أمد/
دبابات الميركافا “تهرس” جنازيرها الرمل والحصى وحجارة انقاض البيوت المدمرة وجذوع الاشجار، خُلعت منذ زمن وجفّـت،
تستمر جنازير الدبابات في هرس كل ما يأتي تحتها او بجانبها، تتمختر وتتحنجل بين ركام العمارات والبيوت،
تخال نفسها، او اطقمها يخالون انفسهم يسيرون على شاطئ البحر، يتشمّسون ويستنشقون هواء البحر،
فجأة تطير احدى الدبابات بفعل لغم ارضي ضخم اعده رجال المقاومة بحرفية واقتدار،
تتناثر اجزاء من الدبابة الفولاذية المدرّعة،
حينها يهطل على الدبابة المعطوبة المدمرة زخات من الرصاص من شبابيك العمارة المقابلة المحاذية نصف المدمرة،
تتعالى وتتواتر صرخات وصيحات واستغاثات الجنود الممرغين بالرمل وبعضهم مثخن بالجراح لا يكادوا يعرفون ما حصل لهم!!،
فقد كانوا يعتقدون انهم “طهّروا” المنطقة مرة ومرتين وثلاث مرات!!،
“اشباح”، كما يقولون لا يرونهم لكن يكتوون بقذائفهم ورصاص رشاشاتهم!!،
وماذا يعتقد الغازي الدخيل انه سيلقى في الارض التي يغزوها ظلما وعدوانا؟؟،
سيلقى رجالا منزرعين في حبات رمال ثرى وطنهم منذ ان كانوا اطفالا يلعبون بها حفاة شبه عراة،
جيل صنديد تربى على حب ذرات ارض الوطن ونسائم البحر ورائحة بيارات البرتقال والليمون، تحت ظلال النخيل والزيتون،
الارض تحارب مع ابنائها والشجر يحارب مع حرّاسه والشبابيك المفتوحة ونصف المقفلة تطلق الرصاص من جميع الاتجاهات على الجنود الغزاة.