أمد/
غزة -رويترز : أصدرت إسرائيل أوامر إخلاء جديدة لمدينة دير البلح في وسط قطاع غزة في ساعة متأخرة من مساء الأحد مما أجبر المزيد من الأسر على الفرار وقالت إن قواتها تعتزم التحرك ضد حركة (حماس) وغيرها من الفصائل العاملة في المنطقة.
وفي الأيام الأخيرة، أصدرت إسرائيل عدة أوامر إخلاء في مختلف أنحاء غزة، وهي أكبر عدد منذ بداية الحرب التي استمرت عشرة أشهر ، مما أثار احتجاجات من جانب الفلسطينيين والأمم المتحدة ومسؤولي الإغاثة بسبب تقليص المناطق الإنسانية وغياب المناطق الآمنة.
وتقول بلدية دير البلح إن أوامر الإخلاء الإسرائيلية أدت حتى الآن إلى تهجير 250 ألف شخص.
وفي بيان نشر على موقع "X"، حث الجيش الإسرائيلي السكان في مناطق معينة على الانتقال فوراً إلى الغرب، لأن المنطقة التي يتواجدون فيها "تعتبر منطقة قتال خطيرة".
قال مسعفون إن الغارات الجوية الإسرائيلية قتلت سبعة فلسطينيين على الأقل يوم الاثنين.
واستشهد اثنان في دير البلح حيث لجأ نحو مليون شخص واثنان في مدرسة بمخيم النصيرات وثلاثة في مدينة رفح الجنوبية بالقرب من الحدود مع مصر.
وقال مسعفون إن سبعة آخرين استشهدوا في غارتين إسرائيليتين منفصلتين، خمسة منهم في سيارة في خان يونس واثنان في مدرسة بمدينة غزة.
وفي وقت لاحق من يوم الاثنين، أدى هجوم إسرائيلي على خيمة على الساحل في مدينة غزة إلى استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة عدة أشخاص آخرين، بحسب ما قاله مسعفون لرويترز.
وأجبرت الأوامر الجديدة العديد من العائلات والمرضى على مغادرة مستشفى الأقصى ، المرفق الطبي الرئيسي في دير البلح، حيث لجأ مئات الآلاف من السكان والنازحين، خوفاً من القصف.
يقع المستشفى بالقرب من المنطقة التي يشملها إشعار الإخلاء.
قالت منظمة أطباء بلا حدود في بيان لها يوم الأحد إن انفجارا وقع على بعد حوالي 250 مترا (820 قدما) من مستشفى الأقصى الذي تدعمه المنظمة أثار حالة من الذعر.
ونتيجة لذلك، تدرس منظمة أطباء بلا حدود ما إذا كان ينبغي تعليق رعاية الجروح في الوقت الراهن، في حين تحاول الحفاظ على العلاج المنقذ للحياة.
وأضافت نقلا عن وزارة الصحة في غزة، أنه من بين نحو 650 مريضا، بقي 100 فقط في المستشفى، منهم سبعة في وحدة العناية المركزة.
وأضافت أن "هذا الوضع غير مقبول، فمستشفى الأقصى يعمل منذ أسابيع بأكثر من طاقته بسبب عدم وجود بدائل للمرضى. ويجب على جميع الأطراف المتحاربة احترام المستشفى، وكذلك حق المرضى في الحصول على الرعاية الطبية".
وزعم الجيش الإسرائيلي إنه قتل عشرات المسلحين الفلسطينيين في منطقة خانيونس وأطراف دير البلح خلال الـ24 ساعة الماضية، وعثر على كميات كبيرة من الأسلحة.
وقالت الأجنحة المسلحة لحماس والجهاد إن مقاتليها اشتبكوا مع قوات إسرائيلية بالصواريخ المضادة للدبابات وقذائف الهاون ونيران القناصة في عدة مناطق في غزة.
وطالبت وزارة الصحة في غزة بحماية 100 مريض داخل المستشفى، والطواقم الطبية التي بقيت لرعايتهم.
