أسعد أبو الخطاب
أمد/ في مرحلة تاريخية مظلمة، يتساءل الإنسان العاقل: هل من الحكمة أن يمدح الفرد قائداً ظلمت في عهده، لم ينصفه، ولم ينتصر لمظلوميته؟ يتعين علينا أن نستمع إلى صوت العقل والضمير، ونفكر في عواقب التمجيد العقيم.
الظلم الذي يمارسه القادة يتسبب في آثار وخيمة على الأفراد والمجتمعات. إذا كان القائد لم يحقق العدالة ولم ينصف، فإن المديح له يعد استسلاماً للجهل والتعاون السلبي مع الظلم. العقل يدعونا للثبات على قيم الحق والعدالة، بدلاً من الانجراف في تأييد أفعال غير مبررة.
تعزز الحكمة من قيمنا، ولا بد للفرد المدرك من أن يستنتج من تاريخه الشخصي والمجتمعي أن المظلومية لا تُحل بتمجيد الظالم، بل بالمقاومة السلمية والدعوة إلى العدالة. الشعر يرتبط بالوجدان، ومن الغباء أن يتجاهل الإنسان همومه ويبني للظالم منبراً عالياً.
في النهاية، يجب أن يكون الفكر والتحليل الموضوعي أساس اختيارنا للمدح والدعم. العقلانية تأتي بالتحقق من سجل القائد وتأثيراته الإيجابية أو السلبية على المجتمع. المديح العميق لمن لا يستحقه يقوض قواعد العدالة ويعكس على الفرد نفسه بطعنة في ذاته.
إذا كنا نسعى لبناء مستقبل أفضل، فلنتجنب الغباء الذي يتمثل في تمجيد الظلم ولنكن جزءًا من التغيير نحو مجتمع يقوم على القيم والعدالة.