة في غزة توأمان لا يفترقان،
تنفجر الزهرة في عزّ تورّدها، “وتهطل” الانفجارات على الطفل في غزّة فيلتصق بالزهرة ويطير معها بجناحين من المسك والعنبر،
يطير معها بعيدا بعيدا عاليا عاليا يُحلّق وينثر عبق المسك على عائلته وجيرانه وابناء حيّه اللذين يُرافقونه في الرحلة أو الذين سبقوه،
غزّة مليئة بالاطفال، واصبحت معبّأة بالملائكة الصغار يتزاحمون على ابواب السماوات،
في كافة بلاد هذه المعمورة يتدافع الاطفال على حدائق الألعاب وشواطئ السباحة إلا أطفال غزة يتزاحمون شهداء على ابواب جنّات الخلد،
أوروبا تنوء بالكهول، فهي قارة عجوز، أما غزة فتزخر بالشباب والاطفال، وستبقى هكذا منبعا ومنبتا للعنفوان والاباء،
غزة “مدبوزة” بالاطفال وستبقى شابة يانعة يافعة، لان الاطفال في غزة لا يهرمون ابدا ومطلقا،
فهم يصعدون إلى العُلا في بداية طريقهم، وهكذا تبقى غزة تزخر بأطفالها، وسماءها تزخر بالملائكة الصغار.