أمد/
نيويورك: قال غريفيث: "إن المجاعة في القرن الحادي والعشرين هي آفة يمكن الوقاية منها، ويمكن لقادة مجموعة السبع، بل ويجب عليهم، ممارسة نفوذهم للمساعدة في وقف ذلك، وأضاف: "إن انتظار إعلان رسمي للمجاعة قبل التحرك سيكون بمثابة حكم بالإعدام على مئات الآلاف من الأشخاص وانتهاك أخلاقي"، وفقاً لصحيفة الغارديان.
وتابع: "في غزة، من المتوقع أن يواجه نصف السكان – أكثر من مليون شخص – الموت والمجاعة بحلول منتصف يوليو، وفي السودان، يتأرجح ما لا يقل عن 5 ملايين شخص على حافة المجاعة".
ودعا غريفيث، الذي سيتقاعد من منصبه بنهاية هذا الشهر، مجموعة السبع إلى زيادة دعمها للإغاثة الإنسانية، ولكن أيضا "أكثر من أي شيء آخر، يجب على العالم أن يتوقف عن تغذية آلات الحرب التي تجوع المدنيين في غزة والسودان".
كانت الدبابات الإسرائيلية قد توغلت في الجزء الغربي من رفح يوم الخميس، حيث تعرضت المدينة لنيران مكثفة من طائرات الهليكوبتر والطائرات بدون طيار والمدفعية، فيما وصفه السكان بأنه أحد أسوأ عمليات القصف في المنطقة حتى الآن.
وقد أدى الهجوم على رفح إلى نزوح أكثر من مليون فلسطيني كانوا يحتمون هناك، مما أجبرهم على الانتقال إلى مناطق لا تتوفر فيها سوى فرص ضئيلة أو معدومة للحصول على الغذاء أو الماء أو المأوى، وحذرت الأمم المتحدة من أنه من المتوقع أن يواجه أكثر من مليون شخص "الموت والجوع بحلول منتصف يوليو".
لم تقم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حتى الآن بإبطاء تدفق الأسلحة رداً على عمليات إسرائيل المتوحشة، رغم تلويح بايدن بأنه سيقطع إمدادات الأسلحة الأمريكية إذا مضت إسرائيل قدما في هجومها على رفح، بحجة أن إسرائيل لم تنفذ بعد "عمليات كبرى"، إلا أن سكان رفح وصفوا مستوى القتال بأنه مدمر.
وقال أحد السكان لوكالة فرانس برس: "كان هناك نيران كثيفة للغاية من الطائرات الحربية والأباتشي والمروحيات الرباعية، بالإضافة إلى المدفعية والبوارج العسكرية الإسرائيلية، التي كانت جميعها تقصف المنطقة الواقعة غرب رفح".
ترتفع أصوات كثيرة حول العالم محذرة من المجاعة وفقدان الأمن الغذائي في غزة، لكن جميعها لم تستطع إيقاف العدوان الإسرائيلي، ومن التصريحات البارزة مؤخرا عن الواقع في القطاع، ما قاله رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم عن أن 8000 طفل دون سن الخامسة في غزة تم تشخيص إصابتهم بسوء التغذية الحاد.
وقال أدهانوم في مؤتمر يوم الأربعاء: "إن نسبة كبيرة من سكان غزة تواجه الآن جوعًا كارثيًا وظروفًا شبيهة بالمجاعة، وعلى الرغم من التقارير التي تشير إلى زيادة توصيل المواد الغذائية، لا يوجد حاليًا أي دليل على أن الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها يحصلون على كمية ونوعية كافية من الغذاء".
وأضاف رئيس منظمة الصحة العالمية: "مع ذلك، بسبب انعدام الأمن وعدم إمكانية الوصول، لا يمكن تشغيل سوى مركزين لتحقيق الاستقرار للمرضى الذين يعانون من سوء التغذية الحاد".
وتشدد منظمات الإغاثة على أن حتى المساعدات غير الكافية التي تصل إلى غزة غالباً ما تفشل في الوصول إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها بسبب الهجوم الإسرائيلي.
كما أوضحت لجنة الإنقاذ الدولية يوم الأربعاء أن "الحزمة الإنسانية الأخيرة التي قدمتها الولايات المتحدة لغزة هي خطوة مرحب بها، ومع ذلك، فإن التنفيذ الفعال لأي حزمة مالية يعتمد كليًا على الوصول غير المقيد للمساعدات وقدرة عمال الإغاثة على العمل بسلاسة".