أمد/
مدريد: اعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أن السلطة الفلسطينية "ارتقت إلى مستوى مسؤوليتها والتزاماتها مع إسرائيل، بتوفير الأمن اللازم رغم كل التحديات التي واجهتها"، مشدداً على أن الضفة الغربية ليست مصدر تهديد لأمن إسرائيل.
وأضاف الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته يوم الخميس 5 يوليو 2024، بالعاصمة الإسبانية مدريد في جلسة نقاش بشأن خيارات أوروبا بمنطقة الشرق الأوسط، تحت عنوان "الحروب وحروب الظل: ما هي خيارات أوروبا بمنطقة الشرق الأوسط"، أن إسرائيل "تواصل بشكل متواصل في كل يوم تقويض السلطة التي أوفت بجميع التزاماتها بموجب اتفاقية أوسلو".
وحسبما رأى وزير الخارجية السعودي، الذي كان يتحدث إلى جانب نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، فإن سياسة الحكومة الإسرائيلية هي "الاستمرار في تمكين سيطرة حماس على غزة، كوسيلة لتقويض احتمالات التوصل إلى اتفاق حل الدولتين"، وأضاف "هذا واضح تماماً"، وقال إن "غالبية المجتمع الدولي يتفقون على أن الحل الدائم والعادل للصراع الفلسطيني -الإسرائيلي هو حل الدولتين، إلا أنهم يقفون مكتوفي الأيدي أمام الأمور التي قد تقوض حل الدولتين كاستمرار توسع إسرائيل في عمليات الاستيطان".
وجدد الأمير فيصل بن فرحان، التأكيد على أن "الطريق الأضمن لمعالجة، ليس فقط حقوق الشعب الفلسطيني، ولكن أيضاً المخاوف الأمنية لإسرائيل، والفرص المتاحة لها للاندماج في المنطقة، هو من خلال قيام دولة فلسطينية".
وتابع الوزير قائلاً: "هذا الطريق إلى دولة فلسطينية، يضع مسؤولية على عاتق الفلسطينيين لضمان وجود حكم رشيد للأراضي التي يسيطرون عليها، ولكن أيضاً يلقي المسؤولية علينا كمجتمع دولي".
وذكر أن "ما تقوم به الدول الأوروبية ومنها إسبانيا من دعم لعملية السلام والدفع تجاه حل الدولتين مهم جدا، وأن أقل ما يمكن أن تقوم به الدول الأوروبية هو إدانة عدم التزام إسرائيل بتعهداتها ثم اتخاذ خطوات أكثر صرامة مثل فرض عقوبات على بعض المسؤولين الذين ينتهكون حقوق الإنسان".
وأكد أن "للشعب الفلسطيني الحق الكامل في تقرير مصيره وأنهم كشعب يستحقون دولة مستقلة مُعترف بها دوليا".
وقال: "الوضع في قطاع غزة لا يؤثر فقط على القضية الفلسطينية وحدها بل على المنطقة بأكملها ويسهم في زيادة التصعيد وحدة التوتر، وهو ما يحدث حاليا في جنوب لبنان بسبب اتساع رقعة الأزمة في قطاع غزة".
صياغة "مسار أفضل" في غزة
وبشأن الأوضاع في قطاع غزة، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إن "الوضع محبط للغاية"، وأضاف: "لا نرى أي احتمالية لوقف إطلاق النار، نرى تدهوراً في الوضع الإنساني (..) ونحن نخاطر بالانجرار نحو الأسوأ".
وعبر الأمير بن فرحان عن استعداد السعودية وكذلك الدول العربية لـ "المشاركة بشكل إيجابي مع شركائنا في المجتمع الدولي لصياغة مسار أفضل".
واستدرك الوزير قائلاً: "لكن هذا سيتطلب أيضاً اتخاذ إجراءات من جانب إسرائيل، وإجراءات من جانب تلك الدول التي لديها نفوذ على إسرائيل، لضمان عدم استمرار هذا التقويض المستمر لاحتمالات حل الدولتين".
وأكد أنه بدون وقف دائم لإطلاق النار، فإنه "لا يمكن مناقشة أي من هذه الأمور بطريقة مفصلة"، مشيراً إلى التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن "لا يبدو أمراً وشيكاً حتى الآن".
وأشار وزير الخارجية السعودي إلى مصادرة إسرائيل للأراضي، والتي اعتبر أنها "جزء صغير من استراتيجية ثابتة تهدف إلى إضعاف السلطة الفلسطينية وقدرتها على أن تكون حلاً قابلاً للتطبيق".
اختبار مبادئ أوروبا
واعتبر الأمير فيصل بن فرحان، أن أوروبا "لا تحتاج إلى اتخاذ قرار بشأن مدى أهميتها على الساحة الدولية، والصراع في غزة هو اختبار لها"، وأضاف: "جميعنا نراقب ونقوم بتقييم ما إذا كان لأوروبا موقف موحد تجاه المبادئ التي تتبناها أم لا، أو ما إذا كان ذلك مجرد نهج قائم على مصالحها وتعاملاتها".
وفي حالة قطاع غزة، أشار وزير الخارجية السعودي، إلى انتهاكات القانون الإنساني الدولي التي تتم "كل يوم"، وتابع موضحاً: "عندما يتعلق الأمر بأمر بسيط مثل إيصال المساعدات الإنسانية، سيكون من السهل جداً على أوروبا على الأقل، في سياق تركيزها على القضايا الإنسانية، أن تقوم بتحميل إسرائيل المسؤولية