أمد/
المنطقة تتأرجح ما بين الصفيح الساخن وكفّ العفريت،
لقد تحطّمت جميع الآلات الموسيقية، ولم يبق إلا الطبل والمزمار!!،
الطبل وطبول الحرب تقرع وتقرع ثانية ومن جديد،على وقع قعقعة النار والحديد،
اسرائيل التي اعتدت وقتلت وهدمت واغتالت وتمادت وتجنّت، تُهدد مجددا “بضربات استباقية”، وربما قد تفعلها، اذا ما حصلت على ضوء ودعم ومساندة وربما مشاركة من الولايات المتحدة الامريكية، التي تضع مئة حجر وصخرة وحاجز صد امام اي رد محتمل طال انتظاره من قبل “ضحايا” العدوان الاسرائيلي،
تصوروا يا سادة يا كرام، وبدل ان تتلقّى اسرائيل الرد “المُطنطن به كثيرا”، ان تقوم هي باعتداءات جديدة وضربات جديدة في عمق الدول التي يُفترض انها سترد على الاغتيالين في العاصمتين!!!،
لقد تحطّمت اوتار العود والربابة والجيتار والقانون، واصبحت طائرات الإف 16 والإف 35 المُعتدية العدوانية، هي التي “تنعق” بسمفونية الموت والدمار والاغتيالات والاستهدافات “والرايحات والجايّات”، وتختزن في رحمها كل الزواحف والتماسيح والحيّات،
هل ستبقى الاكف تُجابه المخارزفي غزة والجنوب وباب المندب وما بين النهرين وحتى دمشق ساحة المرجة وساحة السبع بحرات!!
يعزف الرجال على اوتار اكفهم وقبضات سواعدهم السمراء من اثر لفحات الشمس ولمسات نسيمات الغرب الهابة من يافا وحيفا وجبال الكرمل وجبال النار، تُناجي جبال الاوراس، وغابات فييتنام وجبال سييرا مايسترا في جنوب كوبا، عرين فيدل كاسترو والتشي غيفارا،
وامّة العرب في سبات من المياه إلى المياه، يتمختر في بلادهم العم سام ويفحّ في آذانهم نغمات الكذب والمداهنة والرياء والضحك على الذقون!!،
“عدوّكم هو جاركم القريب، يُنافسكم على مياه الخليج وعلى سراديب خطوط النفط الجوفية”،
أمّا عدوّكم القديم البعيد فهو صديقكم وحليفكم الحديث “المودرن”، فزوّدوه بالمحروقات الفائضة في بلادكم حتى تصل مقاتلاته القاتلة إلى مدى ابعد وان تفتحوا لها مجالاتكم الجويّة وان تقدموا كافة التسهيلات والكرم العربي الاصيل!!!،
اختلّت الموازين “وتشقلبت” الدنيا واصبح البعيد من العالم الجديد في فنزويلا وكولومبيا وكوبا ونيكاراغوا والتشيلي والبرازيل، صديق حميم وداعم اكيد لشعبنا وقضيتنا، وانفضّ العُربان عن “قصعتنا”، وتراكضوا هرولة وزحفا وراء “قصعة من القطران والسراب والخذلان!!”
فلم يعد في منطقتنا تُسمع تقاسيم عزف اوتار العود، لان العود اصبح بلا اوتار، فقد لحقه مثل كل شيء القصف والدمار بالحديد والنار.