أمد/
يا ربِّ صَبرني على ما أَسْمَعُ
وما أرى مِنْ عَمَلٍ لا يَنْفَعُ
ولا تُؤَاخِذْني لأيما سَبَب
ودافِعِ اللَّهُمَّ عن قومي العَرَبُ
لأَنَّهُمْ أَحبابكَ الحَيارَى
كَأَنَّهُمْ فِي جَهْلِهِمْ سُكارى
خَلَقْتَنا للثرثراتِ والخُطَبْ
وغيرنا لِيَبْلُغوا أعلى الرُّتَبْ
ما أسخف الأعراب في الخِلافِ
يا لعنة الحاضر والأسلاف
كم أحسنوا الفوضى وإشعال اللَّهَبْ
وأتقنوا الشَّجْبَ وتدبيجَ الخُطَبْ
نَحْرِصُ أَن نَحْضُرَ كُلَّ مُؤْتَمَرْ
لِنَسْفَحَ الدَّمْعَ وَنَحْرُقَ الشَّجَرُ
ونَزْرَعَ الشَّقاق والخلافا
ونَحْرُقَ الرُّمَّانَ والجَوَّافا
ونلتقي وكل واحد بطل
يأكلُ نُومًا ويُحَلِّي بِالبصل
يا رب كم تبقى على التَّخَلْفِ
نَقبَعُ حولَ مُفْرَداتِ الأَحْرُفِ
***
وهذه روايـــــــة أكـــيـــدة
ومَحْضَرُ لِقِمَةٍ عَنيدة
جَرَتْ كما تجري لقاءاتُ العَرَب
خَتَمَهَا إِبليس مثلما أَحَبُّ
تحضيرها في جلسات الجامعة
أَصْبحَ يُعطي المُخْلِصِينَ فَاجِعَةُ
لا يعرفُ التَّوافق المريحا
ولا الحوار الهادئ الصريحا
رغم الصداقات التي نحياها
والحب والإخاء في حماها
وبيننا من احترام ولقاء
ما ساعد التخفيفَ مِن حَملِ الشَّقاء
نبدأ من تحضيرها في القاهرة
مدينةِ الشَّرقِ الكبير الزَّاهِرَةُ
ما أتعب الوصول والسيارة
واقفة تنتظر الإشارة
أنام في التفكير والوسواس
وأغبِطُ المُشاةَ بين النَّاسِ
حتَّى إِذا وَصَلْتُ بابَ الجامعة
رأيتُ أَعلام الشَّتاتِ الرائعة
كثيرة ألوانها مُرَقَّعَةٌ
مُرَفْرِفاتٌ للسما مُلَفِّعَةٌ
تَرْمُنُ للتَّفَرُّقِ السياسي
وتَحْجُبُ السَّحاب فوق راسي
ما أجمل استقبال من يلقاكا
كأَنَّكَ الوحيد لا سواكا
من المراسيم الكرام الأبرياء
لا يعلمون أننا كالأشقياء
يَلْقَوْننا بالبِشْرِ والتَّرْحَابُ
يُرافقوننا من الأبواب
فيدخل القاعة كلُّ السُّفَرا
وعمرو موسى قَطُّ ما تأخرا
في وجهِهِ بَعضُ إشاراتِ الغَضَبْ
مِمَّا يُعاني النَّاسُ فِي بَيْتِ العَرَب
لأنه الأمين في حماها
يَظَلُّ طُولَ وَقْتِهِ يَرعاها
ينامُ دَوْمًا فِي جِوارِ مَكْتَبِهُ
يَجُولُ في أوراقه وكُتُبِه
لا يستكين كل يوم في بَلَد
ولم أرَ مِثاله أي أحد
لكنَّه يَحْرُثُ في الفَضاءِ
والعَرَبُ الأبطال في شقاء
ويرفع الشراع للسفينة
والريحُ عكس الرحلة الحزينة
وَيَنْفُخُ البالون باسم العُرْبِ
وفيه ألفُ فتحة وثقب
اتَّسَعَ الخَرْقُ على المُرَقِّعِ
ولم نَعُدْ نَمْلُكُ غيرَ الأَدْمُعِ
يا (عَمْرُو) رِفقًا بالمساكين معك
هون على نَفْسِكَ ماذا رَوَّعَكْ
