أمد/
غزة: تواصل دولة الاحتلال حربها العدوانية على قطاع غزة منذ 322 يوميا، خلفت أكثر من 180 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، جراء إغلاق المعابر، ورغم اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير جيشها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية”.
ارتفاع حصيلة الضحايا..
أعلنت مصادر طبية، يوم الخميس، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 40265 شهيدا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 93144 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 4 مجازر بحق العائلات في القطاع، أسفرت عن استشهاد 42 مواطنا، وإصابة 163 آخرين، خلال الساعات الـ24 ساعة الماضية.
وأوضحت أن عددا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
مجازر متواصلة..
أكدت منظمات إغاثية دولية، يوم الخميس، أن استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي بتهجير المدنيين الفلسطينيين بقطاع غزة يعيق عمليات الإغاثة ولم يبق للمدنيين مكان للجوء إليه.
وأوضحت المنظمات في بيان مشترك بلندن، أن مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، التي تتوفر فيها البنية التحتية والمستودعات لتخزين المواد الإغاثية الأساسية في غزة، سيتم إخلاؤها بشكل إجباري بأمر من الاحتلال الإسرائيلي.
وأضافت أن سكان غزة وعمال الإغاثة الإنسانية في دير البلح، تعرضوا للتهجير القسري عدة مرات من قبل، وأن مستودعات الإغاثة فيها مشمولة أيضا في هذه الممارسات الإسرائيلية.
وذكرت المنظمات، أن ما يسمى “أوامر الإخلاء” التي أعلنتها إسرائيل تعرقل عمليات المساعدات الإنسانية لعدد كبير من المنظمات غير الحكومية.
ولفتت إلى أن التهجير القسري الذي قامت به إسرائيل لسكان خان يونس (جنوب) ودير البلح خلال الفترة من 8 إلى 17 آب/أغسطس الجاري، أثرت على عمل 17 مؤسسة صحية، مؤكدة أن عمليات التطعيم الحيوية ضد شلل الأطفال ستتأثر أيضًا بهذه الممارسات.
وتم التوقيع على البيان المشترك من قبل 27 منظمة إغاثة دولية معظمها مقرها في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، بما في ذلك منظمة إنقاذ الطفل، وأوكسفام، والإغاثة الإسلامية العالمية، وأنيرا، ويوورلد، والمعونة الكنسية النرويجية.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أصدرت إسرائيل، قوة الاحتلال، بين الأول من تموز/يوليو و21 آب/أغسطس الجاري، 16 “أمر إخلاء”، في حين تم تهجير ما يقدّر بنحو 213 ألف فلسطيني قسرا من بداية آب/أغسطس إلى 16 من ذات الشهر.
وتجبر قوات الاحتلال الإسرائيلي المواطنين في قطاع غزة بشكل مستمر على النزوح من مكان إلى آخر بموجب أوامر إخلاء أصدرها منذ حرب الإبادة التي بدأتها في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
ووفقًا لبيانات الأمم المتحدة، فإن 9 من كل 10 أشخاص في قطاع غزة تعرضوا للتهجير بسبب العدوان الإسرائيلي.
كما تشير بيانات المنظمة إلى أن معظم الفلسطينيين في غزة يضطرون للانتقال مرة واحدة على الأقل شهريا.
ويعيش النازحون في أوضاع يائسة في مناطق لجوئهم، ويحاولون التمسك بالحياة في خيام بدائية.
قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز، اليوم الخميس، إن إسرائيل تحاول تهيئة الظروف للاحتلال الدائم والاستيلاء على مزيد من الأراضي تحت ستار مفاوضات وقف إطلاق النار.
وأوضحت ألبانيز في منشور على منصة “إكس”، أن إسرائيل تستغل المفاوضات للاستيلاء على الأجزاء المتبقية من فلسطين.
وتابعت: “تستخدم إسرائيل المفاوضات للاستحواذ على الأجزاء المتبقية من فلسطين. وتحت ستار مفاوضات وقف إطلاق النار، تحاول خلق الظروف الملائمة للاحتلال الدائم والمزيد من الاستيلاء على الأراضي”.
وذكرت ألبانيز، أن المطلعين على التاريخ الفلسطيني سيدركون ماذا حدث بالفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني، وسيشاهدون مثالا حيّاً للاستعمار الاستيطاني.
