أمد/
غزة: تواصل دولة الاحتلال حربها العدوانية على قطاع غزة لليوم السادس في العام الثاني، خلفت أكثر من 180 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، جراء إغلاق المعابر، ورغم اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير جيشها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية".
الحرب العدوانية على قطاع غزة..
ارتفاع حصيلة الضحايا..
أعلنت مصادر طبية، يوم الأحد، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 42,227، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأضافت المصادر، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 98,464 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 4 مجازر بحق العائلات في القطاع، وصل منها إلى المستشفيات 52 شهيدا، و128 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأوضحت أن عددا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
مجازر متواصلة..
أفادت مصادر طبية باستشهاد 19 مواطناً وإصابة آخرين، الليلة، وذلك في قصف مدفعي استهدف مدرسة تأوي نازحين في منطقة المفتي شمال النصيرات.
كما أفادت المصادر باستشهاد مواطنين جراء قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين شرقي مخيم البريج وسط القطاع.
وفي السياق أكدت مصادر طبية ومحلية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت مسعفين خلال عملية إخلاء مرضى من مستشفى كمال عدوان، وذلك رغم التنسيق المسبق لعملية الإخلاء.
استشهد 5 أطفال، وأصيب آخرون، مساء يوم الأحد، في مجزرة جديدة ارتكبها جيش الاحتلال غرب مخيم الشاطئ شمال مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرة مسيرة للاحتلال استهدفت مجموعة من الأطفال كانوا يلعبون في محيط قهوة غبن بمخيم الشاطئ، ما أدى لاستشهاد 5 أطفال على الفور، وإصابة آخرين كانوا قربهم.
استشهد تسعة مواطنين، يوم الأحد، في قصف للاحتلال استهدف دير البلح، ومخيمي البريج وجباليا، وسط وشمال قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال الحربية استهدفت مجموعة من المواطنين شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد مواطن وإصابة عدد آخر بجروح.
وأضاف أن ثلاثة مواطنين استشهدوا، وأصيب عدد آخر بجروح جراء قصف مدفعية الاحتلال استهدف بلوك "1" بمخيم البريج وسط قطاع غزة.
وأشار إلى أن خمسة مواطنين استشهدوا، وأصيب آخرون، جراء قصف طائرات الاحتلال الحربية منطقة الاتصالات غرب مخيم جباليا شمال قطاع غزة، بالتزامن مع سماع دوي انفجارات جراء عمليات نسف عشرات المنازل غرب جباليا وفي محيط منطقتي الصفطاوي والتوام.
استشهد ثمانية مواطنين من عائلة واحدة، يوم الأحد، في قصف طائرات الاحتلال الحربية منزلهم في النصيرات وسط قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال الحربية قصفت منزلا لعائلة أبو دلال في النصيرات، ما أدى لاستشهاد ثمانية مواطنين من عائلة أبو غالي كانوا قد نزحوا إلى منزل عائلة أبو دلال سابقا، هم الزوج وليد أبو غالي وزوجته شهيرة، وأبنائهم الستة محمد، وأحمد، وياسمين، وسماح، ويارا، وتالا، نقلوا إلى مستشفى العودة.
ويواصل الاحتلال حصار مخيم جباليا شمال قطاع لليوم الثامن على التوالي، ونسف، اليوم، عددا من منازل المواطنين باستخدام الروبوتات المتفجرة، بالتزامن مع اشتعال النيران في مناطق عديدة في المخيم إثر القصف المتكرر.
وأشارت مصادر محلية، إلى أن حريقا نشب في منزل لعائلة أبو هاشم جراء استهداف صاروخي عند مفرق عبد العال في شارع الجلاء شمال غرب مدينة غزة.
وأطلقت طائرة مسيرة للاحتلال من نوع "الكواد كابتر" النار بشكل كثيف، إضافة إلى قصف مدفعي على منازل المواطنين في شارع السكة شرق حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
وأصيب ستة مواطنين معظمهم أطفال، في قصف الاحتلال استهدف منزلا في حي التفاح شمال شرق مدينة غزة.
