معاذ خلف
أمد/ على مر العصور ، منذ ان بدأت الخليقة على الأرض ، و خلق سيدنا آدم و قتل قابيل هابيل ، و الصراعات و الحروب لم تتوقف الى يومنا هذا و الى ان يرث الله الأرض و من عليها .
هناك من يخوض حربه بشجاعة و استبسال ، و هناك من يستجدي ويتوسل عدوه ، و النتيجة واحدة ، اما نصر و اما هزيمة بطعم الصمود تكيد العدى او هزيمة مهينة تجعل انصارك قبل اعدائك يبسقون عليك .
لست ضد الساسة الطامحين ، الذين يرون ان اي قضية في العالم لابد من ايجاد طرق سياسية و دبلوماسية لحلها ، و لكن متى و كيف ؟ فحربنا مع العدو الصهيوني حرب وجود ، و ان لم يكن هناك اتزان في القوى و الرعب لن تصل اصلا الى الطرق السياسية و الدبلوماسية و لن يعترف بك عدوك على طاولة حوار او تفاوض ، حرب مصر مع الكيان في العام 1973 حققت المعنى ، حين استخدم الرئيس الراحل السادات حربا عسكرية لا هوادة فيها مع العدو لتحرير أرضه ، ثم و من منطلق اتزان الرعب انطلق في عملية سياسية و دبلوماسية ناجحة افضت الى تحرير باقي الأرض و الحصول على سيناء ، و لكن نحن كفلسطينيين ماذا لدينا من ادوات القوة و الرعب مع العدو الصهيوني حتى يقبل بمفاوضتنا سوى حركات التحرر و المقاومة الباسلة ؟، فالرئيس عباس يستجدي منذ العام 2004 اي منذ 20 عاما و لم يحصل على شبر واحد بل على العكس خسرنا الكثير و قدمنا الكثير من التنازلات و مع ذلك لم يعترف بنا عدونا .
دعى الرئيس الإيراني خامنئي صباح الأمس حركات المقاومة بأن لا يكترثوا بالورقة الأمريكية لوقف الحرب، و ان الحرب ستستمر و الكيان الصهيوني سيضمحل وينتهي ، و هنا ليس من حق رئيس ايران ان يقرر نيابة عن الفلسطينيين اصحاب الأرض و الذين يدفعون الثمن من دماؤهم و دماء اطفالهم و نساؤهم و منازلهم و مدنهم التي احرقت و دمرت ، ولو كان هناك التقاء مصالح في فلسطين تهدف الى انهاء العدو الصهيوني وتحرير الأرض الا ان المجاهرة بتبعية حركة المقاومة هذه او تلك لجمهورية ايران يعد عبث و احراج للحركة التي تقاتل بإسم فلسطين لا بإسم ايران !
ظهر ناتنياهو مع مغرب ذات اليوم رافضا لبند ايقاف الحرب في الورقة الأمريكية متمسكا بقرار القضاء على حماس بعد هدنة مدتها 45 يوما يتم فيها تبادل الأسرى ثم تستأنف الحرب للقضاء على المقاومة .
و هنا لم يكن على المقاومة ان تستجدي ان لم يكن هناك ضمانات حقيقية لوقف الحرب ، فورقة الأسرى الصهاينة لدى المقاومة تعد سلاح يريدون سلبه منها حتى تستأنف الحرب بأساليب مختلفة لاحقة للقضاء على المقاومة ، اذا فما الداعي لتسليم الأسرى ان كانت المحصلة واحدة ؟ و هي استئناف الحرب و قتل الشعب الفلسطيني ؟
فإسرائيل خسائرها البشرية و العسكرية و الإقتصادية بسبب الحرب على الجبهة الشمالية مع لبنان و الجنوبية مع غزة لا تعد ولا تحصى ، و كل يوم يمضي هم يشهدون خسائر مروعة ، و مادامت الخسائر أمام الخسائر فلنرى لمن يكون الصمود ، لصاحب القضية العادلة ، ام للمحتل !
و هنا رسالتي للمقاومة ، ان لم يكن هناك ضمانات امريكية او ضمانات من مجلس الأمن لوقف الحرب لتنفذ الورقة من خلاله و ان الطرف الذي يخالفها سيقع تحت البند السابع فلا داعي للثقة بناتنياهو .
“نحن أمام معركة وطنية و أخلاقية و إنسانية عادلة ، حق شعب في أرضه و حق شعب في تقرير مصيره ، لذلك لا يجب علينا ان نخشى أحدا ، بل ان تكون لنا اليد العليا في اي خطوة قادمة ، دون استجداء او توسل ، فقد دفع شعبنا الثمن دماؤه !”