أمد/
واشنطن: قال ناشطون مؤيدون للفلسطينيين إن خطاب كامالا هاريس في ختام المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في شيكاغو لم يظهر أي تغير في السياسات الحالية، بعد أسبوع شهد تجاهل القضية الأكثر إثارة للخلاف في صفوف الحزب.
وندد د. بشارة بحبح، رئيس منظمة عرب أميركيون من أجل ترامب، بالتصريح المثير للشفقة الذي أدلت به كامالا هاريس بشأن حرب إسرائيل وغزة في مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو.
وصرحت هاريس بأنها ستلتزم "بالوقوف دائمًا إلى جانب حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها … وضمان قدرة إسرائيل دائمًا على الدفاع عن نفسها"، ثم صرحت بلا خجل قائلة أنه " في الوقت نفسه، ما يحدث في غزة على مدى الأشهر العشرة الماضية يعتبر مدمرًا".
ووجه بحبح سؤاله لهاريس هو: في حين أنها أدانت وتحدثت بالتفصيل عن مزاعم "العنف الجنسي الذي لا يوصف بحق شباب موسيقيين في مهرجان موسيقي"، فلماذا لم تعترف بالتدمير شبه الكامل لقطاع غزة على مدى نفس الفترة الممتدة على مدار عشرة أشهر بما في ذلك مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة ما يقرب من 105 آلاف فلسطيني – وهذه كارثة حلت على 6.6٪ من سكان غزة؟
لماذا؟
هل لأن الفلسطينيين دون البشر أم لأن الدم الذي يجري في أجسادهم يختلف عن دماء البشر الآخرين؟
هل لأن هذه الفظائع التي لا يمكن تصورها ترتكبها حليفة الولايات المتحدة التي تعتبر "الديمقراطية" الوحيدة في الشرق الأوسط؟
وأضاف الدكتور بحبح: "قلتها وسأقولها مرة أخرى، إدارة بايدن-هاريس متواطئة في نظر العالم مع الإبادة الجماعية التي تُرتكب ضد المدنيين، ومعظمهم من النساء والأطفال في غزة".
ترسل إدارة بايدن-هاريس يوميًا الذخائر والطائرات والدبابات والقنابل التي تزن 2000 رطل وحتى الرصاص الذي يستخدم ضد المدنيين الأبرياء في غزة والضفة الغربية ولبنان.
لماذا منعت هاريس فلسطينيًا أميركياً من التحدث في المؤتمر الوطني الديمقراطي، لمدة خمس دقائق فقط، نيابة عن العشرات من أقاربه الذين فقدهم شخصيًا في غزة؟
الحزب الديمقراطي وهاريس منافقون لأنهم سمحوا لعائلة رهينة إسرائيلي بالصعود على المنصة في المؤتمر الوطني الديمقراطي بينما رفضوا السماح لفلسطيني أميركي بالصعود على نفس المنصة.
تذرف هاريس دموع التماسيح عندما تعبر عن قلقها بشأن "ما يحدث في غزة"، دون أن يكون لديها اللباقة الكافية لنطق كلمة المدنيين الفلسطينيين أو سكان غزة.
ونظرًا لأن القضية الأولى بين العرب والمسلمين الأميركيين هي حرب غزة، فيمكن لهاريس أن تودع أصواتهم في الخامس من نوفمبر.
إن الدعوة إلى وقف إطلاق النار ليست كافية، فلا بد من وقف إطلاق نار "دائم" حتى لا تشعر إسرائيل، بعد إطلاق سراح الرهائن، بالحرية في العودة وتدمير ما تبقى من غزة وقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين كما تشاء، بالأسلحة التي توفرها إدارة بايدن-هاريس.
الحزب الديمقراطي لم يعد مكانًا للعرب والمسلمين في الولايات المتحدة وستُهزم هاريس في ميشيغان وأريزونا وربما فيرجينيا حيث يقيم عدد كبير من العرب والمسلمين الأميركيين.
وبدون هذه الولايات، ستخسر هاريس الرئاسة.
لقد علق البعض في معسكر "غير الملتزمين" "تخلوا عن بايدن" آمالهم على تذكرة هاريس لكنهم للأسف أصيبوا بخيبة أمل شديدة من مؤتمر الحزب الديمقراطي وتذكرة هاريس-والز.
"غير ملتزم"
وقال عباس علوية، المؤسس المشارك لحركة "غير ملتزم" الوطنية التي حشدت أكثر من 750 ألف ناخب للاحتجاج على السياسة الأميركية تجاه إسرائيل، إن هاريس أضاعت فرصة لكسب هؤلاء الناس، الذين يعيش الكثير منهم في ولايات مهمة مثل ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا وأريزونا.
وأوضح علوية أنه بعد وقت قصير من قبول هاريس رسميا لترشيح الحزب لها في انتخابات الرئاسة "ما هو مطلوب في هذه اللحظة هو قيادة شجاعة تنفصل عن النهج الحالي".
"سوف تخسرون ميشيغان"
وكان مندوبون من حركة "غير ملتزم" وحلفاء لهم قد طالبوا بإتاحة فرصة للحديث عن الصراع خلال المؤتمر.
وقالت ريما محمد، المندوبة من ميشيغان وتنتمي لحركة "غير ملتزم"، إن الخطاب أضاف إلى خيبة الأمل إزاء رفض المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي السماح لشخص فلسطيني بالتحدث.
وأضافت "أنا في الواقع أكثر قلقا الآن… سوف تخسرون ميشيغان".
ورفض متحدث باسم حملة هاريس توضيح ملابسات القرار بعدم إتاحة الفرصة لمتحدث فلسطيني. وقال مصدر مطلع على المناقشات إن القرار اتخذه منظمو المؤتمر بالتشاور الوثيق مع حملة هاريس.
مخاوف داخل الحزب
وتخشى مصادر من داخل الحزب أن تتسبب حرب غزة في خسارة هاريس لأصوات تحتاج إليها في ولايات متأرجحة مثل ميشيغان، حيث توجد مدن تضم أعدادا كبيرة من المسلمين والعرب الأميركيين والجامعات التي شهدت احتجاجات بسبب الحرب في غزة.
وعقد المؤتمر في شيكاغو، موطن أكبر جالية فلسطينية في الولايات المتحدة، وفقا للمعهد العربي الأميركي.
وشهد المؤتمر احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في شيكاغو يوميا، بما في ذلك مظاهرة نظمها آلاف مساء أمس الخميس قبل خطاب هاريس. كما تم اعتقال العشرات خلال الأسبوع.