أمد/
الدوحة: أكد رئيس حركة حماس في الخارج، خالد مشعل، أن غزة تدمرت مشيراً إلى أن "هذا ثمن المقاومة"، وأضاف أن "أثمان المقاومة كبيرة وغزة تدمرت ولا جدال في ذلك".
وأضاف "دخلنا في مرحلة ما بعد أوسلو فعلا ولا قيمة للحديث عنها الآن"، وتابع أن "الواقع يفرض علينا تجاوز اتفاقية أوسلو فعلياً".
كذلك قال إن "على الجميع الانخراط في القتال وليس غزة وحدها"، لافتاً الى أن "إعادة ترتيب البيت الفلسطيني استحقاق حتمي لا يمكن الهروب منه".
وعن دور إيران، أوضح مشعل أن "دور طهران برز سياسيا وعسكريا بعد هجوم 7 أكتوبر".
وأكد مشعل، أن "طوفان الأقصى غير كل عناصر المشهد التي كانت في حالة سكون وموات، فالعدو قبل السابع من أكتوبر كان يعمل على تطبيق أجندته خاصة في الضفة الغربية والقدس، وتطبيق رؤيته الصهيونية، فضلًا عن خنق غزة وتحويلها لسجن كبير وموت بطيء".
وقال مشعل خلال الندوة العلمية ”معركة طوفان الأقصى وانعكاساتها على ترتيب البيت الفلسطيني”، التي نظمها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات إن "القضية الفلسطينية كانت في حالة من السبات، وفجأة بعثر السابع من أكتوبر هذه العناصر المتعلقة بالقضية وبالصراع وبأطراف الصراع وبالأطراف المؤثرة فيه إقليميًا ودوليًا، ونحن أمام الزلزال الذي أصاب الكيان، وشعورهم أنهم عادوا إلى نقطة الصفر وإلى حرب الثمانية وأربعين، بل إلى ما قبل ذلك، وهذه التحولات غير المسبوقة والانفعال العالمي سلبًا أو إيجابًا نحو المعركة، حيث أصبحت غزة هي مركز الحدث العالمي".
وتابع معركة طوفان الأقصى أصابت الناس بصدمة إيجابية، أن "هناك ممكنات جديدة، فمقاومة غزة تستمر لتسعة أشهر، وترى الناس بشائر أن إسرائيل يمكن هزيمتها، فهذه تحولات في النفس والوجدان والرؤيا السياسية، وتشكل منعطفا وتحولا مهم جدًا".
طوفان الاقصي
ولفت زعيم حماس بالخارج إلي أن السيناريو الأقرب للتحقق هو انهيار هذا الكيان وتفككه وفقدانه لمبررات وجوده، وربما رفع اليد الدولية عنه وفقدانه لقيمته الاستراتيجية كأداة استعمارية وتطويع للمنطقة وتحقيق للمصالح الغربية، وحرب سيف القدس عام 2021 مع هذا الطوفان أعطى مؤشرًا أن هذا الكيان يمكن هزيمته، وربما انهياره مرةً واحدة يمكن أن يكون واقعًا.
ونبه إلي أن الطوفان حقق تحولات هائلة، وعادت القضية إلى رأس الأجندة الدولية، وأصبحت القضية متقدمة في التعاطف العالمي، وأصبحت القضية الفلسطينية قضية انتخابية في الكثير من الدول الغربية، هذا تحول مهم.
وشدد علي أن الطوفان أحدث متغيرات هائلة حيث دمر العدو أمنيًا وأربك كل حساباته وضرب نظريته الأمنية والعسكرية، وأحدث زلزالًا سياسيًا وعمق الخلافات الداخلية، إضافة للآثار الاقتصادية الكبيرة، وتغيير صورة الاحتلال أمام العالم، وغير نظرة المنطقة للاحتلال وخيارات التطبيع معه والرهان عليه والاستقواء به، التي كانت مطروحة ضمن الرعاية الأمريكية لفرض “إسرائيل” في المنطقة.
