أمد/
بيروت: نشرت مواقع لبنانية ما قالت إنه رسالة تهديد وصلت "حزب الله" اللبناني وصلت عن طريق قطر، تحدثت عن أنه سينتقل من تصعيد الحرب في لبنان الى مواجهة شاملة ومدمّرة.
وقالت، ان رسالة التهديد الأبرز وفقا لمصادر دبلوماسية موثوقة جاءت عبر القطريين وفيها كلام واضح عن "ان العدو الإسرائيلي لا يريد أبدا وقف الحرب على الجبهة الجنوبية، ويريد توسيع الحرب في لبنان الى حرب شاملة ولن يتوقف قبل القضاء على حزب الله حسب زعمه، حتى لو توقفت الحرب في غزة"، ناسفة بالتالي كل ما يُحكى عن مبادرات وقمم فرنسية وأميركية للاتفاق على إيقاف الحرب وتطبيق القرار 1701، واليوم التالي بعد وقف الحرب على غزة.
وأضافت مصادر قيادية في "الثنائي الشيعي"، أكدت تلقّي لبنان الرسالة القطرية التي تعتبر بمثابة إنذار جديّ عن ان الحرب الشاملة لم تعد بعيدة، وأضافت المصادر ان استعداد دولة الكيان لهذه الحرب كان حتى الأمس القريب كلاما إعلاميا، ولكن نقول اليوم بان طبول الحرب بدأت تقرع والحرب عمليا "باتت على الأبواب".
واستدلت المصادر على استهداف جيش الكيان لأحد أبرز القادة الميدانيين في حزب الله الحاج طالب سامي عبدالله، للقول بان هذا التطوّر البالغ الخطورة منذ بداية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي جاء في سياق أخطر المحاولات المتكررة لجرِّ حزب الله الى الحرب الشاملة، مؤكدة في هذا السياق ان حزب الله لا يتصرف بطريقة انفعالية ولن ينزلق الى الحرب الشاملة وفق توقيت الكيان، بل ما زال يعتمد استراتيجية الرد الموجع وغير الاستثنائي لإيلام الكيان، وتثبيت قواعد الردع التي تمنعه من توسيع دائرة استهدافاته وتجاوز الخطوط الحمر مجددا.
واعتبرت مصادر "الثنائي الشيعي"، ان الذهاب الى الحرب ليس نزهة بالنسبة للكيان الإسرائيلي، ورغم رسالة القطريين وقبلها الأوروبيين، إلّا ان جيش الكيان يعلم جيدا ان سلاحه الجوي بات دون جدوى بعد أن أسقط حزب الله سبع مسيّرات، ثلاثة منها من نوع "هرمز 900"، والتي تعتبر فخر الصناعة الإسرائيلية، وهنا يمكن تأكيد نقطتين:
الأولى: تطوّر المنظومة الدفاعية الجوية لحزب الله، بما يسقط أهمية السلاح الجوي الإسرائيلي في أي حرب مقبلة، وهذا ينطبق أيضا على تثبيت معادلة ردع جوية بعد توقف الحرب تمنع الكيان من استباحة الأجواء اللبنانية.
الثانية: أثبت حزب الله منذ بدء معركة طوفان الأقصى ان السيطرة الجوية الكاملة باتت بعهدته، بعدما أثبت في حرب يوليو/ تموز 2006 ان السيطرة البرية له.
وفقا للمصادر، فان إسرائيل لن تستطيع مواجهة حزب الله في أي حرب شاملة بعدما استطاع الحزب تدمير منظومتها البرية في حرب يوليو/ تموز 2006، وكشف اليوم عن هشاشة منظومتها الجوية، أضف الى ذلك، ان إسرائيل عجزت منذ ثمانية أشهر على إسكات صواريخ الحزب وضرب البنية التحتية العسكرية لمنصات الصواريخ التي تستهدف يوميا أهم المقرات العسكرية وكبّدت العدو حتى اللحظة خسائر بشرية ومادية باهظة.
واعتبرت مصادر "الثنائي الشيعي"، ان إسرائيل ستواجه الهزيمة في أي حرب شاملة تدّعي انها تحضّر لها قبل أن تبدأ حتى، فالعدو فَقدَ القدرة عمليا على خوض أي مواجهة مع حزب الله وعليه إعادة حساباته، فأقصى ما يملكه قد يكون تفوّقا استخباراتيا ومعلوماتيا ولكنه ليس كافيا للفوز في الحرب أو القضاء على حزب الله كما يزعم.
تقديرات مسؤولين أمريكيين
ومن جهة أخرى، أثار وابل الصواريخ التي أطلقت هذا الأسبوع من لبنان بعد اغتيال طالب عبد الله، مخاوف بين المسؤولين الأمريكيين من أن التصعيد قد يقود المنطقة إلى قتال أوسع بين "حزب الله" وإسرائيل.
وأعرب مسؤولون أمريكيون لشبكة "سي بي إس" عن قلقهم إزاء عدة سيناريوهات محتملة، وأخبروا الشبكة أنهم يفسرون الضربات الأخيرة في عمق لبنان على أنها تحضير لهجوم واسع النطاق للجيش الإسرائيلي في المنطقة.
ويخشى المسؤولون من أن إسرائيل ستبدأ حربا ضد "حزب الله" لا يمكن أن تنتهي دون دعم أمريكي.