أمد/
طهران: كشفت صور أقمار صناعية تجارية، أن الضربات الجوية الإسرائيلية أصابت مبانٍ خلال هجوم أمس السبت، استخدمتها إيران لخلط الوقود الصلب للصواريخ الباليستية، وفق تقييمين منفصلين لباحثين أمريكيين.
وتوصل إلى هذه النتائج ديفيد أولبرايت، مفتش الأسلحة السابق في الأمم المتحدة، والذي يرأس معهد العلوم والأمن الدولي، المجموعة البحثية، وديكر إيفليث، محلل أبحاث مشارك في "سي.إن.إيه"، مؤسسة الأبحاث في واشنطن.
وقالا لرويترز على نحو منفصل إن "إسرائيل ضربت موقع بارشين العسكري الضخم بالقرب من طهران". وقال إيفليث إن" إسرائيل قصفت أيضاً موقع خجير، وهو موقع ضخم لإنتاج الصواريخ قرب طهران".
وذكرت وكالة رويترز في يوليو (تموز) أن موقع خجير يشهد توسعاً هائلًا.
وقال إيفليث إن الضربات الإسرائيلية ربما "أعاقت بشكل كبير قدرة إيران على إنتاج الصواريخ بكميات كبيرة".
وقال الجيش الإسرائيلي إن 3 موجات من الهجمات بطائرات حربية ضربت مصانع صواريخ ومواقع أخرى قرب طهران وفي غرب إيران في وقت مبكر من صباح السبت، رداً على إطلاق طهران في 1 أكتوبر (تشرين الأول) أكثر من 200 صاروخ على إسرائيل.
وقال الجيش الإيراني إن الطائرات الإسرائيلية استخدمت "رؤوساً حربية خفيفة للغاية" لضرب أنظمة رادار حدودية في إقليمي عيلام وخوزستان، وفي محيط طهران.
Exclusive: Satellite photos show Israel hit Iran missile fuel-mixing facilities, researchers say – https://t.co/Hasu3Upl3o
— Reuters Iran (@ReutersIran) October 27, 2024
وقال إيفليث: "صورة من شركة بلانيت لابس، وهي شركة أقمار صناعية تجارية، أظهرت أن ضربة إسرائيلية دمرت مبنيين في خجير كانا يستخدمان لخلط الوقود الصلب للصواريخ الباليستية".
وبحسب الصورة التي اطلعت عليها رويترز، كان المبنيان محاطان بسواتر ترابية مرتفعة. وترتبط مثل هذه التصميمات المعمارية بإنتاج الصواريخ، وهي مصممة لمنع انفجار في مبنى واحد من تفجير مواد قابلة للاشتعال في بنايات مجاورة.
وذكر إيفليث أن الصور التي التقطتها شركة بلانيت لابس لموقع بارشين أظهرت أن إسرائيل دمرت 3مبان لخلط الوقود الصلب للصواريخ الباليستية ومستودعاً.
وقال أولبرايت إنه راجع صور الأقمار الصناعية التجارية منخفضة الدقة لموقع بارشين، والتي يبدو أنها أظهرت أن ضربة إسرائيلية ألحقت أضراراً بـ3 مبان، اثنان منها استخدما لخلط الوقود الصلب فيها للصواريخ الباليستية.
ولم يحدد الشركة التجارية التي حصل منها على الصور.
وقال إن المباني على بعد نحو 320 متراً من منشأة كانت تشارك في ما تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمخابرات الأمريكية، إنه برنامج شامل لتطوير الأسلحة النووية أوقفته إيران في 2003. وتنفي إيران امتلاكها مثل هذا البرنامج.
وقال إيفليث: "تقول إسرائيل إنها استهدفت مبان تحتوي على خلاطات للوقود الصلب، وهذه الخلاطات الصناعية يصعب تصنيعها، وتخضع لضوابط التصدير. واستوردت إيران العديد منها على مر السنين بكلفة باهظة، ومن المرجح أن تجد صعوبة في استبدالها".
وأضاف أن إسرائيل ربما تمكنت بعملية محدودة من توجيه ضربة قوية لقدرة إيران على إنتاج الصواريخ بكميات كبيرة، ما يجعل من الصعب على أي هجوم صاروخي إيراني في المستقبل اختراق الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية. وذكر أن "الضربات تبدو دقيقة للغاية".
وتملك إيران أكبر ترسانة صاروخية في الشرق الأوسط، وقال مسؤولون أمريكيون إنها زودت روسيا بالصواريخ لاستخدامها ضد أوكرانيا، والحوثيين في اليمن، وجماعة حزب الله اللبنانية. وتنفي طهران وموسكو حصول روسيا على صواريخ إيرانية.
وذكرت رويترز أن صورا لشركة بلانيت لابس راجعها في وقت سابق هذا العام إيفليث، وجيفري لويس، من معهد ميدلبري للدراسات الدولية في مونتيري، أظهرت توسعات كبيرة في خجير، ومجمع مدرس العسكري قرب طهران. ووفقا لتقيماتهما كانت هذه التوسعات تهدف إلى تعزيز إنتاج الصواريخ.
وأكد 3 مسؤولين إيرانيين كبار هذا الاستنتاج.