استشهد 4 مواطنين بينهم طفل، وأصيب آخرون، مساء يوم الخميس، في غارات شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على تجمعين للمواطنين ومخزنا يؤوي نازحين في قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية في مجمع ناصر الطبي في خان يونس، بوصول جثامين ثلاثة شهداء بينهم طفل، جراء غارة شنتها طائرات الاحتلال على تجمع للمواطنين في بلدة عبسان شرق خان يونس جنوب القطاع.
كما أفادت مصادر محلية باستشهاد مواطن وإصابة آخرين في قصف من طائرات الاحتلال تجمعا للمواطنين شرق حي الزيتون في مدينة غزة.
وشنت طائرات الاحتلال غارة على “بركس” يؤوي نازحين في مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أسفر عن وقوع إصابات.
وأعلنت مصادر طبية ارتفاع حصيلة الشهداء في القطاع منذ فجر اليوم، إلى 44 شهيدا، إثر غارات الاحتلال على مناطق متفرقة.
قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، يوم الخميس، إن ما يقرب من 90% من سكان قطاع غزة، نزحوا منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وفي منشور على منصة إكس، أوضحت المفوضية أنه لا يوجد مكان آمن في القطاع حاليا.
وأضافت أنه تم دفع سكان غزة إلى مساحة ضيقة لا تعادل سوى عُشر مساحة القطاع.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تشن إسرائيل، قوة الاحتلال، حرب إبادة على قطاع غزة خلفت أكثر من 133 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، اليوم الخميس، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أجبر 250 ألف مواطن بقطاع غزة على النزوح قسرا خلال أغسطس/ آب الجاري، من خلال إصدارها 12 أمر إخلاء.
وقالت الأونروا، في منشور عبر حسابها على منصة “إكس”، إن “أوامر الإخلاء الإسرائيلية في غزة خلال أغسطس وصلت إلى 12 أمرا، ما تسبب في نزوح قسري لنحو 250 ألف شخص”.
وحذرت الوكالة الأممية من أن “سكان غزة باتوا عالقين في دوامة نزوح قسري متكرر، حيث تواصل العائلات الفرار وسط العمليات العسكرية وحر الصيف اللاهب”.
استُشهد وأصيب عدد من المواطنين جراء قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي المتواصل لعدة مناطق في قطاع غزة.
ففي بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، استشهد 11 مواطنا وأصيب آخرون، في قصف اسرائيلي استهدف منزلا لعائلة حمودة في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وتحدثت مصادر طبية عن أن معظم الشهداء هم من الأطفال والنساء حيث وصلت جثثهم إلى مستشفى كمال عدوان، اشلاء متفحمة، فيما لا يزال آخرون تحت الأنقاض.
وفي منطقة تل الزعتر في جباليا شمال القطاع، استُشهد 3 مواطنين وأصيب آخرون بجروح، جراء قصف الاحتلال شقة سكنية تعود لعائلة “سلمان” مقابل صالة أبو خاطر.
أما في مدينة خان يونس، فاستُشهد طفل وامرأة جراء قصف صاروخي إسرائيلي استهدف منزلاً يعود لعائلة أبو دقة في منطقة الفخاري شرق المدينة، كما أطلق الاحتلال النار تجاه خيام النازحين في مواصي القرارة شمال غرب خان يونس.
كما أصيب عدد من المواطنين بجروح جراء قصف الاحتلال منزلاً يعود لعائلة الجديلي في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، فيما قصفت مدفعية الاحتلال شمال غرب المخيم ومنطقة المغراقة.
وأطلقت مدفعية الاحتلال قذائفها بكثافة تزامنا مع إطلاق نار كثيف على أحياء تل الهوا والزيتون والصبرة في مدينة غزة وسط تحليق مكثف لمسيرات الاحتلال في الأجواء.
وشنت طائرات الاحتلال الحربية غارات شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ونسفت مباني سكنية غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
عقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الخميس، جلسته الشهرية بشأن الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية.
واستمع المجلس إلى إحاطة لمنسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، وكلمة لرئيسة وحدة الطوارئ الصحية التابعة لمنظمة إنقاذ الطفل الدولية لويزا باكستر.
وفي كلماتهم، أجمع مندوبو وممثلو الدول الأعضاء، على ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات إلى جميع أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك لقاحات شلل الأطفال، محذّرين من تصاعد التوترات الإقليمية في حال استمرت الحرب على قطاع غزة.
