أمد/
تل أبيب: بعد تصريحات الوزيرة اوريت ستروك عن محور فيلادلفيا وتهديدها بالاستقالة الثلاثاء، قال مصدر أمني إسرائيلي كبير جدا مطلع على المفاوضات انه "في كل مرة نكون فيها على شفا تطور ذي مغزى وسري، تسيطر على واحد من كبار اليمين على يمين نتنياهو نوبة تنبؤية يكشف فيها الاسرار الدفينة وينهي بتهديد وحدة الائتلاف.
وتبدأ التهديدات عادة اذا وافقتم على هذا الشرط او هذا الحل الوسط او تلك الموافقة من حماس، فسنحل الحكومة. هذه النبوءات، هذه التصريحات، الموجهة الى الداخل، ولكن أيضا الى الخارج، توقف إمكانية الوصول الى صفقة".
ووفقا لصحيفة يديعوت أحرنوت قال المصدر أنه اذا كانت الإشارات لم توصل الفكرة، فاننا نضيف انها جاءت بتهكم وبغضب. فالنبوءتان الاخيرتان محفوظتان لوزير المالية سموتريتش وللوزيرة ستروك.
في خطاب في سديروت في 2 تموز قدم لي الوزير الاحترام بقوله لي: "اسمع في الأيام الأخيرة عن انهاء المرحلة القوية واقرأ رونين بيرغمان يتصور مرة أخرى صفقة ما والاعيب صياغة بين الوسطاء وحماس".
دون صلة بالخطأ الذي ارتكبه الوزير في تعبيره "يتصور" فما جاء في حديثه قرأته محافل الامن وكأنه لا يقرأ فقط "يديعوت احرونوت" بل ومضامين المداولات الحساسة التي شاركت فيها: "لن اتفاجأ اذا ما رد السنوار بعد اشهر من الرفض بالإيجاب على المقترح الذي تلقاها للصفقة"، قال.
المصدر الذي يقتبس هنا أعلاه قال في اعقاب تصريحات الوزير ان "هذه صدفة رائعة. حماس تعطي جوابا إيجابيا وسموتريتش الذي اثبت في الماضي معرفة بالتطورات المرتقبة في المفاوضات وفعل كل شيء لاحباطها – فجأة يطلق تصريحا يعرف كيف يستشرف المستقبل، مثلما تبين بالفعل كتوقع دقيق، وعندها يقول انه يجب عمل كل شيء لاجل منع هذا المستقبل.
ليس فقط سموتريتش في النبوءات بل وأيضا ستروك. "قلنا بشكل واضح انه اذا ما اخرجوا الجيش الإسرائيلي من محور نتساريم ومحور فيلادلفيا، فاننا سنفكك الحكومة"، قالت الثلاثاء في زيارة الى كرم سالم، "نتنياهو يعرف هذا جيدا". ومرة أخرى صدفة رائعة، إذ بالضبط في هذه الأيام، في القاهرة وفي أماكن أخرى، يوجد مصير محور فيلادلفيا في مركز المفاوضات على صفقة مخطوفين ووقف نار. عمليا، هذه هي احدى النقاط التي تؤخر في هذه اللحظة استمرار الاتصالات.
المراحل الثلاثة
السطر الأخير، الذي يقوم على أساس محادثات مع مصادر من إسرائيل ومن الدول الوسيطة، هو أن الأطراف توجد اليوم في اقرب نقطة منذ تفجر وقف النار والتبادلات السابقة في 1 كانون الأول، من اجمال صفقة من ثلاث مراحل.