لكن برغم الحال قد حان العمل
وإِنَّ عَمْرُوا) باعث على الأمل
يُحْسِنُ كيف يَصْنَعُ المَواقِفا
ولا يَمَلُّ قاعدًا أو واقفا
لسان حالنا يقول يا عرب
كم تتقنون الثرثرات والخُطب
ما رأيكُمْ نُعِيدُ عَصْرَ القَيْصَرِ
ونُسْلِمُ الرَّاية للمُسْتَعْمِرِ
وَنَدْفِنُ الرُّؤوس تحت الرمل
مِثلَ النَّعَامِ يا رموز الجهل
لعل جِيلًا بَعدَنَا يُعِيدُ
کرامة تأريخها تليد
***
أما السفير أحمد بن حلّي
أحسنُ مَنْ يَكتبُ أو مَنْ يُمْلِي
لأنه جزائري أتقنا
واختص بالقمة بين الأمنا
وذا السحيباني بالأوراق
في الاقتصاديات والأسواق
مهندس للمال والنقود
في خبرة لأنه سعودي
أما سعيد بن كمال المُسْتَعِد
قال: فلسطيني تُعاني المُسْتَجِد
وقد أعدَّ مِن حكاياتِ الغَضَبْ
بما جنى (شارون) دونما سَبَب
دَمَّرَ دُورًا جَرَفَ المَزارعا
وأغلق الحقول والشوارعا
وقد بني مُسْتَوطَنَاتٍ جَمَّةٌ
تَحَدِّيًا لكل هذي الأمة
***
واحتشد الكتاب والصحافة
وبدأ التصوير للسخافة
بين يدي كل ممثل عَلَمْ
و دفتر فيه شعارٌ وقلَمْ
ودَخَلَتْ كتائب للتلفزة
بكامرات ضخمة مُطَرَّرَة
مُصَوِّرٌ يدفع ذا المُصَوِّرا
والأَمنُ يَمْشِي خَلْفَهُمْ مِنَ الوَرا
نصمت أو تضحك للتصوير
أو نقرأ الجدول في السطور
ويبدأ التوزيع للأوراق
بكل ما في يومنا نلاقي
تأتي بها (أميم) أو (حنان)
كأنهنَّ الورد والريحان
لجدول الأعمال بَنْدًا بندا
نفيض في نقاشه ونبدا
لـ طلعت بن حامد المدير
نبعث بالأوراق للتصوير
عندَهُ كُومُ مِنَ الملازم
وحوله من قاعد وقائم
يُسجلون الطلبات الأُولى
ويكتبون للهوى فصولا
ترتفع الأيدي إلى الرئاسة
لتطلُبَ الكلام في كياسة
هذا يرى الترتيب بالمناسبة
وذا يرى الجدول فيه غائبة
وقد أكونُ عن يَمينِ (عَمْرِو)
لأنني الأقرب طول عُمْرِي
والمجلس المُرَتَّبُ الهجائي
أسعدني بأنني في الياء
لأنه الأول من اسم اليمن
باللغتين حَبَّذاكَ مِن وطن
ويبدأ الترتيب بالشمال
كالإنكليزية لا نبالي
لكن إذا ما بدأ الحوار
واحتدم النقاش والشجار
إما على صياغة البيان
أو سبب الزمان والمكان
نقسم الـقاعـة والـكـراسـي
ويبدأ الصداع فوق راسي
الأردن
قال (أبو فوزي) وقد تَرَتَّبَتْ
أفكارُهُ وقَدَّمَتْ وأَخَّرَتْ
لأنه (الملقي) المجيد (هاني)
ومنْ أَعَزُّ النَّاسِ في إخواني
يا ويلنا إن أشعل السيجارا
وقال هل في قوله يجارى
وصال أو جال على ما عندنا
وقال إني قد سألت الأردنا
الإمارات
يبدأ الحديث (للزعابي)
في حكمة تطغى على الأصحاب
قال: الإمارات ترى أن يُشطبا
بند ولا بأس بأن يُرَتِّبا
