أمد/
غزة: تواصل دولة الاحتلال حربها العدوانية على قطاع غزة منذ 269 يوميا، خلفت أكثر من 116 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، جراء إغلاق المعابر، ورغم اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير جيشها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية".
ارتفاع حصيلة الضحايا
قالت مصادر طبية، إن حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ارتفعت إلى 37877 شهيدا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، و86969 مصابا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن قوات الاحتلال ارتكبت 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 43 مواطنا، وإصابة 111 آخرين، خلال الساعات الـ24 الماضية.
ولفتت إلى أن آلاف الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، وأن طواقم الإسعاف والدفاع المدني لا تستطيع الوصول إليهم.
مجازر متواصلة
استشهد وأصيب عدد من المواطنين، مساء يوم الأحد، في قصف للاحتلال الإسرائيلي على حي الصبرة جنوب مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال استهدفت مجموعة من المواطنين في حي الصبرة، ما أدى لاستشهاد عدد منهم وإصابة آخرين.
كما قصفت مدفعية الاحتلال حي الشابورة ومحيط دوار العودة وسط مدينة رفح، جنوب القطاع.
استُشهد مواطن وأصيب آخرون، مساء يوم الأحد، في غارة للاحتلال الإسرائيلي على مدينة غزة.
وأفادت مراسلتنا بأن طائرات الاحتلال استهدفت منزلا في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد مواطن على الأقل، وإصابة آخرين.
استُشهد مواطنان في قصف مدفعية الاحتلال، يوم الأحد، على منطقة الواحة في بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
كما استُشهد مواطنان آخران، في استهداف للاحتلال على حي التفاح شرق مدينة غزة.
وقصفت طائرات الاحتلال الحربية شقة بحي الصبرة بالمدينة.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال جرفت وأحرقت الأراضي الزراعية شمال غزة.
وأضافت أن دبابات الاحتلال تواصل التوغل في منطقة المشروع شرقي رفح جنوب قطاع غزة، وسط قصف مدفعي، وذلك بعد تجريف الاحتلال المنازل في منطقة الشاكوش بالمدينة.
استشهد سبعة مواطنين وأصيب آخرون، يوم الأحد، في قصف للاحتلال استهدف منزلا غرب رفح، وآخر في حي الدرج شرق مدينة غزة، في اليوم الـ268 للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال قصفت منزلا لعائلة زعرب غرب رفح جنوب قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد 6 مواطنين بينهم أطفال، وإصابة آخرين.
وأضافت أن مدفعية الاحتلال قصفت المناطق الجنوبية لمدينة رفح جنوب، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين، وذلك مع استهداف آخر وسط رفح.
وأشارت إلى سماع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف في حيي تل السلطان والسعودي غرب مدينة رفح.
واستهدفت طائرات الاحتلال الحربية، بلدتي عبسان وخزاعة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع.
واستشهد مواطن وأصيب آخرون، في قصف لطائرات الاحتلال الحربية استهدف شقة سكنية في حي الدرج شرق مدينة غزة، وسط تواصل غارات عنيفة على المنطقة.
وقصفت مدفعية الاحتلال منازل المواطنين في محيط متنزه برشلونة بحي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، مع تصاعد ألسنة الدخان من المكان.
وشنت طائرات الاحتلال الحربية غارات عنيفة على حيي التفاح والشجاعية شرق مدينة غزة، وحي الصبرة في المدينة، بالتزامن مع قصف مدفعية الاحتلال منازل المواطنين في حي الشجاعية، ما أدى لاستشهاد وإصابة عدد من المواطنين لم يتمكن المسعفون من الوصول إليهم جراء إطلاق النار المتواصل من مسيرات الاحتلال على كل ما يتحرك.
وأفادت مصادر محلية، بأن آليات الاحتلال المتوغلة في حي الشجاعية، تحاصر عددا من العائلات داخل منازلها في محيط مسجد الشهداء، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف من الطيران المسّير.
ملامح خطط إسرائيل على الحدود المصرية مع غزة
كشفت تقارير في وسائل إعلام عبرية، أن إسرائيل مستمرة في الهيمنة على منطقة الحدود بين غزة ومصر، وأن جيشها "سينسق مع الجانب المصري لبناء حاجز فوق وتحت الأرض على طول محور فيلادلفيا".
