أمد/
احتوت المجموعة القصصية على أربعين قصة متنوعة.
عنوان الكتاب يشي بالكثير، يأخذك إلى عوالم لا متناهية، تجعلك تتأمل حجم ونوع التعب المحمول على أكف الكلمات، تسرح بمفردات وأفكار احتوتها المجموعة،
فوق أرصفة التعب أجساد بلا عناوين، أحلام تحفر في تربة المستحيل، أبواب لم تفتح مفاتيحها أمام المنتظرين، أمراض تداهم أجساد بَنت أكواماً من الأحلام لكنها رحلت في ريعان شبابها، وجع يشطر قلب عاشقة وأمل يمسك رداء شاب، وطن يودع شهداءه البسطاء وأم تبكي غياب ابنها،
عاشقة انتظرت حبيبها لكنه خرج ولم يعد، صدفة تخرج من الأرض أثقالها ليخضر موسم قلب عاشقة،
قصص الكاتبة هند يوسف خضر( أرصفة التعب ) تحمل في طياتها كثيراً من الوجع وكثيراً من الأمل والتحدي، قصص تحاكي الواقع بجدارة كأني أجزم أن جزءاً منها قد عايشته الكاتبة أو كانت قريبة منه،
نحن أمام مجموعة قصصية توسم بالأدب الواقعي الذي يعتبر الأدب الأهم لأنه ينقل الواقع من جهة ويحاول أن يضع حلولاً له من جهة أخرى، لأن من مهام الأدب أن يغوص في قضايا العصر ومشكلاته، ويسلط الضوء على سلبياته وإيجابياته وهذا ما فعلته القاصة هند خضر في مجموعتها أرصفة التعب،
لقد تميزت المجموعة ببراعة الكاتبة في أخذ القارئ إلى مشاهد درامية غالباً ما تنتهي إلى نهايات مفتوحة تجعل القارئ أمام عدد لا يحصى من الأسئلة،
المجموعة امتازت باللغة الصادقة المحمولة على صدر الصور الشعرية التي توصف بالسهل الممتنع،
تميز السرد بأسلوب التكثيف الذي قد تختلف مع الكاتبة به أو تتفق معها إلا أن كثافة السرد لم تفقد الفكرة من القصص بل حافظت عليها وهذا يسجل للكاتبة ،
في الحوار نجد أن الكاتبة في جزء من القصص تترك أبطال الحوار بدون تدخل ليعبروا عن ذواتهم،
وفي مقلب آخر نجدها تسيطر تماماً على مجريات الحوار،
لقد أعطت كثافة الحوار في أغلب القصص قوة التشويق والمتابعة من قبل القارئ،
بقي أن أقول أن قصص هند خضر انبثقت من قلب المعاناة الإنسانية بكل اتجاهاتها.