أمد/
لندن: كشفت صحيفة التلغراف البريطانية عن فشل خطة إسرائيلية سرية لإقناع عشيرة قوية في غزة بالاستيلاء على السلطة من حماس، عندما أعدمت مختارها.
وقال مصدر استخباراتي إسرائيلي مطلع، إن الخطة لتنصيب عشيرة دغمش في غزة، الأقوى في القطاع، فشلت بعد اغتيال زعيم المجموعة والعديد من حلفائها، وكانت إسرائيل تحت ضغط من أقرب حلفائها، بما في ذلك الولايات المتحدة، للتوصل إلى خطة لكيفية إدارة غزة بعد الحرب، كما واجهت الحكومة الإسرائيلية ضغوطًا من الداخل بسبب رفضها وضع خطة لمستقبل المنطقة الساحلية.
وقال المصدر الاستخباراتي إن محاولة جرت قبل شهرين (شهر مارس) لتشجيع عائلة دغمش على تولي السيطرة عندما ينتهي القتال: "لقد عرضنا على دغمش السيطرة على غزة. انتهى الأمر بشكل كارثي، انتهت المحاولة القصيرة بدخول حماس إلى داخل العشيرة وقطعت رؤوس أفرادها، وفي اليوم التالي أعلنت جميع العشائر بشكل مشترك دعمها لحماس".
نفوذ كبير
كان يُنظر إلى عائلة دغمش على أنها خيار قابل للتطبيق للإطاحة بجماعة حماس في معركة السيطرة السياسية على قطاع غزة، حيث تمارس العشائر نفوذاً كبيراً، لكن يجب على كل منها الحفاظ على علاقات حساسة مع حماس، وهناك العديد من المنافسات العميقة الجذور.
وقال المصدر الاستخباربي للصحيفة، إن الخطة أعطت إسرائيل "طريقًا محتملاً للتحالفات القائمة على المثل القديم "عدو عدوي صديقي". وأضاف: "كانت هذه الخطة أشبه بطلب توني سوبرانو حكم نيوجيرسي"، نظرًا لكونها المجموعة الوحيدة التي تتمتع بالقوة الكافية للإطاحة بحماس، فإن عشيرة دغمش لديها تاريخ من الصراع مع حماس، بما في ذلك اشتباك دموي في عام 2008 أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 10 أفراد من العشيرة.
ولقد أدرك العديد من المسؤولين الإسرائيليين، الذين لم يكونوا على علم بأنشطة العشيرة، التي تتجاوز نشاطها العسكري، والتي تتضمن شبكة من عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات، الإمكانات الاستراتيجية للعشيرة، فبادروا إلى الاتصال بزعماء العشيرة الذين وافقوا على مناقشة المقترحات.
كما أن ممتاز دغمش، رئيس العشيرة، المعروف بارتباطاته بتنظيم القاعدة، مدرج أيضاً ضمن قائمة الإرهابيين المطلوبين من قِبَل الولايات المتحدة. كما أن شهرتها جعلتها غير محبوبة بين أهل غزة.
وفي مارس/آذار، ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل (العبرية)، أن حماس قتلت دغمش بعد أن اتهمته بالتعامل مع إسرائيل، وقالت إن العشيرة أعلنت نتيجة لذلك عن جميع أعضاء حماس أهدافاً لها.
السيطرة على التهريب
وأوضحت أن العشيرة، التي تنحدر في الأصل من تركيا، تمتد الآن على الحدود بين رفح في غزة ومصر، مما يسمح لها بالسيطرة على التهريب في الأنفاق بين مصر وغزة.
"لا توجد قوة أخرى في رفح وجنوب غزة تتمتع بالقوة نفسها التي تتمتع بها عشيرة دغمش"، هذا ما قاله رونين سولومون، وهو محلل أمني إسرائيلي أجرى أبحاثاً عن العشيرة منذ اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في عام 2005.
ويعمل كبار المسؤولين الإسرائيليين الآن على وضع الخطط اللازمة لإيجاد حكام بديلين جديرين بالثقة "لليوم التالي" للحرب، على أمل إقناع الأعضاء الأصغر سناً والأكثر اعتدالاً في فتح، الذين يديرون السلطة الفلسطينية الحاكمة، بإدارة غزة بطريقة تمكن سكانها من العيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل.
وقال عوديد عيلام، رئيس مركز مكافحة الإرهاب الإسرائيلي السابق، إنه بعد انتهاء الحرب "يبقى بديل واحد، صعب الهضم ومثير للمشاكل: إعادة فتح إلى غزة وعدم السماح لحماس بالاندماج في الآلية التي سيتم إنشاؤها".
فشلت خطة إسرائيلية سرية لإقناع عشيرة في غزة بتولي إدارة قطاع غزة، بعد أن أعدمت حماس مختار هذه العشيرة. هذا ما نقلته صحيفة التلغراف البريطانية، يوم السبت، عن مصدر مطلع استخباراتي مطلع.
وحسب المصدر نفسه، جرت قبل نحو شهرين محاولة إسرائيلية لتشجيع عشيرة دغمش على تولي القيادة بدلا عن حركة حماس، إلا أن الحركة دخلت مجمع العشيرة وقطع رأس المختار، وفي اليوم التالي أعلنت جميع العشائر مجتمعة دعم حماس.
ويقول السيد عيلام: "لكي تنجح هذه الخطوة، يتعين علينا أن نجد شركاء جديرين سواء بين فتح في غزة أو من الضفة الغربية".
ولكن الاعتماد على قادة فتح المعتدلين يخلق شبكة معقدة من المشاكل لإسرائيل.
ويقول الدكتور خليل الشقاقي، من المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية: "بناءً على النتائج الحالية، فإن قِلة من الفلسطينيين فقط سيجدون هذا مقبولاً".
ويضيف: "إذا كان الاختيار بين حماس والسلطة الفلسطينية، فإن الأغلبية ستختار حماس دون تردد".
وحذر السيد عيلام، رئيس مكافحة الإرهاب السابق، من أن عرض سيطرة فتح على كل من الضفة الغربية وغزة من شأنه أيضاً أن يخلق الأساس لدولة فلسطينية موحدة ــ وهو ما تعارضه حكومة بنيامين نتنياهو.
وأضاف أن البدائل الأخرى، بما في ذلك الإدارة العسكرية الإسرائيلية، أو إدخال قوة حفظ سلام متعددة الجنسيات، لن تنجح على الأرجح.