أمد/
غزة: تواصل دولة الاحتلال حربها العدوانية على قطاع غزة منذ عام كامل، خلفت أكثر من 180 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، جراء إغلاق المعابر، ورغم اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير جيشها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية”.
الحرب العدوانية على قطاع غزة..
ارتفاع حصيلة الضحايا..
أعلنت مصادر طبية، يوم الإثنين، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 41,909، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأضافت المصادر، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 97,303 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 43 مجازر بحق العائلات في القطاع، وصل منها إلى المستشفيات 39 شهيدا، و137 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأوضحت أن عددا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
مجازر متواصلة..
استُشهد ثلاثة مواطنين وأصيب ستة آخرون، مساء يوم الاثنين، جراء قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة.
كما استُشهدت طفلة وأصيبت مواطنة بجروح خطيرة، بعد قصف مدفعية الاحتلال منزلا في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، جنوب قطاع غزة، فيما قصف طيران الاحتلال الحربي بشكل مكثف مخيم جباليا، وجباليا البلد، شمال قطاع غزة.
استُشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، مساء يوم الاثنين، بعد قصف مدفعية الاحتلال مجموعة من المواطنين في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وأفاد مسعفون من الهلال الأحمر الفلسطيني، بانتشال جثامين 18 مواطنين، وإصابة عدد آخر بعد قصف مدفعية الاحتلال مجموعة من المواطنين قرب محطة أبو قمر في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
استُشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، يوم الاثنين، بعد قصف الاحتلال مناطق متفرقة في قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 4 مواطنين وإصابة آخرين بجروح، بعد قصف طيران الاحتلال منزلا في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
كما استُشهد 5 مواطنين على الأقل وأصيب آخرون بعد قصف الاحتلال تجمعا للمواطنين في منطقة بئر النعجة غرب مخيم جباليا شمال القطاع.
واستُشهد مواطن بإطلاق نار من طائرة مسيرة شرق رفح، كما أصيب آخرون في قصف منزل في منطقة خربة العدس شمال رفح جنوب القطاع.
كما استُشهد مواطن وأصيب 7 آخرون بعد قصف الاحتلال مجموعة من المواطنين بمحيط بركة الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.
كما أفاد مسعفون من الهلال الأحمر الفلسطيني، بنقل شهيد وعدد من الإصابات إثر استهداف الاحتلال بصاروخ منزلا لعائلة الدحدوح في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة إلى مستشفى المعمداني في المدينة.
كما تجدد القصف المدفعي شمال مخيم النصيرات وسط القطاع.
استشهد ثلاثة مواطنين وأصيب العشرات بجروح، يوم الإثنين، في قصف للاحتلال استهدف منازل المواطنين في مخيمي النصيرات والبريج وسط قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين، إثر قصف طائرات الاحتلال الحربية عدة منازل في بلوك 1 بمخيم البريج وسط قطاع غزة.
وأضافت أن قصفا استهدف منازل المواطنين غربي مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أدى إلى إصابة 7 مواطنين على الأقل، بالتزامن مع إطلاق طائرات الاحتلال المسيّرة النار على عدة مناطق بالمخيم.
وقصفت طائرات الاحتلال منزلا بمنطقة الصفطاوي شمال غرب مدينة غزة، ما أدى لإصابة عدد من المواطنين.
أصيب 11 موطنا، بينهم أطفال وصحفيون، في قصف نفذته طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت خياماً للنازحين داخل مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وأفاد مصدر طبي من المستشفى بأن الجرحى تلقوا العلاج الفوري، وسط أوضاع إنسانية متدهورة نتيجة هجمات الاحتلال المتواصلة.
وفي تطور آخر، أفاد مسعفون من الهلال الأحمر الفلسطيني بنقل عدة إصابات بعد قصف الاحتلال لمنزل يعود لعائلة أبو عجوة في شارع الشعف بحي الشجاعية شرق مدينة غزة. تم نقل المصابين إلى مستشفى المعمداني في المدينة، حيث يخضعون للعلاج وسط استمرار الغارات على مناطق مختلفة من القطاع.
في سياق متصل، استهدفت غارة إسرائيلية المنطقة الشرقية من مدينة غزة، في إطار العدوان المستمر على القطاع الذي بدأ في السابع من أكتوبر 2023.
