أمد/
واشنطن: بينت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن مهندس هجمات 7 أكتوبر/ تشرين الأول على إسرائيل، يحيى السنوار، يعيد إحياء ممارسة التفجيرات الانتحارية لتحقيق أهداف حركة حماس، ما يأخذها إلى منحى أكثر تطرفا، ويشير إلى تصعيد خطير في ديناميكيات المنطقة المتقلبة.
وقالت الصحيفة، إنه بعد سيطرته الكاملة على حركة حماس، أصدر يحيى السنوار توجيهاته إلى العمل لتنفيذ التفجيرات الانتحارية، وتجسد هذا التوجيه عندما نفّذ جعفر سعد سعيد منى، هجومًا في تل أبيب بحقيبة ظهر زرقاء محملة بالمتفجرات.
"استراتيجية السنوار"
وتضيف الصحيفة. أنه رغم أن المهاجم كان الضحية الوحيدة، بيد أن الرسالة كانت واضحة، ففي السابق، كانت حركة حماس تمتنع عن الهجمات الانتحارية بسبب المخاوف من النظرة الدولية، غير أنها، في ظل قيادة السنوار، عادت هذه الهجمات إلى الواجهة من جديد، إلى جانب حوادث إطلاق النار في تل أبيب وبئر السبع.
وسلّط صعود السنوار إلى السلطة في حركة حماس الضوء على الصراع الداخلي بين المتشددين أمثاله، والساعين إلى الشرعية السياسية.
وفرض السنوار، الذي يؤيد العنف لزعزعة استقرار إسرائيل، رؤيته على حركة حماس وسط ضغوطات الجيش الإسرائيلي في غزة.
وفي أعقاب مقتل زعيم حزب الله، أدى تركيز إسرائيل على الهجوم البري في لبنان إلى تعقيد محادثات وقف إطلاق النار في غزة، حيث ينتقد السنوار مسؤولي التيار الرئيسي في حركة حماس، بهدف إعادة تشكيل حماس لتصبح منظمة أكثر تشددًا، ما يزيد من حدة التوترات داخل الحركة.
ويعكس الصراع بين السنوار والزعيم السابق، إسماعيل هنية، الصراع بين المثل العنيفة والبراغماتية السياسية داخل حركة حماس. كما تؤكد تصرفات السنوار، بما في ذلك تنظيم الهجمات ورفض مناقشات وقف إطلاق النار، على موقفه المتصلب.
ووجهت قيادة السنوار حركة حماس نحو توثيق العلاقات مع إيران، ما أدى إلى خلاف مع فصيل هنية بسبب الخلافات الاستراتيجية.
وعلى الرغم من الخلافات الداخلية داخل حركة حماس، بيد أن استراتيجيات السنوار العنيفة، التي بلغت ذروتها في الهجمات المميتة في غزة كانت قد سادت وأثارت مخاوف المسؤولين العرب والإسرائيليين من نهجه الصدامي. ويوضح رفض السنوار الانخراط في مفاوضات وقف إطلاق النار التزامه بأجندة متشددة.
"نهج صفري في الصراع"
شكل تورط السنوار في الماضي في أنشطة عنيفة، بما في ذلك تأسيس قوة أمنية ودعم التفجيرات الانتحارية، نهجه المتصلب تجاه إسرائيل.
وفي حين أن بعض أعضاء حركة حماس انتقدوا استخدام الهجمات الانتحارية، غير أن السنوار اعتبرها تكتيكات أساسية لتعطيل المجتمع الإسرائيلي.
وهذا الأمر الذي يشير إلى أن صعود السنوار إلى السلطة آخذ في التحول نحو اتخاذ تدابير أكثر عدوانية ضد إسرائيل، ما يعكس نهجاً صفرياً في الصراع.
وعلى الرغم من الإدانة الدولية والمعارضة الداخلية، لا يزال السنوار مصممًا على اتباع مسار عنيف في الصراع ضد إسرائيل، مشددًا على شعار الجناح المسلح "الجهاد أو النصر أو الشهادة."
وفي الوقت الذي يعزز فيه السنوار سلطته داخل حركة حماس، فإن استعداده للجوء إلى إجراءات متطرفة يؤكد على تحديات التفاوض على السلام في المنطقة.
وعلى الرغم من التكهنات حول زواله، فإن قيادة السنوار المنضبطة وسعيه الدؤوب إلى اتباع تكتيكات عنيفة أبقته في طليعة استراتيجية المواجهة التي تتبعها حماس.
وخلصت "وول ستريت جورنال" إلى أنه من خلال إحياء التفجيرات الانتحارية، والترويج لصراع طويل الأمد مع إسرائيل، يهدف السنوار إلى وضع حركة حماس كقوة هائلة في القضية الفلسطينية، ما يشير إلى تصعيد خطير في ديناميكيات المنطقة المتقلبة فعلًا.