و(أحمد الميل) إذا قالَ أَصَرُّ
كذا (أبو ناصر) في فَرّ وكَر
يصر في إقناعة الجماعية
وأقدر الناس على الإقناع
البحرين
أما خليلُ رَجُلُ البَحْرَينِ
يُرَبِّحُ الكَفَّةَ بِاليَدين
لأنه يُمَثلُ الرئاسة
يخشى على دورته انتكاسة
يَبْذُلُ مِن جُهودِهِ ما يرتجي
ويسألُ اللهَ جَمِيلَ المَخْرَجِ
دورته قد بدأت بمشكلة
وخُتِمَتْ فِي تُونِسٍ بِمُعْضِلَةٌ
تونس
ولم تعد تُونِسُ تَخشى من أحد
وأعلنت تصميمها إلى الأبد
لسان الناضج (الجمالي)
وهو صلاح الدين ذي المعالي
قال: نريدُ قِمَّةٌ مُوَفَّقَةٌ
تُنْقِذُنَا مِنْ أَزمَاتٍ مُحْدِقَةً
أنكارُها قَيِّمَةٌ جَديدة
تَبْعَثُ من آمالنا (مُفيدة)
ولم يعد في القلبِ صَبْرٌ يُنتظر
أو فاعقدوها في دهاليز المقر
سوريا
يوسف بن أحمد الدِّمَشْقِي
من سوريا يُجِيدُ كيف يُلقي
سَلَّحٌ بِفكره وخِبْرَتِه
وحاضر الرأي مع سياسية
يصول أو يجول في النقاش
وليس سهلا أن يقول ماشي
يَحْصِرُ كل المشكلات بالعدد
ولا يَخافُ اللُّومَ مِنْ أَيِّ أحد
يَغْلِبُ في نقاشه أمريكا
ويَقْلِبُ الفيتو بروستريكا
فلسطين
أما أبو وائل يغدو كل حين
حديثه ودَمْعُهُ فلسطين
في كل يوم عنده تقرير
شارون هذا فِعْله مرير
وأَنَّ إسرائيل ما كَفَّتْ يَدا
قتلا وهَدْمًا واعتقالا أبدا
(محمد ابن صبيح) لم يزل
يجمعُ شَجبًا واحتجاجا للدول
وهو العميدُ مَنْ إِذا شَاءَ جَمَعْ
لجلسة طارئة كلَّ الوَجَعُ
السعودية
أما السعودية إن تكلما
مندوبها القَطَّانُ أو تَقَدَّما
ينتظر الدَّورَ وقد أَعَدَّا
رؤى تَشِيدُ أو تَهُدُّ هَذَا
يُصِرُّ في تأكيده والرفض
يُعْضِبُنَا حِينًا وحينًا يُرضي
كان أبو ريان (طراد) كذا
من قَبْلِهِ إذا علينا استحوذا
له حقوق النقض والإبــرام
لأنه ابن البلد الحرام
المغرب
ويرأس الدورة للأعمال
(محمد بن فرج الدكالي)
.
ومُتْقِنُ لِطرق الإدارة
تكفيك في إقناعه الإشارة
يُتابع النقاط في حُرِّيَة
مُسْتَحْضِرًا أفكارَهُ القَوِيَّةُ
يُوَزِّعُ الأدوار أو يُلْغيها
ولا يبالي مَنْ يَكون فيها
لأنه من طنجة في المغرب
مهوى القلوبِ لِجَميعِ العَرَبِ
قطر
أما أبو خالد في أَجَنْدَتِه
بعض نقاط ضم في حقيبته
(محمد بن أحمد الخليفة)
أفكاره جريئةٌ مُخيفة
يُقدِّمُ الرَّأْي ولو كان خطر
وهو صريح مثل أهلية (قطر)
لكنه يُؤَيِّدُ الإجماعا
ولا يُحِبُّ أن يرى نزاعا
مصر
ومصر قد ترغب في التَّصَدِّي
لبعض ما نُسِره ونبدي
لكنها تعرف كيف تَخْلُصُ
عبر الوكيل والسفير (مخلص)
لأنه (قُطْبُ) مِنَ الأقطاب
يُغلق أو يفتح كل باب