عام من الحرب.. صحفيون تحت الإبادة
عامٌ مرٌ مرَّ، وما زال قطاع غزة تحت وطأة آلة الحرب والقتل والتجويع والنزوح، دأب خلاله الاحتلال الإسرائيلي جاهداً لإسكات الصوت الفلسطيني وإبادة الرواية الفلسطينية، عبر اغتيال الصحفيين أو عائلاتهم أو كليهما معا، واستهداف مقراتهم الصحفية، ومنع وسائل الإعلام الأجنبية من الدخول للقطاع.
وعلى مدار عام كامل من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قتلت إسرائيل وفق نقابة الصحفيين الفلسطينيين 167 صحفيا وعاملا في قطاع الإعلام، معظمهم في استهدافات مباشرة، في إحصائية تفوق عدد الصحفيين الذين قتلوا في الحروب العالمية خلال العصر الحديث.
وتشير نقابة الصحفيين إلى أنه منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023، نفذ الاحتلال الإسرائيلي أكبر حملة اغتيالات ضد الصحفيين عبر تاريخ الصحافة في العالم، كما دمرت صواريخه مقرات المؤسسات الصحفية، وأصبح غالبية الصحفيين الفلسطينيين في القطاع نازحين من بيوتهم بعدما دمرها الاحتلال وقتل المئات من عائلاتهم.
وأفاد تقرير الحريات الخاص باعتداءات الاحتلال والصادر عن نقابة الصحفيين الفلسطينيين، إلى أنه من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى تشرين الأول/أكتوبر 2024، سجلت 1600 جريمة واعتداء بحق الصحفيين الفلسطينيين، فيما اعتقل الاحتلال 124 صحفيا وصحفية، واستشهد 514 من عائلات الصحفيين.
وطوال الحرب على قطاع غزة، كان الصحفيون الفلسطينيون عيون وآذان العالم لما يجري في القطاع بعدما منع الاحتلال الإسرائيلي وسائل الإعلام الأجنبية من الدخول للقطاع بشكل كامل، عملوا خلالها على تقديم شهادات حول جرائم حرب ارتكبت بحق المدنيين وتفاصيل مجاعة حلت بشمال القطاع.
التغطية الصحفية وسط المجاعة
ولعل تجربة الصحفي عبد الهادي عوكل، مراسل صحيفة الحياة الجديدة وصوت فلسطين في شمال قطاع غزة، والذي بقي بشمال القطاع طوال الحرب، تلخص جانبا من أبشع الجرائم بحق الصحفيين خلال الحرب.
ويقول عوكل لمراسل “وفا”، إن ظروف التغطية الصحفية خلال الحرب كانت كارثية؛ كون إطلاق النار غير مسبوق، خاصة مع الأحزمة النارية التي أسقطت أبراج سكنية.
ويؤكد أنه كان واضحا أن الاحتلال يضع الصحفيين هدفا إلى جانب الإبادة التي يرتكبها، تجاه الغزيين العُزل والقطاع الصحي والتعليم وكل القطاعات الحيوية؛ التي يفترض أنها محمية بموجب القانون الدولي واتفاقيات جنيف.
“التغطية الصحفية كانت قاسية والكل حياته مهددة، كثير من الزملاء الصحفيين في إطار التغطية نجوا من الموت إلى جانب أكثر من 160 صحفيا ارتقوا خلال استهدافهم في الميدان أو في منازلهم” يتابع عوكل.
ويضيف أن هناك صحفيين ناجين من الاستهداف، وهو واحد منهم حيث تعرض منزله لقصف بصاروخ برميل يزن طن ضمن حزام ناري في المنطقة، وكثير من الزملاء تعرضوا لظروف مشابهة.
وتابع: عندما تمت عملية النزوح في بداية الحرب خلال الشهر الأول كانت التغطية الصحفية شاملة من بداية الحرب حتى نزوح أغلب المواطنين من شمال قطاع غزة، بما فيها الكوادر الصحفية والطبية بمجمع الشفاء الطبي؛ الذي كان مركزا رئيسيا لتواجد الصحفيين في محافظة غزة، غالبيتهم اضطروا للنزوح جنوب القطاع.
