أمد/
جنين: يتواصل عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي، على جنين ومخيمها، لليوم الرابع على التوالي، حيث خلّف حتى اللحظة عددا من الإصابات، والاعتقالات، والاخلاء القسري للعائلات، عدا عن التدمير الواسع في البنية التحتية، وسط فرض حظر التجول في حارة الدمج، وحي الجابريات.
بعد ظهر السبت، أصيب طفل وشاب بالرصاص الحي في الرأس والفخذ، في مدينة جنين، وعدد آخر من المواطنين بحي حارة الدمج في مخيم جنين بجروح مختلفة، دون تمكن طواقم الهلال الأحمر من الوصول إلى الإصابات، بسبب منع الاحتلال الاقتراب من المكان.
و أصيب مواطن، ظهر يوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، في البلدة القديمة في مدينة جنين.
وقالت جمعية الهلال الأحمر، إن طواقمها تتعامل مع إصابة بالرصاص الحي بالفخذ، ويجري نقلها إلى المستشفى.
وقال الناطق باسم الهلال الاحمر أحمد جبريل، إن قوات الاحتلال منعت طواقم الإسعاف من نقل شهيدين عقب الوصول إليهما داخل مخيم جنين.
وأضاف، أن قوات الاحتلال أجبرت من طواقم الإسعاف على إخلاء المكان، مؤكدا أن الطواقم أيضا منعت للمرة الثالثة من نقل اصابتين منذ طلوع الفجر، رغم التنسيق المسبق مع الصليب الأحمر.
كما أجبر الاحتلال عددا من العائلات على ترك منازلها، والخروج من الجهة الخلفية المحاذية لمستشفى جنين الحكومي "منطقة دوار الحصان".
فيما شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في صفوف المواطنين، في الحي الشرقي من جنين، بعد عمليات دهم للمنازل، وتفتيشها، فيما احتجزت عددا من المواطنين، وقامت باستخدامهم دروعا بشرية، بحي الدمج في مخيم جنين.
ومنعت قوات الاحتلال صهاريج المياه التابعة للدفاع المدني في جنين من الوصول إلى مستشفى جنين الحكومي.
هذا واشتعلت النيران، يوم السبت، في أجزاء من حسبة الخضار بشارع البريد في جنين.
وقال شهود عيان، إن النيران اشتعلت في عدد من البسطات وأجزاء من المحلات في حسبة الخضار، بفعل تعمد قوات الاحتلال على اشعالها، فيما تحاول طواقم الدفاع المدني السيطرة على الحريق، واخمادها.
ولليوم الرابع على التوالي يعاني مستشفى جنين الحكومي من نقص شديد في المياه، بسبب تدمير خط الماء الرئيسي المغذي له بفعل عدوان الاحتلال، وقد أعلن في تمام الساعة الرابعة والنصف عصرا، ايقاف العمل في قسم غسيل الكلى، بعد التنسيق للمرضى، مع وزارة الصحة، والمحافظة وإقليم حركة فتح، ونقابة النقل وتأمين وسائل نقل مجانية إلى المراكز الطبية في نابلس، لحين الانتهاء من الأزمة الحالية، وذلك بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن المستشفى، بسبب تدمير خط الكهرباء المزود له، ولأن المولدات الكهربائية الحالية، تعمل منذ 4 ايام متواصلة على التوالي، وحيث إن الأحمال الرئيسية تفوق قدرة المولدات الكهربائية قمنا بدمج عدة أقسام مع بعضها، وإيقاف التكييف، وتشغيل محطات الأوكسجين جزئيا.
وصباح السبت، هدمت قوات الاحتلال جدارا وبوابة المقبرة في الحي الشرقي من مدينة جنين، وأبقت على حظر التجول الذي فرضته على الحي والبلدة القديمة، وداهمت عدة منازل في الحي وأجبرت المواطنين على مغادرتها بواسطة مركبات إسعاف، واحتجزت عددا من الشبان والأطفال.
وشهد الحي الشرقي في مدينة جنين تدميرا كبيرا أدى لتغيير معالمه، بعد تجريف الاحتلال الشوارع والبنية التحتية وأجزاء من المنازل.
ويتوسع العدوان في يومه الرابع ويزداد خطورة، حيث لم يبق مكان في جنين إلا وتتواجد فيه قوات الاحتلال وقناصتها.
وفي المنطقة المحيطة بمستشفى الرازي، أطلق أحد قناصة الاحتلال النار تجاه أحد المسعفين خلال محاولته نقل الطاقم الطبي من مستشفى الرازي إلى مستشفى الأمل.
كما تستمر قوات الاحتلال بفرض حصار على مستشفى ابن سينا، ومنع مركبات الإسعاف من وصول المرضى إليه.
وشهد مخيم جنين اقتحاما واسعا يوم الجمعة، فيما واصلت جرافات الاحتلال تدمير حارتي الدمج والحواشين وتجريف الشوارع في حي الجابريات، في الوقت الذي انتشر فيه قناصة الاحتلال على أسطح المنازل، كما استمر انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة من المخيم.