واقع مرير بين جوع وعطش وغياب خدمات صحية تحت وطأة القصف والدمار، هذا ما يعانيه أهالي شمال قطاع غزة منذ بدء العملية العسكرية الأخيرة مساء الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، في ظل حملة إبادة جديدة وحصار خانق، تنفذهما قوات الاحتلال شمال القطاع.
وتفرض قوات الاحتلال حصارا شديدا على تلك المنطقة، يتركز في بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا، في محاولة لإفراغها من السكان، تمنع بموجبه دخول المساعدات الإغاثية وشاحنات المياه الصالحة للشرب للسكان.
ومع دخول العملية العسكرية يومها التاسع، يناشد الأهالي جميع المؤسسات الدولية للتحرك من أجل إنقاذ حياتهم قبل فوات الأوان، وردع إسرائيل عن ارتكاب جرائم جديدة.
والأربعاء، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن جيش الاحتلال يحاصر على الأقل 400 ألف فلسطيني شمال القطاع.
وهذه العملية البرية الثالثة التي ينفذها جيش الاحتلال في مخيم جباليا منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
الواقع الميداني: تفجير وتدمير للمباني
ميدانيا، لا يزال جيش الاحتلال يتواجد في مناطق غرب وشرق مخيم جباليا ويحاصر كل مناطق الشمال بالنار ويمنع الخروج أو الدخول إليها.
وشهدت الليلة الماضية، تفجير الجيش لمبان وعمارات سكنية، في محيط منطقة الفالوجا غربي مخيم جباليا، بحسب شهود عيان تحدثوا لوكالة "الأناضول".
وقال الشاب غازي المجدلاوي في حديث "للأناضول": بعد تواصلي مع عدد من أقاربه الذين لا يزالون محاصرين في منطقة الفالوجا وبئر النعجة غرب مخيم جباليا قالوا إن آليات الاحتلال تتمركز في الشوارع الرئيسية وقرب مفترق أبو شرخ وعلى مدخل حي الصفطاوي وفي قلب حي بئر النعجة.
وفجر الجيش عدد من الروبوتات الإلكترونية في عدة مربعات سكنية غربية مخيم جباليا، وفي قلبه ما أدى لتدمير عشرات منازل المواطنين، وفق الشاب.
وأضاف المجدلاوي أن جثت المواطنين لا تزال متواجدة في بعض الشوارع وتحت الأنقاض بسبب عدم تمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني من التحرك لانتشالهم لخطورة الأوضاع والاستهدافات.
وأوضح أن المتواجدين بالمنطقة أفادوا بأن قوات الاحتلال تجري بين ساعة وأخرى مناورات تتقدم فيها الآليات وتتراجع وتزيد من الكثافة النارية.
اعتقال للرجال ومصير مجهول للنساء
في شرق مخيم جباليا، ما زال الخمسيني رائد الخطيب داخل منزله في "ِشارع السكة"، ويتحدث للأناضول عن خطورة الأوضاع الميدانية.
واقتحم الجيش خلال الأيام الماضية منازل، واعتقل الرجال وترك النساء في مصير مجهول وأمرهن بالتوجه لجنوب القطاع، وفق حديث الخطيب.
وتابع الخطيب أن قصف الاحتلال والاستهدافات في كل مكان ولا تهدأ حتى لدقيقة واحدة، وأن عشرات العائلات المحاصرة لا تزال داخل منازلها في شارع السكة ومناطق مخيم جباليا رغم فظاعة القصف والتفجيرات.
نقص الغذاء والمياه
خلال العملية العسكرية للاحتلال، توقفت جميع محطات تحلية المياه في محافظة شمال قطاع غزة عن العمل، وكان آخر تطور هو إعلان شركة "إيتا" لتحلية المياه، في بيان السبت الخروج عن الخدمة.
وإيتا هي أكبر رافد للمياه الصالحة للشرب في شمال القطاع وجاء خروجها عن الخدمة بسبب أوامر الإخلاء الجديدة التي وزعها جيش الاحتلال.
