أمد/
كتب حسن عصفور/ بعدما أغلق كل “الأبواب” أمام عقد أي صفقة تهدئة وتبادل في قطاع غزة، وآخرها جولة الدوحة التي أنجبت جفافا واضحا، خرج رئيس حكومة دولة الفاشية اليهودية بنيامين نتنياهو، بشكل مفاجئ ليعرض “صفقة” من أجل إعادة الرهائن من القطاع، مقابل دفع ملايين الدولارات مقابل كل رهينة وتوفير “ممر آمن لمن يرغب مغادرة غزة ممن يحتجزونهم هو وعائلته.
“الصفقة النتنياهووية” الجديدة، خلت كليا من أي إشارة لوقف حرب أو تهدئة، واختزلت المسألة في مال وخروج آمن لبعض المسلحين مقابل الرهائن، ما يشير بأنها ليست عرضا بل مناورة خاصة، سريعا وصفها البعض داخل الكيان، بأنها عرض ليس “جاد” أبدا.
صفقة نتنياهو الجديدة، جاءت محاولة تضليلية للهروب من الحملات المتنامية ضده، بأنه من عرقل الوصول إلى صفقة تهدئة وتبادل، لأسباب سياسية وشخصية، رغم أن المؤسسة الأمنية بكل فروعها، أعلنت أنه بالإمكان وقف الحرب وعقد صفقة في الوقت الراهن، وهو ما أبلغه رئيس أركان جيش الاحتلال لعائلات الرهائن، وسبقه وزير الجيش غالانت في رسالته العلنية حينما قال، بأن الحرب فقدت بوصلتها، ولم يعد لها أهداف محددة، في اتهام أصاب نتنياهو بدوار خاص.
قيام نتنياهو بتقديم “صفقة مال مقابل رهائن” تؤكد “الحقيقة المطلقة”، بأنه لن يذهب لأي اتفاق يؤدي لوقف حرب يفتح الباب لعقد صفقة تهدئة وتبادل الأسرى والرهائن، فمضمونها تعزيز واضح لكل الاتهامات التي ساقها يهودا وعربا وأمريكان، بأنه يبحث إطالة الحرب هروبا من مصير ليس مشرقا، ومحاكمة زمنها بات قريبا.
لكن، توقيت تقديم نتنياهو الصفقة الجديدة، ربما هو التفسير لدوافعه الحقيقة، حيث تتسارع تطورات فضيحة التسريبات الكبرى، التي يتهم بها مكتبة، خاصة بعد اعتقال متهم خامس ضابط بجيش الاحتلال، ما يكشف أن مسألة التسريبات لم تكن “عملا فرديا” من شخص يعمل في مكتبه، بل هناك “خلية” منظمة لها مهام محددة، سرقة وثائق “سرية” ثم تزوير مضمونها ونشرها في وسائل إعلام أجنبية مقابل “خدمات خاصة” تقدمها لنتنياهو وأسرته.
فضيحة التسريبات لم تعرفها دولة الكيان منذ زمن بعيد، لارتباطها بمكتب رئيس الحكومة رأتها مؤسسة دولة الكيان الأمنية تمثل خطرا كبيرا على “مصادرها الاستخبارية”، وليس فقط تزوير ونشر معلومات مضللة لمصالح خاصة وعائلية.
وتحت ضغط النقاش العام والاتهامي له، لجأ نتنياهو إلى عرض صفقته “الغريبة”، كمحاولة لحرف مسار النقاش العام الذي تعيشه دولة الكيان بل وامتداده خارجيا، وما يتعرض له مكتبا وعائلة، في فضيحة تفوق كثيرا بآثارها الاتهامات الشخصية وفساده الخاص، فهي المرة الأولى التي يكون فيها مكتب رئيس حكومة متهما بتلك التهم الأمنية، وصفها بعض معارضيه ووسائل إعلام عبرية بأنها تصل إلى حد “الخيانة”، وتسخير “الجيش” لمصالحه الخاصة”.
واعتقادا بأنه قادر على الخروج من “أزمة الفضيحة الكبرى”، كما سبق له العبور من فضائح سابقة، ذهب إلى تقديم “صفقة المال والممر الآمن مقابل الرهائن”، وبالتأكيد لن تجد لها مشتري من داخل الكيان، وطبعا مع الأطراف ذات الصلة بمباحثات “صفقة التهدئة، بل قد يكون لها ارتدادا معاكسا عليه، خاصة مع أطراف معارضة استمرار الحرب والبحث عن حل وصفقة تهدئة في قطاع غزة.
صفقة نتنياهو الجديدة، مال وممر آمن مقابل الرهائن، ليس حلا لوقف حرب تطال دولة الكيان بل حلا لحرب فضائحه الخاصة، مصيرها سلة الزبالة السياسية.
ملاحظة: يعني لما يطلعلك واحد نازل حكي شمال يمين ويقلك أن “حماس وفتح” اتفقت على تشكيل لجنة “إدارة شؤون غزة”,,ويكمل أنه هاي “شأن داخلي فلسطيني”..وهو قبل غيره عارف انه بيكذب كذبا بينا..ليش اصراركم على استغفال ناس تأكدوا ان “الغبي” فيهم أفهم منكم..قرف يقرفكم شيلة بيلة..
تنويه خاص: انتخابات رئاسة الأمريكان يمكن أكثر مرة محيرة الفلسطينيين..بين انهم كلهم رغبة يكسروا مليار جرة على راس إدارة الرئيس الصهيوني أو يجهزوا مليارين جرة تتكسر على درج البيت الأبيض لو آجى كاره فلسطين الأكبر.. بس بالآخر شو ما صار يصير الجرار بدها تتكسر..
لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص