أمد/
تل أبيب: استهدف هجوم صاروخي باليستي إيراني ضخم على أهداف في إسرائيل في الأول من أكتوبر قاعدة نيفاتيم الجوية، من بين أهداف رئيسية أخرى. تستضيف المنشأة سربين من مقاتلات الجيل الخامس إف-35 التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي،حسب موقع عسكري.
وكان من المقرر في السابق استضافة سرب ثالث من المقاتلات بعد تسليمها. أفادت مصادر إعلامية إيرانية أن المنشأة "دمرت بالكامل" في الهجوم. وأكدت لقطات من إسرائيل تأثير عشرات الصواريخ الباليستية التي فشلت شبكة الدفاع الجوي الإسرائيلية في إسقاطها، مع تأثر الأهداف بما في ذلك مقر وكالة الاستخبارات الموساد، الواقع في تل أبيب والذي دمره الهجوم.
وتأتي العملية التي تحمل اسم "الوعد الحقيقي 2" بعد عام من تصاعد التوترات بين طهران وتل أبيب، وتمثل هجومًا انتقاميًا طال انتظاره بعد الضربة الإسرائيلية على طهران في 31 يوليو. وورد سابقًا أن إيران وافقت على عدم الرد إذا خففت إسرائيل من حدة الأعمال العدائية، حيث يُنظر إلى غزو إسرائيل وقصفها المكثف للبنان واغتيال قيادة جماعة حزب الله المتحالفة مع إيران على أنه انتهاك لهذا الاتفاق.
أشارت التقارير إلى أن الجزء الأكبر من طائرات إف-35 التابعة لقاعدة نيفاتيم الجوية – أكثر من 20 مقاتلة – تم تدميرها في الهجوم، حيث تمثل المقاتلات الشبحية واحدة من أكثر الأهداف قيمة في إسرائيل. يشار إلى المنشأة على نطاق واسع باسم "أهم قاعدة جوية" في إسرائيل نظرًا لأهمية طائرة إف-35 في أسطول الجو.
لا تملك إسرائيل سوى سربين من الطائرات الشبحية باهظة الثمن، وتعتمد عليها بشكل كبير حيث يعتمد بقية أسطول المقاتلات على إلكترونيات الطيران القديمة إلى حد كبير والأنظمة القديمة الممسوحة ضوئيًا ميكانيكيًا. وتلعب طائرات إف-35 دوراً محورياً في الخطط الإسرائيلية للهجمات المحتملة على إيران، بفضل قدراتها على التخفي وأنظمة الطيران المتقدمة، بما في ذلك أنظمة الحرب الإلكترونية وغيرها من ميزات قمع الدفاع الجوي، مما يجعلها أصولاً مثالية لمثل هذه العمليات.
وبالتالي فإن تدمير طائرات إف-35 يشكل خطوة مهمة نحو الحد من قدرة إسرائيل على الرد بمزيد من التصعيد. ورغم أن إسرائيل لديها ما يكفي من طائرات إف-35 لسرب ثالث قيد الطلب، فإن المشكلات الكبيرة المتعلقة بالإنتاج، والتي لا تزال عند جزء ضئيل من المعدلات المخطط لها في البداية، أدت إلى طابور تسليم طويل للغاية، وهذا يعني أن إسرائيل لن تبدأ في تلقي المقاتلات المطلوبة حديثًا إلا من عام 2028.
وقد أكد المسؤولون الإسرائيليون والغربيون على نطاق واسع على الحاجة إلى رد قوي ضد إيران، حيث صرح مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان: "ستكون هناك عواقب وخيمة على إيران نتيجة لهذا الهجوم وسنعمل مع إسرائيل للتأكد من حدوث ذلك".
وأعلنت القوات الإسرائيلية أن ردها "سيُرى من قبل الشرق الأوسط بأكمله"، حيث صرح وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن "العالم الحر" بأكمله يجب أن يدعم إسرائيل – في إشارة إلى الدعم الغربي المتوقع للهجمات الإسرائيلية المستقبلية. وفي الوقت نفسه، دعا السناتور الأمريكي المؤثر ليندسي جراهام الرئيس جو بايدن إلى تفويض الهجمات على مصافي النفط الإيرانية.
لقد أظهرت الضربة الإيرانية القيود الشديدة التي تواجه شبكة الدفاع الجوي الإسرائيلية، على الرغم من أن لديها الشبكة الأكثر كثافة وتطوراً من بين أي جهة فاعلة متحالفة مع الغرب – والتي لا ينافسها سوى شبكة تايوان.
وذكرت وسائل الإعلام العبرية، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعدد من الوزراء أجبروا على البقاء في موقع محصن تحت الأرض في القدس لساعات أثناء الهجوم، حيث أفاد مراسلون غربيون أنه يمكن الشعور بانفجارات هائلة في جميع أنحاء تل أبيب.
لا تزال الحالة الحالية لأسطول المقاتلات الإسرائيلية غير مؤكدة إلى حد كبير، وإلى جانب تدمير قاعدة نيفاتيم الجوية، تم الإبلاغ عن خسائر مقاتلات أخرى بما في ذلك خسائر طائرات إف-15 في قاعدة هاتسريم الجوية. وأفادت تقارير سابقة عن خسائر طفيفة، لكن لم يتم تأكيدها، بعد تكثيف حزب الله هجماته بالمدفعية الصاروخية والطائرات بدون طيار على منشآت مثل قاعدة رامات ديفيد الجوية.