أمد/
بيروت: دخلت الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس يوم السبت شهرها الثاني عشر، من دون مؤشرات إلى تراجع حدة القصف والغارات الإسرائيلية القاتلة أو احتمال التوصل إلى هدنة سريعة والافراج عن رهائن.وفقا لتقرير فرانس برس.
يأتي هذا بعد يوم من مقتل ناشطة أميركية-تركية الجمعة خلال تظاهرة ضد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة حيث اعترف الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار، بينما أسفت واشنطن لـ ”الخسارة المأسوية”.
تسبّبت الحرب التي بدأت بعد هجوم لحركة (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/اكتوبر، بدمار هائل وأزمة انسانية كارثية في القطاع الذي يناهز عدد سكانه 2,4 مليون نسمة.
قبل الفجر وفي الصباح الباكر، هزت غارات جوية عدة وقصف مدفعي القطاع الفلسطيني المحاصر، بحسب ما أفاد صحافيون من وكالة فرانس برس. وقال شهود ومسعفون إن 16 فلسطينيا على الأقل قتلوا، بينهم نساء وأطفال، في جباليا ومدينة غزة في الشمال، وكذلك في النصيرات والبريج في الوسط.
وكتب مفوض عام الاونروا فيليب لازاريني في تغريدة على منصة اكس “أحد عشر شهرا. كفى. لا أحد يستطيع أن يتحمل هذا الأمر لفترة أطول. يجب أن تنتصر الإنسانية. يجب وقف إطلاق النار الآن”.
وتتبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بعرقلة التوصل الى اتفاق هدنة، في وقت يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ضغوطا داخلية لإبرام اتفاق من شأنه إطلاق سراح رهائن خطفوا خلال هجوم الحركة الفلسطينية.
-“مذعورون” –
وإضافة إلى القتلى الذين سقطوا خلال القصف عند الفجر، أعلن الدفاع المدني في غزة السبت أن غارة جوية إسرائيلية استهدفت مدرسة تؤوي نازحين فلسطينيين ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الاقل، بينما اعلن الجيش أنه استهدف مقرا لقيادة حماس.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لفرانس برس “ثلاثة شهداء وأكثر من عشرين إصابة تم انتشالهم، بعد قصف الطيران الحربي الإسرائيلي بصاروخين مصلى وغرفة صف في مدرسة عمرو بن العاص التي تؤوي نازحين في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة”.
كما أفادت مصادر طبية أن 33 فلسطينيا على الأقل أصيبوا بجروح في غارة جوية إسرائيلية على منطقة سكنية في بيت لاهيا، ويتلقون العلاج في مستشفيات العودة وكمال عدوان والإندونيسي.
في مخيم حباليا، قصفت خيمة للنازحين داخل مدرسة حليمة السعدية التي كانت تؤوي نازحين، بحسب شهود عيان.
وقال أحمد عبد ربه لفرانس برس “يوجد ما بين 3000 و3500 شخص في هذه المدرسة. كنا نائمين عندما سقط علينا صاروخ فجأة. استيقظنا مذعورين. وجدنا شهداء، بينهم أطفال ونساء”.
وأظهرت صور بثتها فرانس برس الخيمة محترقة وآثار دماء على الفرش والأرض، وسط بعض الممتلكات البسيطة التي دُمرت أو احترقت.
في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، بكى فلسطينيون أمام جثث خمسة من أقاربهم قتلوا في النصيرات.
أدى هجوم حماس إلى مقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات رسمية. ويشمل هذا العدد الرهائن الذين قضوا خلال احتجازهم.
وتسبّبت حملة القصف والعمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة بمقتل ما لا يقل عن 40939 قتيلا على الأقل، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى من النساء والأطفال.
وعلى رغم جهود تبذلها دول الوساطة الولايات المتحدة وقطر ومصر منذ أشهر، لم يتوصل طرفا الحرب الى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار، يتيح كذلك تبادل الرهائن الإسرائيليين بمعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وتعثّرت المحادثات للتوصل الى هدنة في الأسابيع الماضية بسبب خلافات أبرزها الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر المعروف باسم “محور فيلادلفيا”، وعدد السجناء الفلسطينيين الذين يمكن إطلاقهم مقابل الإفراج عن رهائن.
ويصرّ رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على إبقاء قوات إسرائيلية عند الشريط الحدودي، في حين تتمسك حركة حماس بانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع.
– “رصاصة في الرأس” –
الى ذلك، انسحبت إسرائيل من مدينة جنين في شمال الضفة الغربية المحتلة بعد عملية عسكرية استمرت عشرة أيام.
وقال مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة إن 36 فلسطينيا، بينهم ثمانية أطفال، قتلوا في الأيام العشرة للعملية. من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن أحد جنوده قتل خلال المواجهات في جنين يوم 31 آب/أغسطس.
تحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ العام 1967 وكثفت عملياتها العسكرية فيها إثر اندلاع الحرب في غزة.
كما طالبت عائلة مواطنة تركية أميركية قتلت الجمعة بالرصاص خلال تظاهرة احتجاج على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة بتحقيق مستقل في مقتلها متهمة الجيش الإسرائيلي بقتلها في ما وصفته بأنه عملية “عنيفة”.
أصيبت عائشة نور إزغي إيغي البالغة 26 عاما “برصاصة في الرأس” خلال مشاركتها في التظاهرة في بلدة بيتا.
وقالت عائلة الضحية في بيان “لقد خطفت من حياتنا من دون طائل وبطريقة غير قانونية وعنيفة، من جانب الجيش الإسرائيلي”.
وأضافت أن “عائشة نور المواطنة الأميركية كانت تدافع بسلام عن العدالة عندما قتلت برصاصة تظهر مشاهد مصورة أنها صدرت عن مطلق نار من الجيش الإسرائيلي”.
وأضاف بيان العائلة “نناشد الرئيس (جو) بايدن ونائبة الرئيس (كامالا) هاريس ووزير الخارجية (أنتوني) بلينكن إصدار التعليمات لإجراء تحقيق مستقل في عملية قتل غير قانونية لمواطنة أميركية وللتحقق من محاسبة كاملة للمذنبين”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته “ردت بإطلاق النار باتجاه محرض رئيسي على أعمال عنف يرمي الحجارة باتجاه القوات ويشكل تهديدا لها”.
كانت إيغي عضوا في حركة التضامن الدولية المؤيدة للفلسطينيين وشاركت في بيتا في تظاهرة تنظم أسبوعياً ضد الاستيطان الإسرائيلي بحسب الحركة.
وإضافة الى التوتر المتصاعد في الضفة، أثارت حرب غزة مخاوف من اتساع نطاقها الى جبهات أخرى، خصوصا في شمال الدولة العبرية حيث يتبادل الجيش الإسرائيلي القصف عبر الحدود مع حزب الله اللبناني الذي فتح اعتبارا من الثامن من تشرين الأول/أكتوبر، “جبهة إسناد” لقطاع غزة وحليفته حماس.
وأعلن الحزب يوم السبت أنه استهدف قاعدتين إسرائيليتين بصواريخ كاتيوشا. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أن إسرائيل نفّذت غارات جوية وقصفا مدفعيا في مناطق عدة بجنوب البلاد.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه رصد صواريخ تطلق من لبنان واعترض عددا منها. وأضاف أنه قصف في وقت لاحق موقع إطلاق لحزب الله في بلدة قبريخا، وكذلك عيتا الشعب وكفرشوبا.