قالت القناة "12" العبرية، إن "الجيش الإسرائيلي سيعمل أيضا على توسيع "المنطقة العازلة" التي أنشأها مؤخرا في فيلادلفيا على طول الحدود بين غزة ومصر من أجل مواصلة تحديد مواقع الأنفاق التي لم يتم اكتشافها بعد".
وأكدت القناة العبرية أن "الجيش الإسرائيلي يعمل مع المصريين على بناء معبر رفح جديد يكون موقعه بالقرب من معبر "كرم أبو سالم" الإسرائيلي".
وأوضح تقرير القناة العبرية أنه "من أجل الحفاظ على إنجازاته في عملية رفح، يواصل الجيش الإسرائيلي العمل على إنشاء منطقة معقمة تجعل من الممكن تدمير أنفاق حركة "حماس" على طول محور فيلادلفيا على جانب غزة وفي المدينة أيضا".
وأوضحت القناة أن "الجيش يقوم بتوسيع المنطقة إلى أبعد من ذلك، حيث يقوم الجيش الإسرائيلي بذلك على طول 14 كيلومترا من المحور لاكتشاف النقاط الساخنة التي قد تستخدمها "حماس" وتطهير المنطقة بالكامل من التهديدات المحتملة، مثل الصواريخ المضادة للدبابات وقذائف الهاون".
وأشارت القناة العبرية إلى أن "الهدف من إنشاء المنطقة المعقمة هو الحفاظ على حرية عمل الجيش الإسرائيلي في العمل بشكل شامل ضد الأنفاق التي تعبر إلى مصر، وبالتالي إحباط عمليات التهريب المستقبلية إلى قطاع غزة".
وأضافت أن "الهدف الآخر لهذه الخطوة هو السماح للجيش الإسرائيلي بالنجاح في دخول المنطقة بحرية نسبية في المستقبل، من خلال الحفاظ على قبضتها الاستخبارية والعملياتية عليها".
وتابعت أن "الجيش يريد مواصلة التحقق مما إذا كان هناك المزيد من الأنفاق التي لم يتم تحديد موقعها، بعد أن تم إغلاق جزء كبير من الأنفاق التي اكتشفها الجيش على الجانب الفلسطيني واتجهت نحو سيناء، على الجانب المصري ولم يتم استخدامها".
وزعم تقرير قناة العبرية أن "معظم عمليات نقل الذخيرة كانت فوق الأرض عن طريق الرشوة والفساد في معبر رفح".
وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قبل نحو أسبوعين إن إسرائيل "عثرت حتى الآن على 20 نفقا تعبر من غزة إلى مصر في محور فيلادلفيا، وأن الجيش الإسرائيلي دمر 14 منها، بحسب ما تشير إليه واشنطن بوست".
وقال المصدر الإسرائيلي إن "هناك نحو 20 نفقا لم يتم اكتشافها بعد بين مصر وقطاع غزة، ولم يتم تنفيذ أي تهريب من مصر إلى غزة منذ شهر مايو الماضي، وذلك بفضل عملية الجيش الإسرائيلي في رفح".
وقالت القناة "12" إنه في الوقت نفسه، وبالتنسيق مع المصريين، "بدأ الجيش الإسرائيلي في التخطيط لحاجز محور فيلادلفيا، وسيشمل الحاجز جزءا علويا، فوق الأرض، وأيضا جدارا تحت الأرض لمنع حفر الأنفاق في المستقبل".
وبالإضافة إلى ذلك، فإنه "من المقرر بناء معبر رفح الجديد، وسيتم نقله إلى نقطة التقاء "الحدود الثلاثة"، الأقرب إلى كرم أبو سالم، حيث ستكون هناك قبضة مشتركة بين إسرائيل ومصر والفلسطينيين والأمريكيين، وسيتم الانتقال من خلاله بحيث يمكن إجراء الفحص بطريقة حديثة تسمح بالتحكم في ما يخرج وما يدخل".
وفي السياق نفسه، قال مسؤولون سياسيون كبار في تل أبيب إن "الجيش الإسرائيلي سيبقى منتشرا على طول "محور فيلادلفيا" على حدود قطاع غزة مع مصر لمنع استئناف التهريب، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
فيما قال مصدر إسرائيلي مسؤول إنه خلال أسبوع أو أسبوعين "سيعلن الجيش انتهاء العملية في رفح".