ويضيف: ما تبقى في الشمال عدد قليل من الصحفيين، وظهر صحفيون جدد في الميدان أثبتوا وجودهم ونقلوا الحقيقة، وكنت المراسل الوحيد لصوت فلسطين شمال قطاع غزة وننقل صورة الواقع الذي يعيشه الشمال في بدايات الحرب لثلاثة أشهر متتالية عانى فيها الشمال من ظروف قاسية من حرب ومجاعة ونزوح.
ويؤكد عوكل أن أخطر الظروف التي يتعرض لها الصحفي، الاستهداف المباشر من الطيران أو المدفعية، أو قصف الأهل والصحفيين أنفسهم بمنازلهم، كما حدث مع الصحفي عصام اللولو وعائلة الصحفيين أنس الشريف ومؤمن الشرافي واستشهاد عدد من أفراد أسرهم.
وطوال الحرب على القطاع، بقي الصراع النفسي والضغط مرافقا الصحفيين خلال تغطياتهم وفق عوكل، بين الخشية على مصير عائلاتهم وتوفير لقمة العيش وسط المجاعة في الشمال، ونقل الحقيقة والرواية الفلسطينية.
ويوضح أن عائلته مكونة من 7 أطفال أكبرهم 14 عاما، وكان الواقع مريرا ما بين العمل وتوفير لقمة العيش بصعوبة بالغة جدا لهم: “كنت أخرج إلى العمل للهروب من واقع البيت، كان أطفالي يطلبون الطعام وأنا غير قادر على توفيره، كنت أخرج وذهني مع الأهل في البيت”.
ويتابع: كان المتوفر من طعام قليل في البيت، ونحاول تناول وجبة طعام واحدة في اليوم، وكنت أتقطع ألما عندما اسمع طفلتي (عامين) تستيقظ في الثانية فجرا من نومها وتوقظ أمها وتطلب الخبز، فأشعر بخناجر تغرس في قلبي من شدة الألم كوني غير قادر على توفير أبسط مقومات الحياة لها وهو الخبز، أبنائي كلهم عانوا وأوزاننا انخفضت بشكل كبير جدا وأبنائي جميعهم أصيبوا بمرض اليرقان الناتج عن سوء التغذية.
ويضيف: الذهن كان منشغل بين العمل والأسرة التي هي أساس كل شيء، كثير من التغطيات الصحفية توقفت عنها وأنا ابحث عن الطحين هنا أو هناك، واقطع مسافات بعيدة وانتظر ساعات طويلة للحصول على رطل من دقيق الذرة أو القمح، أمضي من الرابعة فجرا حتى الثانية ظهرا لاشتري رطلا من الدقيق لأطفالي وكان هذا يأخذ جل وقتي.
ويؤكد عوكل أنه اضطر للنزوح عن منزله عدة مرات لأماكن عدة بعد قصف المنزل الذي يسكنه مع عائلته، ونجوا من الموت أكثر من مرة خلال عام من الحرب.
وبشكل لافت، يتم استهداف الصحفيين أكثر من أي قطاع آخر من المجتمع الفلسطيني في غزة، حيث بلغت نسبة الشهداء بـ12% من الصحفيين الفلسطينيين العاملين في قطاع غزة.
نزوح متكرر..
ويتحدث مراسل وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية “وفا” في قطاع غزة سامي أبو سالم، عن ظروف التغطية الصحفية بأن الصحفيين معرضون بأي لحظة للموت أو الإعاقة أو فقدان أحد أفراد العائلة.
ويقول أبو سالم: “استهداف عشوائي في الشارع، نجوت أكثر من مرة من الموت حيث كانت القذائف تتطاير حول رأسي، الخوف أن يفقد الصحفي حياته أو أحد أقاربه أول خطر يعانيه ويقيد حركته، عندما يحل المساء يحاول الصحفيون البقاء بمكان الإقامة خوفا من الاستهداف”.
ويعاني الصحفيون في قطاع غزة من انقطاع الاتصالات وتعطل الأجهزة كالكاميرات أو الجوالات في ظل عدم توفر بدائل أو توفر بدائل بأثمان باهظة، الأمر الذي يشل عمل الصحفيين، وفق أبو سالم.
