أمد/
قرأت قصّة الأطفال “الكوكب الأحمر” للدكتورة روز اليوسف شعبان بنسختها الإلكترونية (قصّة للأجيال 8-11 سنة، رسومات رحاب جمال الدين، تنسيق: آلاء مارتيني، الصادرة عن منشورات أ. دار الهدى، عبد زحالقة – كفر قرع) من خلال مشاركتي بلقاءات “ندوة اليوم السابع” المقدسيّة.
أنَّ المطالعةَ هي عادةٌ تُكتَسبُ منذُ الصغرِ وتشكّلُ جزءاً من ثقافةِ الشعوبِ. حبُّ المطالعةِ يولدُ في الأسرةِ، أولاً، (بغضّ النظر إن كان الوالدان يقرآن، كأمي رحمها الله، التي لم تتعلّم القراءة والكتابة ولكنّها كانت تحرص على أن نطالع كلّ يوم)، ثم ينمو في المدرسةِ، لكي يصبحَ عادةً مكتسبةً كما قال جان جاك روسو في كتابِهِ “إميل” والذي نادى فيه بالاهتمامِ بالطفلِ والطفولةِ، فالطفلُ يحتاجُ إلى الكتابِ منذ نعومةِ أظفارِه، قبلَ تعلمِهِ القراءةَ والكتابةَ.
تتحدّث بطلة القصّة، الطّفلة نور، الّتي استمتعتْ بجمال القمر والنجوم التي أحاطته، فاعتادت مراقبة الكواكب بفضل مدرّس العلوم وما كان يعرضه من الأفلام الوثائقيّة لنور وزملائها، تلك الأفلام التي تناولت علم الفضاء واكتشافات العلماء، ممّا أثار لديها تساؤلات عن الحياة على تلك الكواكب.
استعانت بتشات جي بي تي/ الذّكاء الاصطناعيّ لبحث إمكانية وجود حياة على تلك الكواكب، ولفت انتباهها “كوكب آخر يبدو أحمر اللون”، ربّما يكون المريخ، متخيّلة في حلم يقظة رحلة إلى ذاك الكوكب، وتلاقي التشجيع من الأهل فيقول والدها: “العلم مُثير وفي تطوّر هائل، وقد يغدو هذا الحُلم حقيقة في يوم ما”.
وجدت القصّة تحملُ رسالةً واضحةً غايتُها تحفيز الطفل على التفكير والتخيّل والإبداع في عصر التكنولوجيا واستغلال الحاسوب للتعلّم.
نجحَت روز بتوظيفِ الرسوماتِ لنقلِ الرسالةِ للطفلِ المتلقّي، فالطفلُ في مراحلِه الأولى يهتمُ بالصورةِ وينْشَدُّ إليها، فللصورةِ ميزةٌ خاصةٌ بالنسبةِ إلى النصِّ، فهي تنقلُ الرسالةَ فوراً إذ تتسلسلُ الكلماتِ حسبَ نظامٍ محدّدٍ بينما تُظهرُ الصورةُ الرسالةَ منذ الوهلةِ الأولى.
تطرّقت الكاتبة للخيالِ العلمي بدلًا من اجترارِ وتكرارِ مواضيعَ وصل بها الطفلُ إلى حدَّ الإشباعِ، هذا الطفلُ المتعطّشُ إلى هذا اللونِ الأدبيِ المثيرِ، خاصّةً تمكّنه ممّا يدورُ حولَه عبرَ شاشةِ التلفزيون أو الشبكةِ العنكبوتيّةِ.
أنَّ أدبَ الأطفالِ رسالةٌ وأمانةٌ، فالقصصُ تعلّمُ الطفلَ فنَّ الإصغاءِ، والتركيزِ، والتعرُّفِ، والتمتّعِ بلغةِ الأمِّ، فهي بمثابةِ ركيزةٍ قويّةٍ تُشكّلُ عمقاً إنسانياً، وتربويّاً، وثقافيّاً، وإرثاً حضاريّاً للطفلِ، وجزءاً من هُويّتِه وشخصيّتِه، وبطاقةٍ لدخولِه عالمَ المعرفةِ والنجاحِ والتفوّقِ والتميُّزِ.
*** مشاركتي في ندوة اليوم السابع المقدسيّة يوم الخميس 04.07.2024