وينسلاند يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة
وفي إحاطته أمام المجلس عبر الفيديو من مدينة القدس المحتلة، قال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، إن الوضع في المنطقة “قابل للاشتعال”، محذّرا من أن أي شرارة أو خطأ في التقدير من شأنه أن يشعل سلسلة من التصعيدات التي “لا يمكن السيطرة عليها”، والتي قال إنها “قد تزج بملايين الناس في الصراع”.
وقال وينسلاند: “إننا نمر الآن بنقطة تحول في الشرق الأوسط” بعد 321 يوما من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مؤكدا أن “التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن أمر ضروري الآن من أجل السلام والأمن الإقليميين”.
وحذّر من أنه إذا بقيت أي من هذه القضايا دون حل، فإن “آفاق تحقيق منطقة أكثر استقرارا وسلاما وأمنا سوف تظل بعيدة المنال”.
ودعا إلى العمل على التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار خلال الأيام المقبلة، مؤكدا أنه “ليس هناك وقت لنضيعه”.
وقال وينسلاند إن الأمم المتحدة تظل ملتزمة ومستعدة لزيادة المساعدات الإنسانية خلال وقف إطلاق النار ودعم تنفيذ الاتفاق، مؤكدا أن “وقف إطلاق النار المستدام وحده الكفيل بأن يتيح الاستجابة الإنسانية الشاملة والتعافي المبكر في غزة”.
وقال تور وينسلاند إن الحرب على غزة تواصل إيقاع خسائر فادحة في الأرواح البشرية، مشيرا إلى استشهاد أكثر من 40 ألف فلسطيني، بعد أكثر من عشرة أشهر من الحرب.
وحول الوضع في الضفة الغربية المحتلة، قال وينسلاند إنه بمثابة “برميل بارود”، مشيرا إلى الاقتحامات التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة المصنفة “أ”، بما في ذلك استهداف مخيمات اللاجئين المكتظة بالسكان والمراكز الحضرية الفلسطينية، مشددا على “ضرورة أن تتوقف أعمال العنف إذا كنا نريد منع تصعيد آخر”.
وشدد على أن “الطريق الوحيد للخروج من هذه الدوائر المفرغة من اليأس يتمثل في الأفق السياسي الذي ينهي الاحتلال ويحقق حل الدولتين”، مؤكدا أن الأمم المتحدة ستواصل دعم كل الجهود لتحقيق هذا الهدف.
إنقاذ الطفل: أطفال غزة تحت القصف والموت والحصار
بدورها، قالت رئيسة وحدة الطوارئ الصحية التابعة لمنظمة إنقاذ الطفل الدولية، لويزا باكستر، في كلمة عبر الفيديو من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، إنها “محاطة بدمار هائل”، مضيفة أن “أكثر من 1.9 مليون شخص نزحوا من منازلهم وأماكن سكنهم ويتنقلون في الشوارع المليئة بالركام والقمامة ومياه الصرف الصحي.
وأشارت إلى أن أطفال غزة تحملوا – على مدى 320 يوما – القصف المتواصل، والموت والتشريد والحصار.
وأضافت أنه وفقا للمعطيات، “فقد قُتل أكثر من 1% من إجمالي عدد الأطفال في غزة- أي 14 ألف طفل – ومن المرجح أن يكون هذا التقدير أقل كثيرا من الواقع، حيث لم يتم تحديث الرقم منذ شهر أيار/مايو. ولا تزال جثث ما لا يقل عن 10 آلاف شخص، كثير منهم من الأطفال، مفقودة”.
وتابعت أن “الفرق الطبية التابعة للمنظمة عاينت أكثر من 13 ألف شخص في عيادة المنظمة في دير البلح. وقد ظهرت على الأطفال الذين نعالجهم علامات الصدمة العميقة. كما تفاقمت أمراض الطفولة الشائعة بسبب سوء التغذية ونقص المياه وغياب الأدوية البسيطة. كما منعت إسرائيل دخول إمدادات المضادات الحيوية ومسكنات الألم وحتى الثلاجات لحفظ اللقاحات”.
وأوضحت: “نشهد عرقلة متعمدة ومتكررة للمساعدات الإنسانية في غزة. ظل فريقي ينتظر الأدوية المنقذة للحياة لمدة أربعة أشهر. وهي محتجزة في المعابر بموجب قواعد وقيود (إسرائيلية) متعددة، وكثير منها غير مكتوبة وتعسفية”.
وأشارت باكستر إلى أنه “تأكد الآن تفشي مرض شلل الأطفال في غزة، لافتةً إلى أن الحالة الأولى المؤكدة هي لطفل يبلغ من العمر عشرة أشهر في دير البلح ـ ووصفت ذلك بأنه “بمثابة مأساة فردية، وإشارة إلى كارثة أكبر تلوح في الأفق”.
