أمد/
باريس: انتقد رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق دومينيك دوفليبان، صمت إعلام بلاده، تجاه الحرب على قطاع غزة، والذي يمارس تعتيما حتى على أعداد الضحايا والشهداء من المدنيين في القطاع، هو” فضيحة تاريخية كبيرة”، التي تلطخ جبين الديمقراطية الفرنسية.
وفي حوار مع إذاعة “فرنسا الدولية”، صب دوفليبان جام غضبه على مواقف الدبلوماسية الفرنسية في الساحة الدولية، والتي وصفها بـ ”المخزية”، خاصة تجاه الحرب المستمرة على غزة من قبل كيان الاحتلال.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق: “لا أحد يتكلم في هذا البلد، فقط الصمت، بما في ذلك وسائل الإعلام، إلى درجة أنني صرت أستعين بمحرك البحث غوغل لمعرفة آخر حصيلة محدثة للضحايا والقتلى في غزة”.
وتابع قائلا: “هذه فضيحة حقيقية تقع باسم الديمقراطية، وتحت تبرير أن هذه هي الحرب، لكن ما يقع في غزة، ليس حربا مثل غيرها، فالذين يموتون هم من المدنيين، وبالتالي فهذه المواقف المخزية لا يمكنني قبولها، وفرنسا هي من تدفع تكلفتها السياسية.”
ورداً على سؤال عما يمكن فعله لوقف الحرب، يوضح دو فيلبان أن فرنسا والغرب لديهم العدد من الأدوات لوقف الحرب عبر وقف تسليح إسرائيل واللجوء إلى الوسائل الاقتصادية، و"لكننا نرفض استخدامها بحجج غير واقعية، كالقول إنه علينا السماح لإسرائيل بمواصلة حربها حتى النهاية". ويسأل دو فيلبان في هذا الخصوص عن شكل النهاية التي تريدها إسرائيل لحربها، ويذكّر بكلام وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت بأنه جرى القضاء على القوة العسكرية لحركة حماس.
ويجزم دومينيك دو فيلبان بألا هدف سياسياً لإسرائيل في حربها على غزة غير إعادة احتلالها، وهو ما بدأت تستنسخه في الضفة الغربية في الشمال والجنوب على حد تعبيره. ويتابع أنه "عندما لا تكون عندك أهداف سياسية، الشيء الوحيد الذي يمكنك فعله هو الحرب. كل ما لدى إسرائيل أهداف أمنية وهوياتية وجنون ديني مسياني ما يفسر الكارثة التي نشهد عليها"، على حد تعبير الرئيس الأسبق للحكومة الفرنسية. ويخلص إلى أن فرنسا والغرب سيدفعون الفاتورة عمّا يحصل لناحية خسارة المصداقية والمشروعية.
ويشار إلى أن وسائل الإعلام والصحف الفرنسية، شنت هجوما واسعا على دومينيك دوفليبان، عقب السابع من أكتوبر 2023، على خلفية انتقاداته الصريحة لكيان الاحتلال، بلغ حد وصفه بأنه “عميل لقطر والصين”.