أمد/
تل أبيب: كشفت القناة 12 العبرية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "طلب مؤخرا عقد اجتماع للحكومة في محور فيلادلفيا" على الحدود بين غزة ومصر، لكن هذا الطلب "قوبل بالرفض".
وقالت القناة نقلا عن مصادر مقربة من نتنياهو إن رئيس الوزراء "سأل رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، عما إذا كان بإمكان وزراء الحكومة عقد اجتماع على محور فيلادلفيا، في ناقلات جند مدرعة".
وأضافت أن الاجتماع "كان سيكون بمثابة فرصة لاطلاع الوزراء على المنطقة وإقناعهم بدعم طلب نتنياهو بشأن بقاء المنطقة تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، حتى في حالة التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار".
ووفق التقرير فإن نتنياهو "أعتقد أنه من خلال اتخاذ مثل هذه الخطوة الدراماتيكية سيكون قادرا على التأكيد على جدية الطلب (بقاء القوات في محور فيلادلفيا)"، مبينا أن رئيس جهاز الأمن العام "رفض الاستجابة للطلب، بسبب حجم الإجراءات الأمنية المطلوبة لمثل هذا الحدث غير المسبوق في منطقة حرب نشطة".
ورفض جهاز الأمن العام التعليق على التقرير، قائلا إنه "لا يناقش الترتيبات الأمنية والحوار بين رئيس الشاباك والقيادة السياسية"، وفق "تايمز أوف إسرائيل". كما رفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق.
والأسبوع الماضي، نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي صحة تقرير بالتلفزيون الإسرائيلي، أفاد بموافقة نتنياهو على سحب القوات من محور فيلادلفيا.
وقال في بيان: "تصر إسرائيل على تحقيق جميع أهدافها للحرب، كما حددها مجلس الوزراء الأمني، بما في ذلك ألا تشكل غزة مرة أخرى تهديدا أمنيا لإسرائيل. وهذا يتطلب تأمين الحدود الجنوبية".
وتسمح سيطرة إسرائيل الحالية على محور فيلادلفيا بالسيطرة على حدود غزة مع مصر، حيث يوجد المعبر الوحيد للقطاع الذي لا يقع على حدود مع إسرائيل.
وقبل أيام نقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن مصدر رفيع قوله، إن مصر "جددت تأكيدها لجميع الأطراف المعنية بعدم قبولها أي تواجد إسرائيلي بمعبر رفح أو محور فيلادلفيا (صلاح الدين)".
تعليقات مصرية
علق خبيران مصريان على طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد اجتماع للحكومة قرب الحدود المصرية في محور فيلادلفيا.
وأكد أستاذ العلوم السياسية في مصر حسن سلامة في تصريحات صحفية، أن مصر دولة كبيرة وقوية لا يمكن استفزازها بمثل هذه الخطوات التي أقل ما توصف بها بأنها خطوات استعراضية ليحاول من خلالها نتنياهو إظهار وجوده السياسي وممارسة أكبر قدر ممكن من الضغوطات لأنه يعلم جيدا أن مصر لها موقف ثابت من رفض وجود القوات الإسرائيلية في ممر فيلادلفيا.
وتابع: "مصر لها موقف ثابت وحاسم من رفض وجود قوات الاحتلال في الجانب الفلسطيني من معبر رفح وبالتالي هو يحاول يزايد على أمن إسرائيل لتقديم تصورات مغلوطة حول أن بقاء سلطات الاحتلال في هذا الممر يضمن أمن إسرائيل".
وأضاف: "يعتبر بقاء سلطات الاحتلال يخالف الترتيبات الأمنية والمعاهدات الموقعة بين الطرفين ويهدد أيضا الأمن القومي المصري لكن مصر دولة كبيرة لديها سيناريوهات متعددة تستطيع أن تتعامل مع كل الأحداث، حتى إن اقدم نتنياهو على هذه الخطوة فمصر لديها سياسات وإجراءات لترد به ردا قاسيا والمواجهة مع مصر ليست هينة".
من جانبه، قال الباحث السياسي المصري أحمد رفعت إن ما يجري حول المحور مخالف لمعاهدات وتفاهمات وقع عليها الكيان الصهيوني وهناك أطرافا دولية شريكة في الأمر، ثانيا الاهتمام المبالغ به من نتينياهو محاولة لإخفاء الفشل في تحقيق أي انتصار في غزة خاصة لناخبيه.
وتابع رفعت: "أين هي الأهداف التي حققها كي يوجه بالسيطرة على محور صلاح الدين، ثالثا وهذا هو الأهم ليست مصر التي تهتز او تتأثر بمثل هذا "الهبل السياسي"، فمصر أكبر من ذلك بكثير وما واجهته في تاريخها حتى الحديث منه على الأقل يكفي لانهيار قارات بأكملها لكنها واجهت وانتصرت ووقفت في كل مرة، وهذا هو حال الدول الكبيرة ذات التاريخ الحضاري بما لا يقدره ولا يفهمه رؤساء الكيانات المجرمة.
وتابع: "مصر لم تتوقف عن دعم أشقائها وكذلك الاستمرار في جهود وقف العدوان بل وجهود كشف العدو وجرائمه ومخططاته وكل مساعي إعادة الحقوق الفلسطينية وإقامة الدولة المستقله وتشجيع دول العالم على الاعتراف بها ودعمها".