وحذرت من أنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات وقائية على الفور، فإن تفشي شلل الأطفال لن يكون كارثة بالنسبة لأطفال غزة فحسب، بل قد يؤدي أيضا إلى تراجع كبير في جهود القضاء عليه على مستوى العالم.
ومضت قائلة: “شلل الأطفال في أي مكان هو تهديد للأطفال في كل مكان. وفي الوقت الذي نتحدث فيه، ينتشر شلل الأطفال في غزة، ولن ينتظر عند بوابة التفتيش في معبر كرم أبو سالم أو مكتب الجمارك في مطار اللد”.
وللاستجابة بفعالية لتفشي شلل الأطفال في غزة، قالت لويزا باكستر إنه يتعين البدء فورا في الوقف المستمر للحرب، لا تقل مدته عن أسبوع لكل مرحلة.
وقالت إن هذا الإطار الزمني يفترض أن تتوقف كافة الهجمات على العاملين في المجال الإنساني والطبي الآن وبشكل دائم. “ولابد وأن تتمكن جماعات الإغاثة من التحرك عبر غزة دون عوائق. ولابد وأن يتمكن الناس من اصطحاب أطفالهم إلى نقاط التطعيم بأمان”.
وأوضحت أنه بغض النظر عن حالة وقف إطلاق النار، “فإن الوصول الإنساني الكامل دون عوائق إلى قطاع غزة وداخله أمر ضروري لجميع الإمدادات الإنسانية والعاملين”.
من ناحية أخرى، قالت لويزا باكستر إن فرق الحماية التابعة لمنظمة إنقاذ الطفل في غزة تعمل مع الأطفال المفرج عنهم من المعتقلات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن هؤلاء الأطفال أفادوا بتعرضهم “للعنف الجنسي، بما فيه الاغتصاب. وأفادوا بحرمانهم من الطعام، والضرب، والهجوم بواسطة الكلاب. ويذكرون أنهم شاهدوا أولياء أمورهم وهم يُجردون من ملابسهم ويتعرضون للضرب أمامهم. ويكافح هؤلاء الأطفال للتعامل مع الصدمة العميقة والأذى النفسي والجسدي الذي تسبب فيه ذلك”.
واختتمت حديثها بالقول: “لقد خذلنا أطفال غزة بشكل جماعي لمدة 320 يوما. أطلب من هذا المجلس ودوله الأعضاء، بصفتها الوطنية، أن يتخذوا إجراءات فورية وحاسمة. نترك هذا الأمر بين أيديكم”.
منصور يدعو مجلس الأمن للانضمام إلى زيارة الرئيس إلى قطاع غزة
وقال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور إنه يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار الآن، بما يتماشى مع أحكام القرار 2735 ودون أي شروط أخرى ومطالب سيئة النية تتعارض مع روح ونص القرار، والتي تهدف بوضوح إلى عرقلة جهود وقف إطلاق النار.
وخاطب أعضاء المجلس قائلا: “متى ستتحركون؟ سواء كان هناك اتفاق أو لم يكن، ليس هناك عذر لاستمرار إسرائيل في قتل المدنيين الفلسطينيين الأبرياء”.
وأضاف منصور أن الرئيس محمود عباس أعلن نيته ونية القيادة الفلسطينية التوجه إلى غزة ودعا القادة من جميع أنحاء العالم للانضمام إليه ودعم هذه المبادرة، داعيا مجلس الأمن إلى الانضمام إلى هذه الزيارة ليطلع بنفسه على “الأهوال التي يعيشها شعبنا”.
كما دعا أعضاء المجلس إلى الدعم والضغط من أجل تأمين زيارة الرئيس إلى قطاع غزة و”العمل بشكل عاجل لوقف الإبادة الجماعية ووقف الجرائم التي ترتكب ضد شعبنا”.
وقال إن وقت الانتظار قد انتهى، مضيفا أن وقت تنفيذ حل الدولتين سيبدأ بخطوة مهمة في أيلول/سبتمبر، مطالبا المجلس بفرض وقف فوري لإطلاق النار وحماية جميع المدنيين.
وأشار منصور إلى أن غزة ظلت خالية من شلل الأطفال على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية.