ويتابع: الخوف والقتل والجري وراء مكان آمن والبحث عن الطعام والشراب لتأمينه للعائلة، وشح الانترنت تشل الإنسان، وتشل عطاءنا كصحفيين، أشعر أنني مقصر ولكن ما باليد حيلة، عند الاستيقاظ صباحا بدلا من أن أبحث عن الأخبار أبدأ بالبحث عن الطعام في السوق، ولا يتوفر أحيانا، ويجب أن أسجل بالمساعدات وأشعر بالإهانة والذل إذا أردت أن أسجل بأي مؤسسة إنسانية لكي أتسول كوبون غذائي لكن اضطر أن أذهب لأطعم أولادي.
ويضيف أبو سالم: صار العمل من أماكن محددة لعدم توفر الانترنت والكهرباء، نأتي للمستشفيات لتوفرها فيها نتيجة توفر المولد، خارج المستشفى لا أستطيع تتبع الأخبار، وقبل حوالي شهر تم قصف خيمة بجانبي واستشهد زميل صحفي.
وينوه إلى أنه للتغلب على انقطاع التيار الكهربائي كان يمكن شراء لوحة طاقة شمسية إلا أن ثمنها ارتفع من 100 دولار قبل الحرب إلى قرابة ألفي دولار، كذلك بطاريات الشحن ارتفعت أثمانها من 200 دولار إلى أكثر من 1500 دولار.
وحول ظروف النزوح، يقول أبو سالم: نزحت أكثر من 10 مرات، وفي كل مرة أفقد من مقتنيات وأدوات العمل والسكن، والنزوح ضغط ذهني ومالي وبدني، وفي النزوح تحتاج لمكان أين تذهب؟ إلى دير البلح؟ خان يونس؟ النصيرات؟، السؤال إلى أين تنزح معقد ولا يوجد له جواب، لا يوجد مكان يحتويك، إذا أردت أن تحمل خيمة معك ستحتاج لأرض تضعها عليها.
ويضيف أبو سالم: كصحفي لا أحد يؤجرك لأنه لدى الناس اعتقاد بأن الصحفيين مستهدفين، حتى قطعة أرض لتضع عليها الخيمة، النزوح ليس سهلا، من رفح إلى دير البلح 15-20 كيلو تحتاج إلى 300-400 دولار للمركبة التي ستقلك، أموالي في البنك ولا يوجد بنوك، الموضوع معقد، كل التفاصيل ترهق ذهنيا.
الاعتقالات والاختفاء القسري
ووفق إحصاءات نقابة الصحفيين الفلسطينيين، فقد اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي 97 صحفيا فلسطينيا منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023 بقي منهم حتى تاريخه 50 أسيرا صحفيا من بينهم 5 صحفيات، منهن الزميلة في وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية “وفا” رشا حرز الله، إضافة إلى 9 صحفيين معتقلين قبل حرب الإبادة على غزة، ومعظم الأسرى الصحفيين معتقلين على ذمة قوانين الاعتقال الإداري الجائرة والبعض الآخر لا زال موقوفا في انتظار محاكم عسكرية.
كما اختطف الاحتلال الإسرائيلي 16 صحفيا من قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ويرفض الكشف عن مصيرهم أو أية معلومات حول حياتهم، لعل أبرزهم الزميلان الصحفيان نضال الوحيدي وهيثم عبد الواحد، اللذان اختطفهما الاحتلال في السابع من تشرين الأول/أكتوبر خلال أدائهما عملهما الصحفي وتغطيتهما للأحداث الميدانية، ولم يفصح الاحتلال عن أية معلومات حول مصيرهما حتى تاريخه.
ويؤكد نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر أن ما جرى خلال العدوان على قطاع غزة يشكّل حرب إبادة شاملة ضد الصحفيين الفلسطينيين؛ عبر قتلهم وقتل عائلاتهم وتدمير منازلهم والمؤسسات الصحفية، فهناك حرب شاملة ينفذها الاحتلال ضد الصحفيين.
ويشير إلى أن الاحتلال يستهدف الصحفيين الفلسطينيين لمنعهم من القيام بدورهم بنقل رواية الشعب الفلسطيني ونقل جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وأن هناك معركة على الرواية يريد الاحتلال أن يستفرد بها ونشر رواية الكذب والتزوير، إلا أن الإعلام الفلسطيني سيستمر بنقل رواية الحق والحقيقة بكل مهنية ودقة وموضوعية.
