أمد/
موسكو: قال موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إن قطاع غزة يعاني من أزمات كثيرة جراء الحرب، ومستقبله يحدده طرفان أساسيان، يتمثل الأول في "المقاومة الفلسطينية"، والتي قال إنها ستكون شريكًا أساسيًا في تحديد مستقبل غزة، وسيكون الشعب الفلسطيني الطرف الثاني.
وأضاف، إنَّ تصريحات رئيس حكومة دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة، التي أدلى بها للقناة الـ 14 العبرية، تؤكد رفض تل أبيب لقرار مجلس الأمن الدولي وإلقاءه مبادرة الرئيس الأمريكي جو بايدن -بضرورة وقف إطلاق النار في غزة- داخل صندوق القمامة، وضربه بميثاق الأمم المتحدة عرض الحائط.
نتنياهو بمواجهة العالم
وفي مقابلة مع "القاهرة الإخبارية" أجراها مراسلها في موسكو حسين مشيك، أكد "أبو مرزوق" أنَّ تل أبيب لم تمتثل لقرارات محكمتي العدل الدولية والجنائية الدولية، مشيرًا إلى أن نتنياهو يقف في وجه العالم كافة، وليس أمريكا فقط.
وأكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أنَّ تصريحات نتنياهو تؤكد رغبته في توسيع دائرة الحرب، وتكشف رغبته في الحفاظ على مكانته السياسية والبقاء في الحكم، مشيرًا إلى أنَّه لا مجال إلّا لوقف إطلاق النار وإنهاء العدوان وإغاثة الشعب الفلسطيني وبدء إعمار المساكن والبنية التحتية التي هدمها الاحتلال.
واعتبر "أبو مرزوق" أن وقف إطلاق النار الأساس الذي يمكن البناء عليه لبدء الحديث عن صفقة تبادل الأسرى، مؤكدًا أن حماس لا ترغب في الاحتفاظ بالمحتجزين.
مستقبل قطاع غزة
ويرى القيادي في حركة حماس، أن قطاع غزة يعاني من أزمات كثيرة جراء الحرب، ومستقبله يحدده طرفان أساسيان، يتمثل الأول في المقاومة الفلسطينية، والتي قال إنها ستكون شريكًا أساسيًا في تحديد مستقبل غزة، وسيكون الشعب الفلسطيني الطرف الثاني.
وشدد على رفضه لوجود قوات إسرائيلية أو أي قوات أخرى في قطاع غزة، معربًا عن رغبته في تكوين حكومة وحدة فلسطينية غير خاضعة لإسرائيل تدير غزة والضفة، تكون مرجعيتها لمنظمة التحرير الفلسطينية.
الموقف الأمريكي
وذكر أنَّ زيارة وزير الجيش الإسرائيلي إلى واشنطن تأتي في سياق مخالف لـ"نتنياهو"، خصوصًا أن مبادرة الرئيس الأمريكي وافق عليها مجلس الأمن وحماس ورفضها رئيس وزراء (دولة) الاحتلال.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد توسيع الصراع وتسعى لإنهاء الحرب، لكنها في الوقت نفسه مُلزمة بأمن إسرائيل، وإذا لم تتخذ قرارًا بشأن دعمها بالسلاح والمال، ستفقد تأثيرها على نتنياهو.
بشأن الوضع على الحدود اللبنانية، قال "أبومرزوق" إنَّ جميع الجبهات الخارجية ربطت وقف إطلاق النار بوقف العدوان على قطاع غزة، ونتنياهو يريد توسيع القتال لتوريط أمريكا وإدخالها في مواجهات مباشرة، مؤكدًا أن واشنطن غير راغبة في توسيع الحرب لأنها ستخسر كثيرًا، لكن نتنياهو يريد استمرار الحرب لهدف سياسي وهو البقاء في الحكم وعدم دخوله السجن.
الدور المصري
وذكر أنَّ مصر أكبر دولة عربية وتلعب أدوارًا كثيرة لا تخفى على أحد، مشددًا على حاجة قطاع غزة للمزيد من المساعدات الخاصة، في الوقت الذي يواجه الشعب الفلسطيني مجاعة كبيرة في شمال القطاع.
الدور الروسي
وفي ما يتعلق بالدور الروسي في حلّ الصراع "العربي – الإسرائيلي"، كشف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن أمريكا وإسرائيل ترفضان أي دور لموسكو في الصراع، ونوه إلى أنّ الأسبوع الماضي زار وفد إسرائيلي روسيا، وطلب تدخلها لوقف إطلاق نار جزئي والإفراج عن المحتجزين الروس، في المقابل أبلغت حماس روسيا برفض أي وقف إطلاق نار جزئي، ولا بد أن يكون وقف إطلاق النار شاملًا ودائمًا.
حماس المنتصرة للفلسطينيين
وبسؤاله عن خطاب حماس الذي يريد جمع الفصائل كافة تحت قبة الدولة الفلسطينية، أكد "أبومرزوق" أنَّ البقاء في وجه قوة غاشمة هو انتصار، فإفشال الخصم في الحروب غير المتكافئة هو انتصار، معتبرًا تصريح الناطق باسم جيش الاحتلال بأنه لا يمكن القضاء على حماس، يؤكد أن نتنياهو يخدع الإسرائيليين، والمشروع الإسرائيلي يريد أن يطرد الفلسطينيين ويحتل الأرض، وحركة حماس لا تريد حكم الشعب الفلسطيني بل تريد التضحية من أجله ومن أجل رفعته.