مراسل الأناضول يتحدث لعائلة أيمن الكحلوت المحاصرة في بلدة بيت لاهيا، وقد نفذت المياه لديها منذ يومين.
يقول الأب أيمن إنهم كانوا يحصلون على المياه من خلال بئر زراعي كان يتم تشغيله كل يومين مرة، قريب من منزلهم، لكن منذ بدء العملية العسكرية لم يتم تشغيله ولا مرة بسبب الخوف من الاستهدافات.
ويذكر أن قوات الاحتلال تتعمد استهداف أي شخص يتحرك لجلب المياه أو تشغيل الآبار في المنطقة، ولذلك معظم العائلات تعاني اليوم من قلة مياه الشرب المياه ومن عندهم كمية فلن يكفيهم ليوم أو يومين.
وينبّه إلى أن الغذاء أيضا مهدد بالنفاذ لديه ولدى جميع المحاصرين في شمال القطاع.
ويشير الحكلوت إلى أن الأهالي يعتمدون حاليا على بعض المعلبات والبقوليات فقط ولا يوجد أي أنواع طعام أخرى تسد رمق الناس.
ويدعو المسن الغزي لضغط دولي فوري من كل الجهات للسماح بإنقاذ الناس وإدخال الطعام والماء والعلاج لهم، لأنهم إذا لم يموتوا بالقصف فسيموتون بنقص المستلزمات الأساسية.
واقع صحي مرير
يعيش القطاع الصحي في شمال قطاع غزة منذ بداية العملية العسكرية الإسرائيلية حالة صعبة للغاية.
وتعمد جيش الاحتلال إطلاق النار صوب طواقم الإسعاف والطواقم الطبية، سيما في مستشفى "كمال عدوان" الواقع في بلدة بيت لاهيا.
وهدّد جيش الاحتلال، المستشفيات الثلاثة العاملة في شمال قطاع غزة (كمال عدوان والعودة والإندونيسي)، منذ أيام بالإخلاء الفوري للمرضى والطواقم الطبية، وإلا سيكون مصيرهم التدمير، بحسب ما قال مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية.
وأضاف أبو صفية للأناضول أنه "رغم تهديدات الاحتلال لا تزال المستشفيات الثلاثة تعمل حاليا لإنقاذ أرواح المواطنين الصامدين في شمال قطاع غزة".
وتابع أن المستشفى الإندونيسي يعمل حاليا وفيه 28 حالة مرضية و17 من الطواقم الطبية ولا يستطيع استقبال حالات جديدة بسبب عدم وجود أطباء بشكل كافي للتعامل معها".
وذكر أبو صفية أن "العودة" يعمل بكامل طاقته ومستشفى كمال عدوان كذلك، سيما مع نجاح المنظمات الدولية بالضغط على الاحتلال وإدخال شاحنة وقود واحدة له يوم أمس السبت".
لكن حسام أبو صفية، قال السبت إن الكميات المحدودة من الوقود التي دخلت في اليوم ذاته، للمستشفيات الثلاثة الرئيسية في المحافظة الشمالية لا تكفي سوى لأيام.
ومنذ بدء عمليته العسكرية الحالية على شمال القطاع، حاول جيش الاحتلال إطباق الحصار على منطقة جباليا ومنع الأهالي من النزوح إلى مدينة غزة المجاورة، وأمرهم بالنزوح فقط عبر شارع "صلاح الدين" الممتد على طول شرقي القطاع من شماله إلى جنوبه.
وفي 7 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وبالتزامن مع مرور عام على اندلاع حرب الإبادة بغزة، بدأ جيش الاحتلال تهجير سكان بلدات بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا إلى جنوبه، ما عدّته وسائل إعلام تطبيق غير معلن لـ"خطة الجنرالات".
و"خطة الجنرالات" كشف عنها موقع "واي نت" العبري، في 4 أيلول/ سبتمبر الماضي، وتهدف إلى "تحويل كامل المنطقة الواقعة شمال ممر نتساريم (وسط القطاع)، أي محافظتي غزة والشمال، لمنطقة عسكرية مغلقة".