وفي بيان منفصل، قالت إن الضربات العسكرية الإسرائيلية أسفرت عن استشهاد 30 فلسطينيا على الأقل وإصابة 66 آخرين في أنحاء القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية.
المأزق الدبلوماسي
وقالت سوسن أبو عفش إنها وأطفالها نزحت الآن 11 مرة.
"تركت نصف أطفالي ورائي بالقرب من أثاثي وأنا الآن مع أطفالي الصغار وابنتي، الله وحده قادر على مساعدتنا… ليس لدي نقود للمواصلات. سأذهب إلى المنطقة 17 حيث تقيم عائلتي على قدمي. أخذت أطفالي وتركت ثلاثة منهم ورائي. لا أعرف أين"، قالت المرأة.
ويأتي التصعيد في ظل أمل ضئيل في نهاية قريبة للحرب، حيث فشلت الدبلوماسية التي بذلها الوسطاء قطر ومصر والولايات المتحدة حتى الآن في سد الفجوة بين إسرائيل وحماس، التي تبادل قادتها اللوم بسبب عدم التوصل إلى اتفاق .
وقال مصدران أمنيان مصريان إن حماس أو إسرائيل لم توافقا على العديد من التنازلات التي قدمها الوسطاء في المحادثات في القاهرة يوم الأحد.
لكن مسؤولا أميركيا كبيرا وصف المحادثات بأنها "بناءة"، قائلا إنها أجريت بروح من جميع الأطراف للتوصل إلى "اتفاق نهائي وقابل للتنفيذ".
وقال مسؤول حركة حماس أسامة حمدان إن الحركة رفضت الشروط الجديدة التي وضعتها إسرائيل خلال المحادثات التي لم تحضرها الحركة، وأضاف أن التعليقات الأميركية بشأن اتفاق وقف إطلاق النار الوشيك كاذبة وتهدف إلى خدمة أغراض انتخابية.
ويواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته احتجاجات متزايدة في الولايات المتحدة بشأن المساعدات لإسرائيل قبل الانتخابات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، استشهد أكثر من 40400 فلسطيني في الحرب. وتقول وكالات الإغاثة الإنسانية إن القطاع المزدحم تحول إلى خراب، ونزح معظم سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة عدة مرات، ويواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والدواء.
تعليق مساعدات الأمم المتحدة في غزة
ذكر مسؤول كبير بالأمم المتحدة أن عمليات المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمة في قطاع غزة توقفت يوم الاثنين بعد أن أصدرت إسرائيل أوامر إخلاء جديدة لمنطقة دير البلح بوسط القطاع مساء يوم الأحد.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته “نحن غير قادرين على تسليم المساعدات اليوم في ظل الظروف المحيطة بنا… توقفت عملياتنا في غزة بداية من صباح اليوم”.
وأوضح المسؤول قائلا “المنظمة لن تغادر (غزة) لأن الناس بحاجة إلينا هناك… نحاول أن نوازن بين احتياجات السكان وسلامة موظفي الأمم المتحدة”.
وأضاف أن موظفي المنظمة الدولية العاملين في غزة تلقوا توجيهات بالبحث عن سُبل تمكنهم من مواصلة جهود الإغاثة، وأن عمليات المنظمة لم يُعلن تعليقها رسميا.
وتابع حديثه قائلا إن الأمم المتحدة كانت قد نقلت مقر إدارة عملياتها في غزة ومعظم العاملين إلى دير البلح بعد أن أمرت إسرائيل بإخلاء مدينة رفح بجنوب القطاع.
وقال المسؤول “أين سنذهب الآن؟”، مضيفا أن موظفي الأمم المتحدة تعين نقلهم بسرعة مما تطلب ترك المعدات.
وأضاف “التحدي هو إيجاد موقع يمكننا من خلاله استئناف العمل بفاعلية… المساحات المناسبة للعمل باتت محدودة على نحو غير مسبوق”.