أمد/
في إطار ردود فعلها الهستيرية على كل الدول الداعمة لفلسطين، خاصة تلك التي اعترفت بها، ألغت وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم الخميس، تأشيرات السفر للبعثة الدبلوماسية النرويجية العاملة في الأراضي الفلسطينية.
وبعثت "الخارجية الإسرائيلية" برسالة إلى سفارة مملكة النرويج لدى إسرائيل، بإنهاء مهمة بعثتها لدى السلطة الفلسطينية، وإلغاء تأشيرات الدخول (الفيزا) للعاملين في ممثلية النرويج خلال 7 أيام، ورفض إصدار أي تأشيرة دخول لأي مسؤول نرويجي سيعمل في الأراضي الفلسطينية، مشيرةً إلى أن ذلك يأتي ردا على الإجراءات أحادية الجانب التي اتخذتها النرويج ومواقفها بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
هذه الخطوة لم تكن الأولى ضد مملكة النرويج، فقبل يومين أوقفت إسرائيل تحويل مخصصات قطاع غزة التي تقتطعها من أموال المقاصة إلى النرويج، ردا على اعتراف الأخيرة بدولة فلسطين، وتصريحات وزير خارجيتها إسبن بارث إيدي، التي أدان فيها سياسات إسرائيل خلال حرب الإبادة على غزة.
وأوردت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أن المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت"، اتخذ قرارا بإلغاء الترتيب الإسرائيلي-النرويجي، ردا على قرار النرويج الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ووجهة النظر القانونية التي قدمتها إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الإسرائيلية تبحث عن دولة جديدة لتحويل الأموال التي تقطتعها من المقاصة وهي تساوي المبالغ المخصصة من الحكومة الفلسطينية لقطاع غزة.
وفي شهر أيار/ مايو الماضي، أعلنت كل من النرويج وإسبانيا وإيرلندا اعترافها رسميا بالدولة الفلسطينية وتبعتها في يونيو/ حزيران سلوفينيا وأرمينيا.
وأثارت هذه الاعترافات عضب اسرائيل، التي سارع وزير خارجيتها يسرائيل كاتس، إلى استدعاء سفراء مدريد ودبلن وأوسلو ردا على اعتراف بلدانهم بدولة فلسطين، كما استدعى سفراء تل أبيب من هذه الدول.
وانتقاما من الفلسطينيين، أعلنت حكومة الاحتلال توسيع الاستعمار وإلغاء "قانون فك الارتباط" في عدد من المستعمرات المخلاة منذ عقدين في شمال الضفة الغربية.
ردود أفعال
قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، يوم الخميس، إن قرار وزارة الخارجية الإسرائيلية تجاه البعثة النرويجية في فلسطين، يحمل في طياته أبعادا خطيرة.
وأضاف في بيان له، أن لهذا القرار تداعيات خطيرة على دول العالم وتحديدا دول أوروبا التي عليها أن ترد على هذا الإجراء بالمثل، لما فيه من تجاوز وخرق للأعراف والقوانين الدولية.
أدان المجلس الوطني الفلسطيني، قرار إسرائيل إلغاء الوضع الدبلوماسي لممثلي النرويج لدى السلطة الفلسطينية.
وقال المجلس في بيان، يوم الخميس، إن هذا القرار هو انتهاك للقانون الدولي والمعاهدات الدبلوماسية الموقعة بين الدول، وخطوة أخرى نحو نقض إسرائيل وإلغائها لجميع الاتفاقيات التي توصلنا إليها، ودليل على عدم احترام إسرائيل للنظام والإرادة الدوليين.
وأضاف، أن كيان الاحتلال الفاشي أصبح كيانا معزولا ودولة فصل عنصري تهدد الاستقرار والأمن والسلام العالمي.
وطالب المجلس دول العالم بعزل دولة الاحتلال وطردها من جميع المؤسسات والبرلمانات الدولية والقارية، والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وإيقاف نزيف الدم وحرب الإبادة والتطهير العرقي المستمرة منذ 76 عاما.
أدانت وزارة الخارجية والمغتربين، قرار سلطات الاحتلال تقييد عمل الدبلوماسيين النرويجيين العاملين في أرض دولة فلسطين المحتلة، بما فيها القدس، واعتبرته سابقة خطيرة وتهديدًا مباشرًا للدول كافة، للتأثير في مواقفها العادلة تجاه انتهاكات الاحتلال بحق أبناء شعبنا.
وأشادت وزارة الخارجية والمغتربين، بالعلاقات الثنائية التي تربط دولة فلسطين ومملكة النرويج، وأكدت أهمية التمثيل الدبلوماسي للنرويج لدى دولة فلسطين.
وعبرت الخارجية عن رفضها واستهجانها محاولات إسرائيل خلق حجج وذرائع واهية للضغط على الدول والمؤسسات الدولية التي تساعد شعبنا وتساهم في الضغط الدبلوماسي والقانوني على السلطة القائمة بالاحتلال؛ لوقف جرائمها وانتهاكاتها بحق أبناء شعبنا.