وحول الجهد القانوني الذي بذلته النقابة، يؤكد أبو بكر أن النقابة تحضر شكوى ثالثة للمحكمة الجنائية الدولية بكل جرائم الاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة، إضافة إلى شكويين كانت النقابة قد تقدمت بهما خلال عام 2022، بقتل الزميلة شيرين أبو عاقلة وأخرى بقتل الزميلين ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين، وإصابة الزميلين معاذ عمارنة ونضال اشتية، مشيرا إلى أن المحكمة الجنائية الدولية حتى الآن لم تبدأ إجراءات التحقيق.
وينوه إلى أن النقابة قدمت شكوى إلى لجنة التحقيق الدائمة في مجلس حقوق الإنسان الخاصة بالأرض الفلسطينية، والتي أصدرت تحقيقا ذكرت فيه أنه يوجد قتل وجرائم ترتكب بحق الصحفيين الفلسطينيين، متابعا: نريد معاقبة الاحتلال على جرائمه وألا يفلت من العقاب في قضايا جرائم الحرب المرتكبة بحق الصحفيين الفلسطينيين.
وحول جهود النقابة في دعم الصحفيين في قطاع غزة، أكد أبو بكر أن مجلس النقابة سارع منذ الأسبوع الأول للحرب بإرسال أكثر من ألف حقيبة إسعاف أولي كانت مهمة للصحفيين، كما تم توزيع مئات بطاريات الشحن للهواتف النقالة، ومساعدتهم في عدد من القضايا الحياتية مثل الخيام والفراش والأغطية، خاصة أن الحرب كانت ببداية موسم الشتاء.
وأضاف أنه جرى توزيع المواد الغذائية على الصحفيين، وكذلك معونات مالية للصحفيات لعدد كبير جدا في القطاع، ونواصل بشكل يومي تقديم المساعدات، وقدمت النقابة آلاف المساعدات للصحفيين لكن حجم الاحتياجات والمسائل الضرورية لحياة الصحفيين هائل، ونسابق الزمن لنكون معهم بكل ما يحتاجونه بالتعاون مع المنظمات الدولية والاتحاد الدولي للصحفيين الذين وقفوا وقفة تاريخية مشرفة مع الصحفيين الفلسطينيين، وكذلك مع الاتحادات الدولية في أميركا والنرويج وبريطانيا وكندا والعديد من المؤسسات الدولية التي تقوم بمساعدتنا.
وأشار إلى أن النقابة بالتعاون مع اليونسكو والاتحاد الدولي للصحفيين ونقابات عمال كندا قدموا مساعدات لإنشاء مراكز التضامن الإعلامي في قطاع غزة، وهي مقرات لعمل الصحفيين مزودة بالكهرباء والانترنت ومعدات للعمل، وجرى افتتاح مركزين في خان يونس ودير البلح ويجري العمل على تجهيز مركز ثالث في مستشفى الأهلي العربي “المعمداني” في مدينة غزة.
ونوه إلى أن النقابة ساعدت بنقل عدد من الصحفيين الجرحى إلى مستشفيات مصر، وأنشأت فرعا للنقابة يضم 240 صحفيا في مصر، وقدمت العديد من المساعدات الضرورية التي يحتاجونها منها التأمين الصحي المجاني باتفاق ودعم من نقابة الصحفيين المصريين.
تدميـــر المؤسسات الصحفية والإعلاميــة
ودمر الاحتلال مجمل مقار المؤسسات الصحفية والإعلامية في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حيث دمرت طائراته 73 مقرا من بينها 21 إذاعة محلية، 15 وكالة أنباء محلية ودولية، 15 فضائية، 6 صحف محلية، 3 أبراج بث و8 مطابع، و13 مؤسسة خدمات صحفية، كما أغلقت سلطات الاحتلال بتاريخ 29/10/2023، إذاعة دريم التي تبث من مدينة الخليل، إضافة للاستيلاء على معدات وإغلاق 8 مطابع صحفية في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، والتضييق على التغطية الصحفية لعدد من الفضائيات العربية، وصولا إلى إغلاق مكاتب قناة “الجزيرة”، وحظر عمل قناة “الميادين”.
