أمد/
ورجال يُسابقون الرياح، ويخترقون بهاماتهم المنتصبة الشامخة المُروج والبروج والسدود “وسياج الحُدود”،
يخترقون الحدود والعوائق والصواعق والجدران العازلة برّا وجوّا، جوّا وبرّا، ليُعانقوا الوطن، الوطن الواحد، ارض الخلّان،
كانت الدنيا مظلمة، والاجواء مدلهمّة مكفهرّة، ومياه البحيرات راكدة، فأنار بريق سيوفهم ورماحهم ونبالهم الاكتوبريّة عتمة الليل، بوصلتهم تُأشّر باتجاه جغرافيا الوطن الواحد الموحّد الوحيد،
نبالهم تصيب ولا تخيب ومنجنيقاتهم تُلعلع، وسواعدهم السمراء تُسيطر على القواعد وتُباغت الجنود، جنود الشر والاحتلال، وهم ما زالوا في بيجاماتهم يرفلون، وفي اسرّتهم الوثيرة يتنعّمون، فقطّوهم زرافات ووحدانا إلى “صقيع الانفاق”، حتى يستفيقون!!!، بعد الاوان وبعد “العبور”، وتغيّر الظروف والزمان،
فيا ارض فلسطين اينعي وتورّدي بالعز والفخار واطرحي مزيدا من الصقور والنسور ومن ثمار التين والزيتون والرمّان،
جنّ جنون كبير الضباح، الذي “لم يقدر على الحصان فأنشب مخالبه في البردعة”،
وارسل كتله الحديدية الطائرة الممهورة بنجمة داوود السداسية الزرقاء وافرغت ما فيها من الحمم والنار والصواريخ والمتفجرات على بيوت المدنيين الآمنين، يُحيلها إلى دمار وركام،
لم يُبق زرعا ولا ضرعا ولا حظيرة مواشي ولا قنّ دجاج إلا ودمّره،
قصف كل ما يتحرك وكل ما هو ثابت واوغل في دماء ملائكة الرحمة، فتزاحموا صفوفا صفوفا شهداء على ابواب السماوات،
وارسل دباباته ومصفحات جنده “تهرس” الحجر والشجر والمستشفيات والمدارس والجامعات والمباني الشاهقة والبيوت المتواضعة في المخيمات،
لكنه لم يتقدّم سنتيمترا واحدا في اهدافه ورغبته ومراده وامانيه واحلام نومه ويقظته،
وجاءه خبران يقينان قضّت مضاجعه على مدى شهور،رجال الجنوب، جنوب لبنان، شمال فلسطين، امطروه بمنجنيقاتهم الحديثة فتراكضت جماعته هربا إلى وسط الوسط، وما زالوا في الفنادق “يتفسّحون!!”
والخبر اليقين الثاني جاءه من رجال باب المندب فسدّوا عليه البحار والفيافي والقفار وعالجوا كل من يدعمه بخطٍ من النار،
إلى ان وصلت يافا إلى يافا، يافا اليمنية الطليقة الحرة، إلى يافا الفلسطينية الحبيسة المُكبّلة باصفاد الاحتلال،
طارت يافا اليمنية وقطعت المسافات والجبال والبحار والبُحيرات، واصطدمت في وسط تل ابيب فهزّت اسس الكيان هزّا بلا مقدّمات،
وما زال الرجال يُسابقون الرياح في الميادين والساحات، ويرصدون الغزاة وبستقبلونهم بالكمائن والمُفخّخات،
فيا نسائم الغرب هُبّي مفعمة بعبق البرتقال والليمون وانثري بشائر النصر القريب الآت.