وبعده جاء السفير (هاني)
خلاف خير الناس في إخواني
يذهل في مذاهب السياسة
على هدوئه مع الكياسة
لبنان
ورأي لبنان الذي ما شَدَّ عن
رأي الجَميعِ أو يُؤَيِّدُ اليَمَنْ
ويشتكي (شارونَ) في غَطْرَسَتِه
يَحْتَلُّ (شبعا) من أراضي دَوْلَتِهِ
وأن إسرائيل في العدوان
على الجَنُوبِ الحُرِّ من لبنان
(عبد اللطيف) الناضج (المملوكي)
لـه دهــاءُ النَّاسِ والمُلوكِ
عُمان
نصغي إذا ما نَطَقَ (الهناني)
نُحِبُّه لأنه (عُماني)
عبد العزيز) دَوْرُهُ مُعارضة
حينًا وَحِينًا يَقْبَلُ المُقايَضَةُ
لكنه مُشاعِبٌ عَنيد
مُقاتِلٌ بِرَأيهِ صِنْدِيدُ
وواحد في حِلْفِنا الرباعي
وأقدر الناس على الإقناع
الجزائر
وإن أتى الدَّوْرُ على الجزائر
قام (سليمان) بدور الماهر
اله مثل أبيه (مفدي)
يَفْهَمُ كيف يُحْسِنُ التَّصَدِّي
لكل من يُخالِفُ الجزائرا
وكم أراه في النقاش ماهرا
لكنه مُنافسي في كل فنّ
حتى على حب القوافي والوطن
وبعده أتى لنا الحجار
مناضل وفارس مغوار
مُنازِل لكل فارس بَطَلْ
مواظب لا كلل ولا ملل
السودان
وإن أتى الدور على السودان
مندوبه ليس له من ثان
أحمد بن عبد الحليم) شاعرُ
ورأيهُ مُحْتَرَم وظاهر
لكنه في جدول الأعمال
ما بين ( دارفور) إلى (الصومال)
يأخذُ مِن كل حديث بِطَرَفْ
وهو البروفسور الذي نال الشَّرَفُ
ورحمة الله تعالى ورضاه
تغشاه حيث الموت في القبر طواه
الكويت
وأحمد بن خالد الكليب
يَذود عن كُوَيتِهِ الحَبيبِ
كذا أبو خالد في جراءته
مُعَبِّرُ وفي عُلُو هِمَّتِه
لكنه ليس له عندَ الغَضَبْ
سوى الخُروجُ لا يُوَضَحُ السَّبَبُ
يُهَدِّدُ الجَلْسَةَ بانسحابة
حتى يرى التأييد من أصحابه
وسرعة يعود للحوار
ويَكْسَبُ الجَوْلَة بالإصرار
وهو الوقور والوزير المحترم
له من الخير فعال وهمم
موريتانيا
أما الموريتاني في كَشْكُولِه
ما يكشف الهموم في ميوله
ليس لدى بلاده من فِقْرَة
تَشْغَلُه ولا تَهُمُّ فِكْرَةً
يطرح أمرا في ارتجال منطقي
ولا يبالي بركام الورق
وقبل أن يبدأ في فَهْمِ العَمَل
يأتي قرارُ نَقْلِهِ على عَجَلْ
القمر
والقُمُرِيُّ يَشكي فَقْرَ البَلَد
ولم يُلاقِ الدَّعْم مِن أَي أَحَدٌ
(محمد ابن علي بن ضياء)
له من الصمت صفاء الأولياء
يُحْسِنُ فن الصَّمتِ قلّما نَطَق
لكنه يكتب في كل الورق
همومه وسط المحيط بَلَدُه
والفَقْرُ والحِرمان باتَ يَجْلِدُهُ
لكن لأنني سفير اليمن
إلى (مروني زاد عنها حزني
وكلما زُرتُ الرَّئيس سانبي
يشكو إليَّ ما يزيد كربي
—————
1 – مروني عاصمة جزر القمر أنا سفير اليمن فيها غير مقيم.