الخطة أعدها عسكريون إسرائيليون سابقون، وتقضي بـ"إجلاء السكان خلال أسابيع قليلة، وفرض حصار على المنطقة.
مقررة أممية: إسرائيل ترتكب في جباليا مجزرة جديدة
أكدت المقررة الأممية الخاصة بالأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، ارتكاب القوات الإسرائيلية في هذه اللحظات، مجزرة جديدة في جباليا شمالي قطاع غزة.
وبحسب الموقع الرسمي للمنظمة، قالت ألبانيز في تدوينة عبر صفحتها الرسمية بمنصة "إكس"، اليوم الأحد، "يُقتل الناس جماعات وفرادى في جباليا ومخيمها، وسط قسوة وسادية لا توصف، على يد جلادين إسرائيليين مستعدين لخطة الإبادة الجماعية باستخدام أسلحة ودعم غربي".
وأضافت "يذهلني الاعتقاد بأننا نعرف ما تفعله إسرائيل، ولا يمكننا إيقافه وبالنظر إلى ما كنا عليه قبل 100 عام، فلم يتم تحقيق الكثير من التقدم".
الحرب العدوانية على لبنان..
ارتفاع حصيلة الضحايا..
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية يوم الأحد، أن حصيلة الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق عدة في البلاد يوم السبت قد ارتفعت إلى 51 شهيداً و174 مصاباً، وذلك في سياق التصعيد العسكري المستمر منذ أوائل أكتوبر الجاري.
وأوضحت الوزارة في بيان لها أن العدد الإجمالي للضحايا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان في 8 أكتوبر 2023 بلغ 2306 شهداء و10698 مصاباً.
مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تعيشها البلاد نتيجة هذا العدوان.
مجازر متواصلة..
أدت الغارات الإسرائيلية المتواصلة على العديد من المناطق اللبنانية إلى تدمير واسع للبنية التحتية، واستهداف المدنيين بشكل مباشر، ما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى.
ومنذ بدء العمليات العسكرية، تعيش مناطق الجنوب اللبناني بشكل خاص تحت قصف مكثف، ما أدى إلى نزوح آلاف العائلات وهدم العديد من المنازل والمنشآت المدنية.
ويشهد لبنان تصعيداً غير مسبوق من الغارات الجوية والمدفعية التي تطال مناطق سكنية ومدنية. ووفقاً لتقارير طبية، يعاني العديد من الجرحى من إصابات خطيرة، كما أن هناك نقصاً في الإمدادات الطبية في المستشفيات التي باتت تعمل بأقصى طاقتها لاستقبال العدد الكبير من الجرحى.
وأكدت وزارة الصحة اللبنانية في بياناتها ضرورة تكثيف الدعم الإنساني والطبي للبنان، مشيرة إلى أن الوضع يتفاقم مع استمرار العمليات العسكرية. ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف الاعتداءات وتقديم المساعدات الضرورية للمصابين والنازحين.
استشهد وأصيب عدد من المواطنين اللبنانيين، يوم الأحد، جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي عدة بلدات في لبنان، وسط دمار واسع في المباني والمنشآت والبنية التحتية.
واستهدفت طائرات الاحتلال الحربية، والمدفعية، بلدات الخيام، وكفر كلا، وشمع، والبازورية، والضهيرة، وياطر، ورشاف، وقانا، والستينية، وكفر شوبا، وعلما الشعب، وميقدون، وشقرا، ودبعال، وصربين، والمنصوري، وبيت ليف، وعيتا الشعب، والشرحبيل، ورامية، ورميش، وكفرا، وحاريص، والسفري، ويحمر، ومارون الراس، وكفر تبنيت، ورومين، وشبعا، ووادي الحجير، ووادي السلوقي في جنوب لبنان والبقاع.
وأدت غارات الاحتلال مساء أمس إلى تدمير السوق الأثري في مدينة النبطية جنوب لبنان، والذي بني منذ حوالي 400 عام.