منجد صالح
أمد/ في هذه الاوقات العصيبة وخاصة ما يجري على الجبهة المصرية، وكأن الامر برمّته في “الاوفسايد”، التسلل، نتذكّر ونستذكر “الزمن الجميل”، حقبة جمال عبدالناصر، وثورة القومية والوطنية والفن والثقافة، وأغاني شريفة فاضل”أم البطل”، وفايدة كامل،
“ويا جمال يا حبيب الملايين، يا جمال”،
مصر بعظمتها القومية والافروآسيوية، وعلى مستوى العالم، انزوت مؤخرا في قرنة صغيرة ربما تتنافس فيها مع جيبوتي أو جزر القمرأو حتى اريتيريا،
أين مصر العظيمة ودبابات الميركافا الصهيونية الممهورة بنجمة داوود تتحنجل على “ضفاف معبر رفح”!!، وكأن رفح جزيرة في سان فرانسيسكو أو تاهيتي أو سيريلانكا،”سيلان سابقا”، بعيدة عن القاهرة والاهرامات ووادي النيل والسد العالي، بعيدة عن الجيش المصري المليوني، عن السيل الهادر من الجماهير من الاسكندرية إلى بورسعيد،
هل اصبح كل ذلك من الماضي ويتمترس في الماضي وربما السحيق منه،
الامبراطوريات تنتعش وتعيد بناء اعشاش صقورها في الهند وفي روسيا، لكن يبدو أن “امبراطورية مصر” قد “تمّ تحنيطها بمواد تحنيط فرعونية باتعة سرمدية لا فكاك منها”،
ان اقصى ما تقوم به القاهرة بكل ما تعني القاهرة، واقصى ما ترغب وتتمنّى، هو ان تقوم بدور الوسيط المرضي عنه امريكيا بين اسرائيل وغزة،
اصبحت مصر ام الدنيا ساعي بريد بين اسرائيل والمقاومة في غزة، تنقل رسائل ورسائل مضادة، وتُطبطب امريكا على كتفها وتقول لها: “شاطرة شاطرة يا مصر الننوسة، أقصد المحروسة”،
في الايام القليلة الماضية سقط بطلان شهيدان مصريان على معبر رفح برصاص اسرائيلي غادر، “لا قامت الدنيا ولا قعدت” في مصر، ولسان الحال يقول ويهمس: “هُس هُس، حُط في الخُرُج يا مواطن، خليها على الله”،
اين ايامك يا شريفة فاضل: “انا أم البطل، ابني حبيبي يا نور عيني بيضربوا فيك المثل.. يا مصر ولدي الحُر”،
اين ايامك يا فايدة كامل: “يا دُعاة الحق هذا يومنا”،
حتى الاغاني والاناشيد الوطنية لم تعد تُذاع أو تُسمع في راديوات وقنوات مصر،
“هُس هُس حتى لا تغضب امريكا”،
“اسكت اسكت، معاهدة سلام كامب ديفيد استراتيجية وراسخة مثل اهرامات الجيزة، ولن تتأّثر بحادث عرضي حدودي هنا أو هناك،
“عمار والله يا مصر”،
“ويا مصر ولدي الحُر”، يا شريفة فاضل
رحم الله شهداء مصر الابطال.