ومضي للقول إن الطوفان والتحدي الكبير الذي فُرض على “إسرائيل”، وفشلها العسكري الميداني فرض ظهور قضية تجنيد المتدينين من جديد، كما أدى الطوفان أيضًا إلى تنامي الصراع بين القيادة السياسية الإسرائيلية، والمؤسسة العسكرية والأمنية، وأن يأتي نتنياهو في لحظة ويقول: هذه دولة لها جيش، وليس جيش له دولة، وثبت أن المواجهة مع هذا الاحتلال هي من تربكه وتعمق خلافاته.
واضاف لا شك أن الطوفان ترك على الصعيد الشعبي روحا عظيمة، وعلى الصعيد الإقليمي هناك دول تعاملت بجدية مع هذا الطوفان، والبعض مرتبك، والبعض يترقب مآلات هذه المعركة، بينما برز دور دول إقليمية مثل إيران واتسع هذا الدور سياسيًا وعسكريًا، ونحن لا نسعى أن نوظف الطوفان سلبًا تجاه أحد بل نريد أن تتعزز مكانة الدول العربية والإسلامية، وأن يتوارى الدور الإسرائيلي، مع تراجع نفوذ إسرائيل الإقليمي.
وبحسب مشعل فقد بدأت المفاهيم تتغير حتى على صعيد الشارع الدولي والشارع الإنساني في أوروبا وأمريكا، والحديث عن فلسطين من البحر للنهر، وزوال إسرائيل، وعدم شرعية إسرائيل، والحديث عن المقاومة وعن رموز المقاومة، وكل هذا من الإشارات على تأثير الطوفان.
وعاد مشعل للقول: هذا الطوفان انعكس على الروح الشعبية في الداخل والخارج فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا بل وإنسانيًا، لكن بقي الاستحقاق المتعلق بترتيب البيت الفلسطيني، والقيادة الفلسطينية، والمرجعية الوطنية، وإعادة بناء المؤسسات السياسية الفلسطينية، وهذا استحقاق حتمي لا بد منه، ولا يستطيع أحد الهروب منه.
ونبه إلي ترتيب البيت الفلسطيني واجب واستحقاق في جميع الأحوال، في الطوفان وقبله وبعده، وليس أمرًا استجد، لكنه بعد الطوفان أصبح ضرورة وحتمية، ولا يستطيع أحد أن يحتكر القرار الفلسطيني، أو أن يصادر المؤسسات الفلسطينية.
هنية وتبون وعباس
واستدرك قائلا: ترتيب البيت الفلسطيني ليس أمر ننتظره حتى نهاية المعركة، لأن البعض ربما يريد أن يترقب مآلات المعركة، لأنه يعتقد أنه بحسب نتائج المعركة وماذا سيحدث لحماس والمقاومة ووضع، يظن أنه باستطاعته أن يجد المعادلة في الترتيب، وهذا وهم ورهانات خاطئة
وشدد مشعل علي أن ترتيب البيت الفلسطيني ليس أمرًا ننتظره بعد وقف العدوان، وينبغي أن نبدأ في الانخراط في معركة الطوفان، لأنه كلما انخرطنا في المعركة، وساندنا المعركة أكثر، وكنا جزءًا منها وشركاء فيها، ننتصر أكثر ونتحكم في نتائج المعركة، ونجني نتائجها لصالح شعبنا الفلسطيني، وبحسب نتائج المعركة سينعكس ذلك على ترتيب البيت الفلسطيني
وتطرق مشعل الي زيار ة وزيرة الخارجية الأمريكي قائلا: بلينكن عندما زار المنطقة في أيام الحرب الأولى، كان يضغط على العواصم العربية بهذا والحديث عمّا بعد حماس، لكن اليوم الأمريكي وعبر عدة أشهر سابقة ينتظر ردود حماس، والناطق باسم الجيش الإسرائيلي بنفسه يقول إن حماس فكرة ولا يمكن هزيمتها، والشعب الفلسطيني لن يهزم.