يفترض بهذه ان تتضمن إعادة كل المخطوفين الإسرائيليين الاحياء والاموات من غزة؛ تحرير سجناء فلسطينيين، بمن فيهم الثقيلون، ان لم يكونوا الاثقل؛ اجمال ترتيبات امنية تلبي، جزئيا على الأقل مطالب إسرائيل في التأكد من أن 7 أكتوبر لن يتكرر ابدا؛ وقف نار تام ودائم؛ انسحاب الجيش الإسرائيلي من معظم ان لم يكن من كل قطاع غزة؛ تسوية مرحلية حول السيطرة في القطاع وبداية اعماره. هذه نوع من الصفقة، هي من اكبر واكثر الصفقات طموحا التي تعقد في الشرق الأوسط في العقود الأخيرة. لكن هذا لا يزال لا يعني ان الأطراف على شفا التوقيع. أحيانا، امس مثلا، كانوا يبدون انهم ليسوا هناك تماما. في كل حال، يشك المصدر في المفاوضات من انه في كل مرة يبدو فيه انهم يقتربون من الصفقة، فان نائبا او وزيرا من اليمين المتطرف، ممن هناك من يشتبهون بانه يعمل بتكليف من مسؤول اكبر منهم، يصب ماء باردة على الصفقة.
إنجازات وضوابط
في جلسة في الدوحة لرؤساء المخابرات من مصر، إسرائيل والولايات المتحدة، مع رئيس الوزراء المحلي يوم الأربعاء الماضي اتفق على أن "اللجنة الفنية"، التي تضم طواقم العمل التي يفترض بها أن تحل مصاعب الصياغة للبند 14 والتي وصفت هنا في الماضي – في واقع الامر للجسر على الفجوات للوصول الى وقف نار مؤقت او نهائي – ستلتقي في القاهرة هذا الأسبوع. لكن، بناء على طلب مصادر رفيعة المستوى في الدول الوسيطة، فانهم سيلتقون فقط بعد أن يتفق على موضوع محور فيلادلفيا في الحوار المباشر الذي بين إسرائيل ومصر.
هذا الحوار بين اللاعبين، وهو مسار منفصل، وتشارك فيه الولايات المتحدة، يفترض ان يضمن انسحابا إسرائيليا من محور فيلادلفيا، لكن من جهة أخرى ان يضمن أيضا ترتيبات امنية متشددة، تتمكن من خلالها إسرائيل ان تعرف، وليس فقط بان المصريين عدوا – إذ انهم أيضا وعدوا في العقدين الماضيين انه لن تكون انفاق – بانه لن تكون كهذه وانه لن تكون تهريبات، من تحت الأرض وةمن فوق الأرض. كيف يمكن عمل هذا؟ بضمانات أمريكية، بعائق ارضي وتحت ارضي ذي مغزى، بجساسات الكترونية محذرة وبترتيبات أخرى. دون ان يرتب هذا المحور، ويكون مقبولا وان كان بصمت من حماس، كما قال القطريون، لا يوجد أي معنى للتقدم في كل ما تبقى.
الحوار الإسرائيلي – المصري يتواصل في القاهرة بقيادة الشباك والجيش الإسرائيلي، وتوجد فيه إنجازات هامة. "لكن عن هذه الإنجازات، حتى قبل أن تفحص هل هي مقبول من حماس، تأتي تصريحات مثل تصريحات ستروك وتشكل ضوابط هامة"، يقول المصدر الإسرائيلي. "المصريون يقرأون ويسمعون ويفهمون بانه يحتمل ان يكونوا يضيعون الوقت فقط إذ ان ليس لحكومة نتنياهو نية بتنفيذ ما سيتفق عليه، لانه لن تكون في حينه حكومة لنتنياهو".
الموضوع كان يفترض ان يتفق عليه هذه الأيام، وكان يفترض بطواقم العمل ان تسافر الى القاهرة لمواصلة المفاوضات العامة.
في هذه الاثناء بقيت هذه الطواقم في المطار المحلي والمفاوضات لتحرير المخطوفين دخلت مرة أخرى الى التأخير. "حسنا، ما الملح"، يقول المصدر، "بالاجمال 120 مخطوفا في غزة، بعض منهم يعاني من عذابات شاؤول، فلينتظروا قليلا بعض الشيء، ربما بعد الخطاب في الكونغرس، ربما في الدورة التالية للكنيست. توجد نبوءة، لا يوجد هلع".