أمد/
تل أبيب: وجه قائد سابق بالجيش الإسرائيلي انتقادات حادة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الجيش يوآف غالانت ورئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي، داعيا لاستقالتهم بعد فشلهم في قيادة الحرب على قطاع غزة.
وتحت عنوان "حرب بلا هدف: بينما يحتفظ القادة بمناصبهم، يفقد الناس أبناءهم"، كتب اللواء المتقاعد إسحاق بريك في صحيفة "معاريف" العبرية، الأربعاء، إنه "في أي دولة ديمقراطية أخرى، سيتم طردهم (الثلاثة) من وظائفهم إلى السجن".
ومنذ بداية الحرب في شهر أكتوبر/تشرين أول الماضي، يثير بريك الجدل بمواقفه التي لا تتفق مع آراء القادة العسكريين والسياسيين.
وقال: "مر وقت طويل منذ أن عادت قواتنا وهاجمت مرارا وتكرارا تلك الأماكن التي احتللناها بالفعل في قطاع غزة، نقص القوات لا يسمح لنا بالبقاء لفترة طويلة في الأراضي التي احتللناها، وفي كل هجوم ندفع ثمنا باهظا للغاية من القتلى والجرحى".
وأضاف: "صحيح أن جنود الجيش لا يهاجمون مقاتلي حماس لأنها تقاتل بأسلوب حرب عصابات ولا تريد معركة وجهاً لوجه، لكنها تنصب فخاخا وتفخخ مباني وتطلق صواريخ وتختفي في فتحات الأنفاق، مما تسبب في خسائر فادحة للجيش الإسرائيلي".
كما وجه انتقادات لتكتيكات الحرب الإسرائيلية التي قال إنها "تؤدي إلى مقتل وإصابة الجنود".
وبحسب معطيات رسمية للجيش الإسرائيلي فقد وصل عدد الجنود والضباط القتلى منذ بداية الحرب 650، بينهم 298 بالمعارك البرية في قطاع غزة.
وقال بريك: "في كل يوم يمر، يُقتل جنودنا وهم يدخلون المنازل المحاصرة دون انضباط عملياتي، ودون إجراءات أساسية، ودون تعلم الدروس، ودون سيطرة ومراقبة من كبار القادة، ودون إجراء تمارين أساسية قبل دخول المبنى، مثل إطلاق قذيفة دبابة أو مدفعية وإرسال طائرة بدون طيار أو كلب بوليسي للتحقق من المبنى".
وأضاف عن ذلك: "الجنود يدخلون في حالة عمياء تماما، كما هو الحال في لعبة (الروليت الروسية) القاتلة، ويقتلون بالعبوات الناسفة بسبب المجازفة المتعمدة من قادتهم، وبالتالي تبقى حياتهم في يد الحظ".
وأشار بريك إلى أن "هذا الروتين" يكرر نفسه مرارا، فيما تقام جنازات مفجعة، ويصاب الكثيرون بالحزن، لكن لا أحد يخرج ويصفر".
وتابع منتقدا: "كل شيء يحدث دون أي هدف، والجنود الذين يدخلون المنازل التي تم الاستيلاء عليها ليس لهم أي مساهمة في تقدم الحرب (…) وفي حرب فقدت هدفها".
وأردف: "هذا جنون لا يمكن قبوله وفهمه والوقوف على الجانب الآخر، وما هو إلا غيض من فيض مقارنة بالحرب الإقليمية التي تنتظرنا على الباب، والتي تشكل تهديدا وجوديا حقيقيا لدولة إسرائيل".
وأشار إلى أن "القادة الثلاثة الفاشلين: بيبي (نتنياهو) وغالانت وهاليفي، الذين يواصل الجيش القتال تحت توجيهاتهم، يدركون أنهم عندما تنتهي الحرب سيفقدون وظائفهم وشرفهم وسيتم إلقاؤهم في مزبلة التاريخ".
ولهذا السبب، أرجع بريك رغبة الثلاثة في "مواصلة القتال بلا نهاية وبأي ثمن حتى لو أدى إلى خسائر فادحة وتدمير البلاد"، وفق قوله.
وأضاف: "سؤال المليون دولار أين الناس؟ لماذا لا يوقف الشعب هذه المجموعة من الجنون ويرسلهم إلى منازلهم، الوطن يخسر أبناءه في حرب لم تحقق أي هدف: حماس لم تهزم، والمختطفون أحياء لم يعودوا إلى بيوتهم".
واتهم بريك "نتنياهو بعدم اتخاذ قرارات تشجع إسرائيل على الرسو في الملاذ الآمن"، لافتا إلى أن القرار الوحيد الذي اتخذه يتمثل بـ"الانهيار الكامل لحماس وعدم وقف القتال وهذا وحده يكفي لانهيار الدولة".
واعتبر بريك أن "الحل الوحيد الذي من شأنه إنقاذ البلاد هو الإزالة الفورية للثلاثة الذين يدمروننا: بيبي وغالانت وهيرتسي هاليفي".
وقال: "هناك حاجة ملحة لتشكيل فريق جديد على المستوى السياسي والعسكري يقبل الصفقة التي اقترحها بايدن: وقف الأعمال العدائية، وإطلاق سراح المختطفين بالاتفاق، وإعادة بناء الجيش الإسرائيلي واستعداده للحرب الإقليمية، استعادة اقتصاد إسرائيل وعلاقاتها الدولية، عودة النازحين إلى منازلهم" في جنوب وشمال إسرائيل.