الصومال
أما الأديب الفذ (عبد الله حسن)
قال: ارحموا الصومال من هذي الفِتَن
وحَرِّكُوا الشعوب والقيادة
ونددوا بالقتل والإبادة
قَضِيَّةُ الصومال ترجو حلا
كونوا له إخوانه والأهلا
وساعدُوهُ رَبِّما يَوْمًا رَجَعْ
إذا شفاه الله من هذا الوَجَعْ
ليبيا
والطاهر الهوني (عبد المنعم)
له مِنَ الصَّمتِ الفَصِيحِ المُبْهَم
ودائما يواكب الحوارا
والفارس الليبي لا يجارى
ولـم يـكـن مُـشـاغـبًا كفيصل
ولا كيوسف، ولا عبد الولي
لأنه قد درس الزمانا
ولم يَعُدْ مُشَاكِسًا وَلْهانا
يُبْغِضُ في رئيسه القذافي
سخافة العقل معَ الجُزاف
ويشتكي فيهِ جُنونَ الغَطْرَسَة
ولا يُطِيقُ فِعَلَهُ والأَبْلَسَة
جيبوتي
ومن جيبوتي مَنْ كمثل (موسى)؟
فلا يرى مما يُقالُ بأسا
لأنه ليس لَدَيْهِ مُشْكِلَةٌ
وليس غير الاقتصادِ مُعْضِلَةً
وراح من مجموعة السفارة
ليعتلي المَنْصِبَ في الوزارة
العراق
مِنْ بِلادِ الرَّافِدَينِ مِن جَدِيدُ
نَسمع نصغي ما أتانا من (حميد)
بن علي والعراق يلتهب
من قوّةِ الغَزْوِ الَّتِي مِنها شَرِبْ
من عصابات، ومِن مُقاوَمَةٌ
وكل يوم أَهْلُهُ فِي مَلْحَمَةً
(البوس) مِن تَحريره أجرى دَمَهُ
والعَدْلُ قد مَزَّقَهُ كـ ( الشَّورمة )
وقبله كان لنا (محسن خليل)
رحمه الله، ويا نعم الوكيل
كان له ثقافة ومعرفة
وفاته كانت علينا مؤسفة
اليمن
وعند حرف الياء باللياء
يأتي به ترتيبه الهجائي
ابن الشميري ممثل اليمن
جدولهُ هم وغم وحزن
في يده مبادرات أربع
ومثلها يأتي بها التَّوَقَّعُ
واعتبرت كنشرة الأخبار
لأنها لم تَلْقَ أي قاري
مشاعر الإحباط في جبينه
وهاجس الآمال في يقينه
مبادرات تنسخ المُبادَرَة
وكلُّها ثرثرة مُكابرة
تأتيه من صنعاء والقيادة
من مجلس القات بلا إفادة
يسخر منها كلُّ من يراها
لذلك السفير قد أخفاها
الشؤون المالية
وكلما جئنا إلى الموازنة
والحصص الملعونة المُعَفِّنَة
والعجز في المالِ يُؤَدِّي لِلخَلَلْ
ويُغْلِقُ الأبواب في وَجْهِ العَمَل
نقول يا (سمير) هل ثم أمل
أن ترفع الأرقام يا (سيف اليزل)
فيرفع الجداول الدقيقة
وكلها تكشف عن حقيقة
بأَنَّ عَجْزًا في سداداتِ الدُّوَل
أدى إلى الفجوة أو بعض الخلل
وبعض أعضاء النظام بائسة
لأنها أضحتْ حَقِيقًا مُفْلِسة
جلسة مغلقة
حتى إذا جاء قطار الوزراء
وجلسوا سِرًّا بدون السفراء
ندور تلوي حول تلك القاعة
في مَلَلٍ نشعر بالمجاعة
كأننا مُخابرات آثِمَة
أو صخرة على الصدور جائمة
بين الصحافيين تلوي ليا
صبيحة، ظهيرةً، عَشِيًّا
وبعضنا يسألُ بَعضًا ماذا
قالوا ؟ وهل تسللوا لواذا
وقبل أن يدري كبار السُّفَرا
يُذاع في الفضاء كل ما جرى
من شاشة الأخبار والجزيرة
لكن بتحليلاتها المثيرة
بأنــهــم تــبــادلــوا بـالـشـتـمِ
وهدَّد البعض ببعض اللكم
وخرجوا يا منظرًا عبوسا
تشرذموا وكسروا الكؤوسا
ويخرج القربي الوزير مبتسم
لأنه يرى الوفاق منعدم
خاتمة
سائل الأعراب عن هذا العمل
وعن مدى جدواه أو فيه أمل
وجاءت القمة يا للقمة
مهزلة فاجعة وغمة
وأُلْغِيَتْ قِمَّتُنا المُكَلَّفَة
ونُكَسَتْ أعلامنا المُرَفْرِفَةً
وابن علي طلب الرحيلا
عن تونس الخضراء فورا ليلا
ودعني سفيرنا عبد الملك
منصور والموقف كان مُرْتَبِكْ
والعود من تونس بالخُفَّين
يا ليت – أو بجزمتي حُنينِ