أمد/
تل أبيب: أشارت صحيفة "معاريف" العبرية، بأن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية يأتي في وقت حرج بالنسبة لإسرائيل والشرق الأوسط، حيث تتعرض المنطقة برمتها لاضطرابات تاريخية.
ولفتت الصحيفة إلى أن "تأثير فوز المرشح الجمهوري على السياسة الإسرائيلية الداخلية سيكون فوريا. فالكثيرون في الليكود يرون أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستمنح الحكومة روح دعم كبيرة، خاصة فيما يتعلق بتعزيز الإصلاح القانوني".
وأضافت: "من المتوقع أن يسمح ترامب، على عكس بايدن الذي انتقد الإصلاح بشدة، للحكومة بحرية واسعة في العمل في القضايا الإسرائيلية الداخلية".
وبحسب "معاريف"، بالنسبة للأحزاب (السياسية الإسرائيلية)، فإن التوقيت أمر بالغ الأهمية بشكل خاص. ويعتقد على نطاق واسع أن عام 2025 سيكون العام الأخير للحكومة الإسرائيلية الحالية، وبالتالي فإن هذا هو "وقت الدفع" لتحقيق أهدافهم الرئيسية، وينطبق هذا بشكل خاص على سن قوانين الإصلاح القانوني بشكل سريع، دون خوف من الانتقادات أو الضغوط الدولية الكبيرة من البيت الأبيض.
ولفتت إلى أن "نتنياهو مقتنع بأن إدارة بايدن لم تمارس ضغوطا كافية على قطر. وعلى عكس الديمقراطيين، فترامب ينوي ممارسة ضغوط كبيرة على قطر من أجل إجبار كبار مسؤولي حماس على تليين مواقفهم والتوصل إلى اتفاق بشروط يمكن أن تقبلها إسرائيل"، مؤكدة أن "أحد المطالب التي تمت مناقشتها هو طرد كبار مسؤولي حماس من قطر. وهناك احتمال أن تقرر إدارة بايدن أيضا زيادة الضغط على قطر".
وأشارت "معاريف" إلى أن "فوز ترامب يمثل تغييرا جذريا في السياسة الأمريكية في المنطقة. وفي ولايته السابقة، اتخذ ترامب موقفا قويا بشكل خاص ضد إيران، وانسحب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات غير مسبوقة على النظام في طهران. وفي الوقت نفسه، روج لاتفاقيات إبراهام التي خلقت التطبيع التاريخي بين إسرائيل والدول العربية. وفي المقابل، حاولت إدارة بايدن تجديد الاتفاق النووي مع إيران والضغط على إسرائيل في مسألة المستوطنات".
وتشكل الحرب في غزة والأزمة الإنسانية المستمرة تحديا مباشرا للإدارة الجديدة. وبينما أيد بايدن "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" لكنه طالب بمراعاة المدنيين، فمن المتوقع أن يمنح ترامب إسرائيل المزيد من حرية العمل، وذلك خاصة في ظل تصريحاته السابقة بشأن "مكافحة الإرهاب" والانتقادات التي وجهها للنهج "الناعم" الذي ينتهجه الديمقراطيون.
ولفتت الصحيفة إلى أن "مسألة التطبيع مع السعودية قد تأخذ منحى كبيرا، حيث من المحتمل أن يحاول ترامب، الذي كان فخورا بإنجازات اتفاقيات إبراهام، التوصل إلى "صفقة" تاريخية مع السعوديين، مع استعداده لمنحهم فوائد كبيرة في المقابل، ومع ذلك فإن السعوديين الذين اقتربوا مؤخرا من الصين وإيران، قد يطالبون بثمن أعلى للتطبيع، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية".
وبشأن "التوترات على الحدود الشمالية مع حزب الله، قد يتبنى ترامب نهجا أكثر حزما من بايدن، بما في ذلك التهديد بعمل عسكري أمريكي مباشر ضد إيران في حالة حدوث تصعيد كبير".
واختار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يكون من بين أوائل الزعماء الأجانب الذين هنأوا ترامب بفوزه، وسارع إلى التغريد بعد ساعات من الإعلان: "تهانينا على أعظم عودة في التاريخ! إن عودتك التاريخية إلى البيت الأبيض تقدم بداية جديدة لأمريكا والتزاما متجددا وقويا للتحالف الكبير بين إسرائيل وأمريكا وهذا نصر كبير".
وتوضح اللهجة الشخصية والناعمة للتهئنة، التوقعات العالية في تل أبيب المعلقة على ترامب، حتى على حساب توتر العلاقات مع الإدارة المنتهية ولايتها.