وأوضح أن غزة لا تحتاج إلى المزيد من الشلل والموت “أولا بالقنابل والرصاص – والآن بالمجاعة والمرض اللذين يرعاهما الاحتلال الإسرائيلي”، مضيفا أن “غزة شهدت تدمير الحياة. وهي بحاجة إلى استعادة الحياة، وهي بحاجة إليها الآن”.
وأعلن دعمه الكامل لاقتراح الأمين العام بإجراء حملة تطعيم عاجلة لوقف انتشار هذا المرض، محذرا من أن أي عرقلة لهذه الجهود “ستكون بمثابة دليل إضافي على نية إسرائيل بالإبادة الجماعية وأفعالها ضد شعبنا.
كما شاطر الأمين العام تقييمه بأن “اللقاح النهائي لشلل الأطفال يكمن في السلام ووقف إطلاق النار الإنساني فورا”.
الصين: إسرائيل تصم آذانها عن الدعوات لوقف إطلاق النار
وقال المندوب الصيني الدائم فو كونغ للمجلس إن “العمليات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل مستمرة في قطاع غزة، وهناك خسائر جديدة كل يوم”، مضيفا أن “إسرائيل تصم آذانها عن الدعوات لوقف إطلاق النار”.
وتابع أن إسرائيل مستمرة في “إيمانها الأعمى بالنصر العسكري” الذي سيؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين، وقال إن الحل السياسي هو “المخرج الأساسي” الوحيد من الأزمة.
وحث إسرائيل على الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي بما في ذلك فتح نقاط العبور الحدودية أمام مساعدات الإغاثة.
وفي الوقت نفسه، حذر من أن السلام في المنطقة “معلق بخيط رفيع”.
فرنسا تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لوضع حد لمعاناة المدنيين في غزة
بدورها، قالت نائب المندوب الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة، ناتالي برودهيرست، إن بلادها تجدد دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة لوضع حد “لمعاناة السكان المدنيين وتمكين إيصال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع ودون عوائق.
وقالت إن فرنسا كررت مخاوف الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الوضع الصحي، وخاصة عودة ظهور حالات شلل الأطفال في غزة.
وأضافت: “تدعو فرنسا إسرائيل إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتمكين تطعيم السكان”.
المملكة المتحدة: غزة أصبحت المكان الأكثر فتكا بالأطفال في العالم
وقال نائب المندوبة الدائمة للمملكة المتحدة جيمس كاريوكي: “لقد أصبحت غزة المكان الأكثر فتكاً بالأطفال في العالم”، مشيراً إلى أن “النساء والأطفال ما زالوا يتحملون وطأة هذا الصراع الوحشي الذي أدى منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى مقتل أكثر من 40,000 شخص ويشكل الأطفال ما يقرب من ثلث الضحايا الذين تم تسجيلهم”.
وكرر الدعوات إلى “وقف فوري لإطلاق النار”، مشيرا إلى أن المحادثات للتوصل إلى اتفاق “توفر فرصة حيوية لتأمين وقف فوري لإطلاق النار ينهي الصراع ويخرج الرهائن ويسمح بالوصول العاجل للمساعدات ويخفف من تصعيد التوترات الإقليمية”.
وتطرق إلى زيارة وزير خارجية بلاده ووزير الخارجية الفرنسي إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة الأسبوع الماضي، حيث نقلا ثلاث رسائل رئيسية: “أن مفاوضات وقف إطلاق النار الحالية هي السبيل الوحيد لتجنب أزمة إقليمية كاملة، وأن الوضع الإنساني كارثي ونحن بحاجة إلى رؤية تحسينات فورية، وأنه يجب أن تكون هناك مساءلة عن العنف المروع الذي يمارسه المستوطنون في الضفة الغربية”.
وقال “آمل أن نتمكن جميعا من التوحد حول هذه الرسائل اليوم”.
الولايات المتحدة تدعو إلى تقديم مزيد من المساعدات بما في ذلك لقاحات شلل الأطفال
وتحدثت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة السفيرة ليندا توماس غرينفيلد عن المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار في غزة، مضيفةً أنه “لا ينبغي لأحد في المنطقة أن يتخذ أي إجراء من شأنه أن يقوض المحادثات…لدينا الآن طريق للأمام لإنقاذ الأرواح”.
وتابعت: “كأعضاء في المجلس، علينا أن نتحدث بصوت واحد. هذه لحظة حاسمة لمحادثات وقف إطلاق النار”.
وأكدت أنه “يجب على الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية الأخرى أن تستعد لتقديم المزيد من المساعدات إلى غزة، بما في ذلك لقاحات شلل الأطفال”.