وشهدت الأيام الأولى لحرب الإبادة على قطاع غزة، قصف الاحتلال لمعظم الأبراج في قطاع غزة، التي تحتوي على مكاتب المؤسسات الصحفية المحلية والدولية، كما هو الحال بالنسبة لبرج الشوا وحصري في حي الرمال بمدينة غزة، الذي يضم 15 طابقا من المؤسسات الصحفية العالمية والمحلية، والذي قصفته طائرات الاحتلال في 18/12/2023، ما أدى إلى تدميره بشكل كلي وإلحاق دمار كبير بالمنطقة المجاورة له.
في اليوم العالمي للإسكان: 384 ألف وحدة سكنية تضررت جراء العدوان على غزة
قال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، إن 384,000 وحدة سكنية تضررت نتيجة عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأوضح الإحصاء، في بيان نشره اليوم الإثنين، لمناسبة اليوم العالمي للإسكان ويوم الإسكان العربي، أن عدد الوحدات السكنية المتضررة جزئياً نتيجة عدوان الاحتلال على قطاع بلغ نحو 297,000 وحدة سكنية، فيما بلغت الوحدات السكنية المهدمة كلياً 87,000 وحدة سكنية.
81% من الأسر في الضفة تسكن مساكن مملوكة لأحد أفرادها:
وأشار بيان الإحصاء إلى أن 81% من الأسر في الضفة الغربية تسكن في منزل مملوك لأحد أفراد الأسرة، فيما بلغت نسبة الأسر التي تسكن منازل مستأجرة 8%، في حين بلغت نسبة الأسر التي تسكن دون مقابل أو مقابل عمل في 11%، خلال عام 2023.
وبلغ إجمالي الأسر في التي تعيش في دار 54%، في شقة 45%، وأقل من 1% في فيلا، وأقل من 1% من الأسر تسكن في مساكن أخرى كغرفة مستقلة أو خيمة أو براكية.
متوسط كثافة السكن 1.4 في الضفة:
بلغ متوسط كثافة السكن(عدد الأفراد في الغرفة) في الضفة الغربية 1.4 فرداً/ غرفة عام 2023، (بواقع 1.4 فرداً/ غرفة في الحضر، و1.5 فرداً/ غرفة في الريف، و1.6 فرداً/ غرفة في المخيمات).
وأوضح الإحصاء ان 5% من الأسر في الضفة تسكن في وحدات ذات كثافة سكنية عالية (3 أفراد فأكثر للغرفة الواحدة)، وعلى مستوى نوع التجمع بلغت 4% في الحضر و7% في الريف وارتفعت إلى 9% في المخيمات في العام 2023.
فيما بلغ متوسط عدد الغرف في المسكن 3.5 غرفة عام 2023 في الضفة، وبلغ المتوسط 3.5 غرفة في الحضر و3.6 غرفة في الريف مقابل 3.2 غرفة في المخيمات.
42% من الأسر تقيم في مساكن متصلة بشبكة عامة للصرف الصحي:
42% من الأسر في الضفة تقيم في مساكن متصلة بحفر امتصاصية و15% من الأسر تعتمد الحفر الصماء للتخلص من المياه العادمة، وأقل من 1% من الأسر تستخدم طرق أخرى للصرف الصحي، في حين أن 42% من الأسر في تقيم في مساكن متصلة بشبكة عامة للصرف الصحي.
وأوضح الإحصاء ان 99% من الأسر في الضفة لديها صرف صحي محسن يشمل (مرحاض متصل بشبكة مجاري عامة، أو مرحاض متصل بحفرة امتصاصية، أو مرحاض متصل بحفرة صماء).
135 م2 متوسط مساحة المسكن:
13% من أسر الضفة عام 2023 تسكن في مساكن مساحتها 80 م2 فأقل، كما أن نسبة الأسر التي تعيش في مساكن مساحتها 200 م2 فأكثر قد بلغت 10%، وتركزت النسبة الأكبر من الأسر بنسبة 41% في مساكن مساحتها (120-159) م2.
وبحسب مستوى نوع التجمع السكاني، بلغ متوسط مساحة المسكن في الحضر 137م2، وفي الريف 136م2، أما في المخيمات فقد بلغت 110م2.
