أمد/
تل أبيب: تحدثت وسائل إعلام عبرية، عن استعدادات الجيش لتوسيع الحملة ضد "حزب الله"، معتبرة أن إطلاق صاروخ باليستي على تل أبيب، يزيد احتمالات تنفيذ عملية برية في لبنان.
وقال موقع "واللا" العبري يوم الأربعاء، إن الجيش الإسرائيلي اتخذ خطوة نحو الغزو البري لجنوب لبنان، لدرء "التهديدات" التي يشكلها حزب الله.
وذكر الموقع العبري، أن القيادة الشمالية في جيش الاحتلال، تواصل تدريب القوات لتحسين الاستعداد لهجوم بري على جنوب لبنان، وتستعد حاليًّا "لاختتام تمرين مهم للغاية يحاكي القتال في لبنان، ويتطلب من القوات إجراء تعديلات على تقنيات وأساليب القتال التي كانت تطبق في قطاع غزة في الأسابيع الأخيرة".
وأشار إلى، أن جيش الاحتلال كثَّف في الأيام الأخيرة هجماته على ترسانة أسلحة "حزب الله"، مع التركيز على صواريخ كروز، والصواريخ قصيرة المدى، وأسلحة المدفعية، ووسائل دفاع الميليشيا والبنية التحتية التي بنيت لتأخير المناورات الإسرائيلية في جنوب لبنان، على حد قوله.
أحد أهداف الجيش الإسرائيلي يشمل الضربات لإحباط تهريب الذخيرة من إيران وسوريا والعراق نحو لبنان، بهدف مساعدة حزب الله على ملء مخزوناته من الأسلحة. وبحسب تقديرات المؤسسة الأمنية، إذا استمر نطاق الهجمات بنفس المعدل، فسيواجه حزب الله صعوبة في إعادة تأهيل مصفوفات كاملة منه التي تضررت في الأسبوع الماضي.
وأشاد جيش الاحتلال بطريقة الضربات التي تم تنفيذها في مركز نيران القيادة الشمالية، والتي أدت إلى تدمير البنية التحتية لحزب الله التي بناها منذ أكثر من 15 عاما بقوة رضوان، وصواريخ قصيرة المدى، وصواريخ متوسطة المدى، وصواريخ كروز وكذلك أهداف عرضية مثل الخلايا والمركبات والذخائر والصواريخ.
وكان جيش الاحتلال طالب صباح يوم الأربعاء، اللبنانيين الذين غادروا منازلهم من القرى الجنوبية قرب الحدود، بعدم العودة "حرصًا على سلامتهم"، وحتى إشعار آخر.
وحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، فإن المعادلة تغيرت جذريا بعد سلسلة أحداث منذ يوم الثلاثاء الماضي، حيث أصبحت إسرائيل في وضع "أفضل بكثير في الصراع المتصاعد مع حزب الله مما كان ليحلم به أحد".
واعتبرت الصحيفة أن ذلك "قد يعني اجتياحا في غضون أسابيع أو حتى أيام"، مشيرة إلى عدد من الأسباب التي تجعل إسرائيل أكثر ميلا إلى شن هجوم بري الآن بالذات، بالمقارنة مع الأسبوع الماضي أو في أي وقت سابق من الحرب، وهي:
1. أسرائيل تواجه نفاد أوراق التصعيد الأخرى لوقف إطلاق الصواريخ من حزب الله.
2. يبدو خطر الانخراط في حرب شاملة مع حزب الله "الضعيف للغاية" أقل بكثير الآن مما كان يبدو عليه قبل أسبوع.
3. لقد منحت إسرائيل الولايات المتحدة مهلة 11 شهرا للدبلوماسية مع "حزب الله" دون تحقيق أي شيء، لذا فقد يلقى دخول إسرائيلي في حرب شاملة تساهلا أكبر من جانب واشنطن مقارنة بما كان عليه الحال في أكتوبر الماضي أو حتى قبل ستة أشهر.
وأوضحت الصحيفة أنه حتى الاجتياح البر البري لا يفترض بالضرورة خيارا واحدا، مشيرة إلى أنه، حسب معلوماتها، إذا شن الجيش الإسرائيلي هجوما بريا، فإن خياره الأول – مع بقاء كل الخيارات مطروحة على الطاولة – سيكون على الأرجح الاستيلاء على منطقة أمنية في جنوب لبنان لمنع إطلاق الصواريخ قصيرة المدى والحصول على ورقة مساومة لإبقاء "حزب الله" خارج المنطقة.
ومن المرجح أن توسيع الاجتياح فقط إذا بدأ حزب الله في ضرب الجبهة الداخلية بصواريخ أطول مدى انطلاقا من عمق لبنان ــ وفي هذه الحالة فإن مهمة القضاء عليها قد يتطلب غزوا أعمق.
مسألة التوقيت
حسب "جيروزاليم بوست"، فإنه في الأسبوع الماضي بدا الموعد النهائي للتصعيد الكبير والاجتياح وكأنه منتصف أكتوبر، حتى يتسنى إنجاز معظم مهامه قبل نوفمبر وبدء "الشتاء اللبناني الرهيب"، لكن أحداث الأسبوع الماضي ربما تكون قد أدت إلى تقديم الموعد.
وأشارت الصحيفة إلى أنه "من الصعب أن نتصور إسرائيل تسمح لحزب الله بإغلاق ثلث البلاد وحيفا حتى منتصف أكتوبر دون رفع الرهانات إلى مستوى الاجتياح".
ولليوم الثالث على التوالي، يشن جيش العدو غارات جوية مكثّفة على جنوب لبنان وشرقه، بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام.
وقالت وكالة "وال" الرسمية، إنّ "الطائرات الحربية المعادية تشنّ منذ الخامسة فجرًا غارات جوية" على مناطق عدة في جنوب لبنان، مؤكدة أنّ الغارات لم تتوقف خلال الليل، وأنها أسفرت عن إصابات، دون أن تورد أي حصيلة دقيقة.
‘إلى ذلك، أفادت بأن "الطيران المعادي الحربي والمسيّر" شنّ غارات استهدفت "مدينة بعلبك وقرى القضاء" الواقع في شرق لبنان عند الحدود مع سوريا، اعتبارًا من بعد منتصف الليل وحتى ساعات الفجر".