الجزائر: لقد حان الوقت لإنهاء المذبحة في غزة
ودعا مندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عمار بن جامع إلى هدنة إنسانية لضمان الإيصال الفوري للقاحات شلل الأطفال التي تشتد الحاجة إليها.
وأشار إلى الفظائع المروعة على الأرض، حيث حوّل الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة إلى مكان غير صالح للعيش بالنسبة للفلسطينيين.
وأضاف: “الوضع كارثي ويتفاقم يوميا، ولا يوجد أي بارقة أمل”.
وأكد أن الوقف الدائم لإطلاق النار هو السبيل الوحيد لتجنب المزيد من التصعيد في المنطقة، مطالبا بالتنفيذ الفوري والفعّال لقرارات مجلس الأمن، بما في ذلك القرار 2735، الذي يضمن وقف العدوان والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة وعودة النازحين إلى منازلهم وأماكن سكنهم.
وأضاف: “يجب تنفيذ وقف إطلاق النار الآن. لقد حان الوقت لإنهاء المذبحة في غزة”.
وأشار إلى أن خطر تكرار مأساة غزة في الضفة الغربية “حقيقي للغاية”، ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى صامتا.
روسيا تنتقد فشل مجلس الأمن في وقف إطلاق النار في غزة
وأعرب نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي، عن أسفه لأن مجلس الأمن لم يتمكن من وقف إطلاق النار في غزة لمدة عشرة أشهر و”يظل مراقبا سلبيا لشلال الدم المستمر”.
وأشار إلى أنه قبل شهرين، اعتمد أعضاء مجلس الأمن قرارا اقترحته الولايات المتحدة، والذي كان غير فعّال في نهاية المطاف.
وشدد بوليانسكي على أن “الآن هو الوقت المناسب لمراجعة كيفية تأثير هذا القرار على الوضع على الأرض. يمكننا أن نعطي إجابة لا لبس فيها على هذا: لم يحدث أي تأثير”.
وأكد أن “فشل مجلس الأمن في تطبيق قرار وقف إطلاق النار بقطاع غزة أمر محبط”، مضيفا أن “إسرائيل تعرقل عمل المنظمات الإنسانية في قطاع غزة.. ولا نية لديها لوقف الحرب”.
ودعا مجلس الأمن لتبني قرار جديد حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة نظرا لعدم تنفيذ القرار السابق رقم 2735 الذي تبناه المجلس في حزيران/يونيو الماضي.
وقال: “إن لم ينفذ قرار 2735، فلنتبنى وثيقة جديدة ترسل إشارة واضحة إلى الجهات التي تقوض السلام بأن أعمالها لن تبقى دون عواقب”.
وأشار إلى أن “رغبة الولايات المتحدة في احتكار عملية السلام في الشرق الأوسط وإعادة ترتيبها وفقا للصيغ الملائمة لإسرائيل أدت إلى العواقب الدرامية” التي تشهدها المنطقة الآن.
وأضاف أن “مثل هذا الوضع يقوّض سمعة مجلس الأمن الدولي، الذي منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي لا يزال عاجزا عن اتخاذ أي قرارات فاعلة ضرورية ليس فقط للحل العادل للقضية الفلسطينية وفقا للقرارات الدولية المعروفة، بل ولمنع حرب إقليمية شاملة في الشرق الأوسط”.
مالطا تدعو إلى وقف الإجراءات الأحادية الجانب في الضفة
وأشارت نائب المندوبة الدائمة لمالطا فرانشيسكا غات إلى أن “الجرح المفتوح في هذا الصراع لا يزال يتفاقم” بعد مرور أكثر من 10 أشهر على الحرب، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وأضافت: “هذا أمر بالغ الأهمية في مواجهة ظروف المجاعة التي هي من صنع الإنسان والتهديد المتمثل في فيروس شلل الأطفال وغيره من الأمراض”.
وتابعت: “نشدد على أن الأمم المتحدة لا يمكنها العمل على إنقاذ الأرواح من خلال اللقاحات، ثم يتم إزهاقها مرة أخرى بالقنابل والرصاص”، مؤكدة ضرورة توفير الحماية للمدنيين بما في ذلك الأطفال.
كما دعت إلى وقف الإجراءات (الإسرائيلية) الأحادية الجانب في الضفة الغربية، تماشيًا مع الرأي الاستشاري الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في تموز/يوليو الماضي.