وأشارت البيانات إلى أن 59% من أسر الضفة تسكن في منازل عمرها 20 سنة فأكثر، وعلى مستوى نوع التجمع السكاني بلغت هذه النسبة في الحضر 57%، وفي الريف 62%، أما في المخيمات فقد بلغت 72%.
انخفاض عدد الوحدات السكنية المرخصة عام 2023:
بلغ عدد الوحدات السكنية المرخصة في فلسطين (الجديدة والقائمة) 18,997 وحدة سكنية مرخصة، بمتوسط مساحة 166.4م2، منها 14,866 وحدة سكنية جديدة بمتوسط مساحة 167.3م2، و4,131 وحدة سكنية قائمة، بمتوسط مساحة 163.1م2.
ويصادف الأول من شهر تشرين الأول/ اكتوبر من كل عام اليوم العالمي للإسكان المقر من الأمم المتحدة/ برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ((UN-HABITAT، ويوم الإسكان العربي بناءً على قرار مجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب، وأقر المجلس أن شعار يوم الإسكان العربي للعام 2024 “تعزيز مبدأ التشاركية والشفافية في عملية التخطيط الحضري”.
احتجاجا على حرب الإبادة بغزة.. صحفي يضرم النار بنفسه قرب البيت الأبيض
أضرم صحفي النار في نفسه بالقرب من البيت الأبيض في واشنطن، احتجاجا على الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
وأظهرت مشاهد على وسائل التواصل الاجتماعي، تدخل عناصر من الشرطة الأميركية ومنع الصحفي من إضرام النار في نفسه، خلال مظاهرة تضامنية في ذكرى مرور عام على حرب الإبادة في غزة.
وخلال محاولة الشخص إشعال النار في نفسه صرخ قائلا: “أنا صحفي. من فضلكم أوقفوا الأخبار الكاذبة”.
وأظهرت المشاهد تعرض الشخص لحروق في ذراعه، فيما ذكر شهود عيان أن الشخص كان صحفيا يعمل في صحيفة CBS التي كانت تنشر أخبارا كاذبة عن غزة.
ويواصل الاحتلال الاسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 138 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة بغزة متجاهلا قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
الحرب العدوانية على لبنان..
ارتفاع حصيلة الضحايا..
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، يوم الاثنين، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 2038 شهيدا و9869 جريحا.
وقالت في بيان نقلته الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، إن «غارات العدو الإسرائيلي يوم الأحد على بلدات وقرى جنوب لبنان والنبطبة والبقاع وبعلبك الهرمل وجبل لبنان، أدت في حصيلة إجمالية إلى استشهاد 22 شخصًا وإصابة 111 آخرين».
مجازر متواصلة..
أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة اللبنانية في بيان، ان “العدو الإسرائيلي يضيف إلى السجل الحافل لإجرامه المتمادي جريمة حرب إضافية ضد رجال الإطفاء والاسعاف في جنوب لبنان مظهرا عنفا ولاإنسانية لا مثيل لهما، من خلال استهدافه أشخاصا يقومون بمهمات إنسانية وإنقاذيه صرفة بعيدة كل البعد عما تتطلبه ميادين القتال.
فقد أدت غارة معادية همجية على مبنى اتحاد بلديات بنت جبيل في بلدة برعشيت إلى مجزرة بحق رجال إطفاء كانوا موجودين في المبنى استعدادا للانطلاق في مهماتهم الإنقاذية. وأدت الغارة في حصيلة أولية إلى استشهاد عشرة من رجال الإطفاء ولا يزال رفع الانقاض مستمرا من المبنى الذي تعرض لدمار كبير”.
اعلنت وزارة الصحة اللبنانية مساء الأحد، استشهاد 12 مواطناً بينهم عدد من الأطفال وجرح اكثر من عشرين جراء غارتين للاحتلال استهدفتا بلدتي كيفون والقماطية في جبل لبنان.
كما شن طيران الاحتلال غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وتواصل العدوان الاسرائيلي على عدة مناطق لبنانية متفرقة، حيث استهدفت الغارات بلدات ميس الجبل، الصوانة، البرج الشمالي، جبشيت، برعشيت، كفر جوز، تبنين، محيبيب، حبوش، خربة سلم، شقرا ، قيريخا، بنت جبيل، يارين، الخيام، عيناتا، الغسانية، زبقين، جناتا، كفر كلا والناقورة جنوب لبنان.