وفي حارة الفلوجة، داهم جنود الاحتلال منازل المواطنين، وتنقلوا من منزل لمنزل بعد إحداث فتحات في جدرانها.
واستشهد ليلة السبت المسن توفيق أحمد قنديل (82 عاما) بعد إطلاق قناص إسرائيلي 9 رصاصات صوبه، فيما أصيب مواطنان في المنطقة الشرقية، بالإضافة لإصابة شاب بعد دعسه من جيب عسكري اسرائيلي ووصفت اصابته بالمستقرة، كما فجر الاحتلال منزلا في منطقة خروبة في المدينة.
الحكومة تحذر..
حذرت الحكومة من استمرار حصار قوات الاحتلال للمستشفيات في جنين، وخروج بعض الأقسام عن الخدمة، والمخاطر التي تهدد حياة مرضى غسيل الكلى سواء المتواجدون داخل المستشفى، أو من يعيق الاحتلال وصولهم إلى أقسام الطوارئ وغسيل الكلى.
كما طالبت الحكومة في اتصالاتها منظمات الصحة الدولية والصليب الأحمر ومختلف هيئات الأمم المتحدة للتوجه إلى جنين، والضغط باتجاه رفع الحصار عن المستشفيات، وتعطيل عمل سيارات الإسعاف والطواقم الطبية.
وحذرت الحكومة من مخططات حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية في استهدافها للمخيمات ودعوات بعض قادتها لتهجير المواطنين الفلسطينيين، مطالبة دول العالم بتحركات جدية لمزيد من الضغط على حكومة الاحتلال.
وبالتزامن، تشرف لجنة الطوارئ في المحافظة على تلبية ما أمكن من احتياجات المواطنين في المناطق المستهدفة في المحافظة، فيما تقوم طواقم وزارة التنمية الاجتماعية بتوزيع حوالي 20 شاحنة من الطرود الغذائية في طولكرم وجنين، وسيتبعها تدخلات ومساهمات أخرى لتعزيز صمود المواطنين.
وأشادت الحكومة بتكاتف أبناء شعبنا في جنين وطولكرم وهبتهم لتقديم المواد الغذائية واحتياجات إخوانهم في مخيمات نور شمس وطولكرم ومخيم جنين والحارة الشرقية من المدينة.
وأكد الحكومة متابعتها القانونية مع مختلف جهات الاختصاص لمساءلة إسرائيل دوليا عن جرائمها المستمرة بحق أبناء شعبنا، وبالتزامن، تستعد مختلف الطواقم الميدانية لإصلاح ما دمره الاحتلال من طرق وشبكات مياه وكهرباء بالتعاون مع مختلف الشركاء المحليين لتعزيز صمود المواطنين وإفشال مخططات الاحتلال الرامية الى تهجير السكان من بعض مناطق شمال الضفة الغربية.
أحرقوا منزلها وأجبروها على النزوح
خرجت المواطنة أم رمزي القنيري تتكئ على عكازها، وتمسك بيدها الأخرى إحدى بناتها، التي تحاول جاهدة البحث عن طفلها الذي فقدته، بعد إجبار العائلة على الخروج من المنزل في مخيم جنين من قبل قوات الاحتلال.
تصرخ ام رمزي (70 عاما) وتقول: "يما ما اصعبها إنو الواحد يطلع من داره، هذه المرة الثالثة التي اترك فيها بيتي".
وتضيف: احرقوا المنزل وحتى اللحظة ما زالت النيران مشتعلة بداخله، واعتقلوا زوجي المقعد، الذي يعاني من السكري، وأصيب جراء شظايا صواريخ " "الانيرجا".
وتشير المسنة التي نزحت من منطقة الألوب: كل محاولاتي باءت بالفشل، لإنقاذ زوجي من ايدي جنود الاحتلال، بعد أن كبلوا يديه".
وتقول "في عام 2002 اجبرنا على ترك منزلنا، وفي شهر تموز العام الماضي، وهذا اليوم نجبر مرة أخرى على النزوح".
من خلف ام رمزي، كانت إحدى المواطنات تحاول الإسراع وهي تحمل طفلها، وتقول: اقتحموا المنزل علينا وسط إطلاق كثيف للرصاص، وصواريخ "الانيرجا" لأكثر من ثلاث ساعات، عشنا لحظات صعبة، واجبرونا على الخروج.
وعن الأوضاع داخل مخيم جنين، أكد رئيس لجنة المتابعة العليا- مخيم جنين نضال نغنغية لـ"وفا"، أن قوات الاحتلال تداهم المنازل خاصة في حارتي الرخ والحواشين، وتجبر العائلات على الخروج منها.
وقال: إن قوات الاحتلال تمنع طواقم الإسعاف، وتعيق عمل المتطوعين من الوصول للشهداء خاصة، في حارة الدمج وللاصابات، وتقوم بحملة اعتقالات كبيرة.
وأضاف نغنغية: نواجه صعوبة في إيصال مواد الإغاثة والمياه إلى المواطنين داخل المخيم.