أمد/
غزة: قامت محامية المؤسسة بتاريخ 17 و 18 من هذا الشهر بزيارة لعدد من معتقلي غزة في سجن(النقب)؛ حيث لا يزال المعتقلين يتعرضون لأشكال متعددة من التعذيب والمعاملة القاسية والمهينة بشكل يومي، وتؤكد بأن معظم معتقلي سجن (النقب) الذين تم زيارتهم و اللقاء بهم مصابين بمرض الجرب "السكايبوس" وانتشاره بشكل كثيف بين المعتقلين وانتشار الدمامل والحبوب و الفطريات على أجسادهم ، حتى سالت دمائهم بسبب الحكة المستمرة ، وانعدام الرعاية الطبية ولا يتم عرضهم على أطباء ولا توفير العلاج المناسب لهم، وحرمان مرضى الضغط و السكر من علاجهم، ولايتم توفير نظارات طبية لضعاف النظر، ولا يتم تزويدهم بمواد التنظيف ولا يسمح لهم بالاستحمام إلا مرة واحدة كل 10 أيام) ، مع عدم توفر الطعام والكافي والمناسب واصابة المعتقلين بالنحافة نتيجة قلة الغذاء المقدم إليهم ؛ الأمر الذي أدى انخفاض اوزانهم من 20 إلى 30 كليو خلال فترة اعتقالهم؛ حيث أفاد أحد المعتقلين بأنه : " بمجرد دخولنا النقب كنا أول فوج يتم حرقه ، تم تجريدنا من ملابسنا الداخلية و ألبسونا أفرهولات "ترنقات" فقط و بدون ملابس داخلية ، ثم أصبحوا ينادون كل اثنين معا و عندما نخرج يقومون بضربنا و سكب مياه ساخنة على ظهورنا حتى ظهرت علامات الحروق". كما افاد معتقل أخر بأنه : " تم تعريتنا وقاموا بضربنا بشكل مكثف و قاسي بالجلد – وهي أداة بلاستيكية لربط الأشياء بقوة – و هذا ما استقبلونا به في أول يوم في النقب " واضاف : " كان يتم التحقيق معنا وإحضار صور زوجاتنا وأخواتنا ويقومون بشتمتهم بكلام خادش للحياء" كما افاد معتقل بأنه : " كانوا يجردوننا من ملابسنا حتى التعرية ثم نسمع صور الكاميرات تقوم بالتقاط صور لنا ، و نعاني من قلة الأكل والطعام المقدم لنا ويتعمدون القيام بإفساده وتخريبه قبل تقديمه لنا، ونقوم بالصوم لكي نخفف آلام الجوع لأن الأكل قليل ؛حيث كان وزني 65 كغم وانخفض إلى 45 كغم لدرجة اني كنت لا أستطيع الجلوس على الأرض من النحافة" . كما أفاد معتقل أخر: " نحن 150معتقل في مردوان – مكان الاحتجاز – و الحمامات معزولة، و لا يوجد إلا 3 حمامات لنا جميعا وهي بالطبع لا تكفينا ، وننتظر طابور طويل لكي نصل للحمام وأحيانا يقوم بعض المعتقلين بقضاء حاجتهم في سراويلهم من طول المدة والانتظار على الحمام". و شكى معتقل أخر في افادته بأنه: "يعاني من نقص في الفراش و البطانيات في ظل البرودة القارسة ليلاً و سوء حالة الفراش المتوفر حيث انه مهترئ و متسخ و رائحته كريهة جدا "، وأفاد معتقل بأن إدارة السجون و"الجيش الإسرائيلي": " يقومون بمنعنا من الصلاة وخاصة صلاة الجماعة، واذا سمعوا صوت القرآن أو الصلاة يتم استدعاء كل من في الخيمة حتى يعرفوا مصدر الصوت، ويتم أخذه إلى مكان للضرب و التعذيب ويسمى "البيدود"، وتم منع دخول المصاحف وقرائتها ".
تؤكد مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان بأن هذه الممارسات والاجراءات الانتقامية والثأرية هي سياسة ممنهجة تعبر عن توجهات حكومية للاحتلال الإسرائيلي و خاصة بتعليمات من الوزير المتطرف "بن غفير" الذي يصرح بين وقت و آخر ضد المعتقلين و يحرض على قتلهم، و أن جملة ممارسات التعذيب والمعاملات القاسية التي يتعرض لها المعتقلين تعتبر جريمة ضد الإنسانية و فق ما نصت عليه اتفاقية مناهضة التعذيب الملزمة للاحتلال الاسرائيلي بصفتها منضمة للاتفاقية وكذلك للمادة (3) المشتركة من اتفاقيات جنيف، كما تعتبر هذه الممارسات جرائم حرب بموجب ميثاق روما المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية. وعليه تطالب مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان:
– اللجنة الدولية للصليب الأحمر العمل وفق مسؤولياتها لمتابعة أوضاع المعتقلين وتكثيف وزيارتهم لمعتقلي غزة وفضح الممارسات والانتهاكات التي يتعرضون لها داخل السجون.
– المحكمة الجنائية بفتح تحقيق فوري و جاد في أوضاع المعتقلين والأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلية باعتبار أن ما تقوم به سلطات الاحتلال يمثل جرائم حرب بل ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.
– المقررين الخواص المعنيين بالاحتجاز التعسفي والمقرر الخاص المعني بمسألة التعذيب والمقرر الخاص بحق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة البدنية، المقرر الأممي المعني بالحق في الغذاء، بالتحرك الفوري للقياهم بمسؤولياتهم القانونية والأخلاقية اتجاه المعتقلين الفلسطينيين في أماكن احتجازهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي.