أمد/
إلى سليلة الشّهداء… إلى صاحبة الهيْبة الحقيقية…
إلى مَن نظرتْ إلى السّماء؛ واشتكتْ إلى الله… لا إله إلا هو سُبْحانه… إلى مَنْ هزّتْ دموعُها قلوبَ الجزائريين في كل بقاع العالَم…فاستنفروا للدفاع عنها وعاشوا مِحْنتَها بكل جوارِحِهِم؛ حتى جاء النّصْر البهيج….
إلى جوهرة الجزائر؛ “إيمان خليف”… كلُّ التّهاني والتّقدير
إلى صاحبة الضِّحْكة البريئة والملامح الطموحة، إلى الجميلة “إيمان”؛ أهدي هذه الكلمات:
نحن أهل الحُبّ والخير والنخوة، لا نعرف الكراهية… الثقة في الذّات؛ كانت وما تزالُ من عوامل النّجاح في كلِّ مسارات الحياة.. الحروبُ أنواع… ونحن عِشْنا كلّ الأنواع؛ قاومْنا بِعزْمٍ وصلابة فؤاد؛ وحَرِيٌّ بنا؛ استحْضارُ شعر المتنبّي في هذا المقام:
رماني الدّهْرُ بالأرْزاء حتّى * فؤادي في غِشاءٍ مِنْ نِبالِ
فصِرْتُ إذا أصابتْني سِهامٌ * تكسّرتِ النِّصالُ على النِّصالِ
وهَانَ.. فما أُبالي بالرّزايا * لأنّي ما انْتَفَعْتُ بِأنْ أُبالي
وأنتِ؛ بُنَيّتي؛ “إيمان” خُضْتِ اليوم حرْباً ضروساً ضدّ العُنْصُرية المَقيتة، خُضْتِ حرْباً في وجه المُتكالبين على مقامات الإنسانية الرفيعة، خُضْتِ حرباً ضدّ ظلْمٍ منْ نوعٍ جديد… وكما الحروب أشكال وألوان؛ فكذلك العداوات…. وأنتِ كسرْت كل هذه الألوان؛ وسَموْتِ فوق كل الأحْقاد، تعاليْتِ فوْق كلِّ النّزَعَات ، وحلّقْتِ في سماء المجد والبطولة؛ مِثْلَما حلّقتِ النّساء الجزائريات في ميادين الكفاح وهنّ يخُضْنَ الحروب ضدّ الهمجية الاستعمارية؛ فشقَقْنَ طريقهنّ بقهْر المُعْتَدين.. مع اخْتلافٍ في السّبُل وتوْحيد في الغايات…
لا يفوتني في هذه الوقفة؛ أن أُشيد بالبطل الجزائري: “جمال سجاتي” .. الذي أُسْتُهْدِفَ هو الآخر بالحملات المسعورة… فالهجمات أصبحتْ تطالُ النّاجِحين، لا لشيء؛ إلا لأنّ العقول الجوفاء؛ يَعْسُرُ عليْها التحليق في السماء…