أمد/
تل أبيب: حدّدت مصادر إسرائيلية النقاط الخلافية مع حركة حماس بشأن مفاوضات الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، قائلة إن الطرفين أمام "أسبوع مصيري".
ووفقا للقناة 12 العبرية فقد ساد اعتقاد لدى بعض المراقبين الإسرائيليين أنه باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، وتنصيب يحيى السنوار خلفًا له، طويت صفحة المفاوضات، ولم يعد هناك مجال للحديث عن صفقات.
ورأى فريق آخر أن الاغتيال قرّب الصفقة بفعل الضغوط على حماس، ولكونه منح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فرصة للحديث عن النصر.
وكشفت القناة 12 العبرية، الأحد، عما يدور من تطورات في هذا الصدد، موضحة أنه لو أبرمت صفقة، فسيرجع الأمر لرغبة واشنطن بتخفيف التصعيد الإقليمي، أي من منطلق رؤيتها بأن "صفقة في الجنوب ستخفف التوتر في الشمال".
ولفتت إلى أن إسرائيل تقف أمام أسبوع مصيري، ووصفته أيضًا بأنه "أسبوع دراماتيكي"، فيما يتعلق بإعادة المحتجزين الإسرائيليين بعد قرابة 11 شهرًا من أسرهم بواسطة حركة حماس.
كما أشارت إلى أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا من أجل منع التصعيد والتحول إلى حرب شاملة، مشيرة إلى أن تلك الضغوط لا تستثني إسرائيل وحركة حماس، للوصول إلى صفقة في الأيام القريبة المقبلة، وتؤدي إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة حتى ولو مؤقتاً.
وقدّرت القناة أن الأيام المقبلة ستشهد تطورات مهمة، منها "القطار الجوي" الذي سيقل مسؤولين أمريكيين كبارا سيصلون إلى المنطقة، من بينهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز، وكبير مستشاري الرئيس بايدن، بريت ماكغورك.
وأشارت إلى أن ماكغورك بصدد زيارة القاهرة للاطلاع على الترتيبات الأمنية حول محور فيلاديلفيا ومعبر رفح، مؤكداً أن هذه الزيارة من بين التطورات المهمة القادمة.
وأشارت القناة إلى تطور آخر مهم، وهو وصول أطقم عمل (أمريكية) للمنطقة لمحاولة حل أكبر قدر من التفاصيل العالقة لتسهيل المفاوضات التي يفترض أن تبدأ الخميس المقبل، وتمكين الطرفين من الولوج إلى المفاوضات بسلاسة، إذ يرى الأمريكيون أن "هناك حلولا ممكنة".
نقاط الخلاف:
أما عن نقاط الخلاف المتبقية بين حركة حماس وإسرائيل، والتي من المفترض أن تعمل هذه الأطقم المتخصصة على تذليلها:
– السيطرة على محور فيلاديلفيا ومعبر رفح
إذ تريد إسرائيل سيطرة جيشها "جزئيًا على الأقل" على المحور والمعبر، بينما تتمسك "حماس" بانسحاب الجيش الإسرائيلي كليا من المحور والمعبر، الذي يتعين فتحه.
ونبّهت القناة إلى أن الاتصالات كلها التي تُدار حول النقطة السابقة، أي المعبر والمحور، تُدار بحضور مصري، إذ تباشر القاهرة دور الوسيط في هذا الملف.
– عودة الغزيين
تتعنت إسرائيل بشأن عودة الغزيين من وسط وجنوب القطاع إلى ديارهم في الشمال؛ إذ تريد أن تنخرط في هذا الملف، بحيث يمكنها منع من تعدهم مسلحين إلى الشمال.
وتقول إن طريقة تحديد هويات العائدين يمكن أن تجرى "بشكل مشترك"، وفق القناة.
وعلى النقيض، تتمسك حركة حماس بأن يمر الغزيون من الوسط والجنوب عبر "محور نيتساريم" دون فحص أمني.
– المحتجزون الإسرائيليون
تطالب تل أبيب بتسليمها قائمة بأسماء الأشخاص الذي سيُفرج عنهم بشكل مسبق، وأن تحتفظ بحق تصنيف حالات المحتجزين من وجهة نظرها، بحيث تحدد من يوصف بأنه "إطلاق سراح لأغراض إنسانية".
وتركز إسرائيل على إطلاق سراح أكبر عدد من المحتجزين الأحياء، وتضع الأمر كجزء أساس من الصفقة المحتملة.
أما حركة حماس، فتطالب بعدم وضع قوائم مسبقة، وألا تُرسِل أسماء المفرج عنهم سوى قبيل تنفيذ الصفقة بقليل.
– فيتو إسرائيلي
ومن بين النقاط الأخرى، تمسك إسرائيل باستخدام "الفيتو" بشأن أسماء المعتقلين الفلسطينيين الذين تطلب بهم حركة حماس، وأن يكون من حقها رفض أسماء بعينها.
كما تشترط أن "يُطرد" عدد كبير من المعتقلين الفلسطينيين الذين ترى أنهم "في غاية الخطورة" إلى الخارج، ويجري الحديث، وفق القناة، عن 50 اسمًا على الأقل.
وعلى العكس ترفض "حماس" ذلك، وتطالب بحقها في تحديد هوية جزء من المعتقلين الفلسطينيين الذين تطالب بالإفراج عنهم.
– وقف الحرب
نقطة خلافية خامسة، تبدو في غاية الأهمية، وتتعلق بوقف الحرب، إذ تطالب تل أبيب بامتلاك القدرة على العودة إلى القتال في نهاية المرحلة الأولى للصفقة.
وترفض حماس ذلك، وتطالب بوقف الحرب كليا، وهو الأمر الذي كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد طرحه وفق رؤيته للحل، بحسب القناة، التي نقلت عن مصادر أن جميع هذه النقاط قابلة للحل.