أمد/
هيها..
لربما ستراها رسالة عابرة….ولربما لن تقرع مزامير قلبك….ولن تتوهج أوصال تفكيرك…..لربما ستراها رسالةً عابرة من شخصٍ بات كعابر لك……
ابتدئها بأحبك ، وبقبلة حانية على كتب ذكرياتنا الّتي مُزّقت إلى أن تناثرت صفحاتها……
أُعلُمك أيها البعيد كل القرب…..أيها المحبوبُ لا المحب…..يا من من مبسمه تنار عتمة الدرب ……. يا من قلبه من شدة الجفاء قد شبم….. ويا من تركتني أجوس سببًا من شدة الألم….
لديّ خضمٌ من العتب أحمله…..لكن العزيز من العتاب قد بشم…..
قد عييتُ يا عزيز….وقد نال بجفوني السهد…..وقد تآزر الغم على حلقي…..هل من فائدة ان قلت ” الحال يرثى قد سقم” ؟….
آتيتني بحبٍّ من شدته شعرت بأنني بخيت الدهر والأمد….. ومن حسنه زرعت به بستانًا من الأمل ….لم أفسح مجالًا حينها لأي أيس ، …من شدة روعته اتخذته معقلًا ، واستلجأت الى حضنه في حين كلّ ترح…… أؤخفيك أنه أنشب في عروقي شيئًا من الولع؟…. أو أنه أحيى في دوافعي كثيرًا من الإكباب….
قد آتيتنا يا عزيزًا فماذا قد اختلف ؟….. أتبدلت القلوب بغيرها أم أن قلبك بي قد دأب ؟….اعتدتني حتى سئمت مناظري أم أن قلبك لعتبي قد التهب.؟…..لا أخفيك كربًا يا محبوبًا من شدة بأسه حتى اللسان قد انعقد…..لا أخفيك دمعًا من افاضة حرقته حتى الخد قد انلسع…… ولا أكتمك غصات من تدافعها قد تخبط القلب فاضطرب….
أتخال جلد الذات هيّنًا…وأنا من شدة التفكيرُ أُهَم….
شكوتُ لك فرط تفكيري وشدتهِ ….فاخترت السوط الصحيح للوَطَأ….
أخلت هوان النفس يأتي من خلوةٍ ؟…..أبلهٌ أنت فالنفس لا تهون بلا سببب ….
إني أسرفت طوبًا لبناء حلمي الذي قد هُدم …المرء يحلم لكن “تجري الرياح بما لا تشتهي السفن”…..
فذقت مرّا لعنتُ اللسان على الزرد…..وشتمت الروح لامتناعها عن الصدد….
هوان النفس هذا قطٌ لم يأتِ بلا سبب….
تدعو لي علما قولًا العلم نورٌ ….ما العلمُ نورٌ إن كنت غير راغبه…… وما المال هبةٌ إن لم تنفقه في هدف…..
أتدعو لي حياةً أنت سالبُها…..أم تدعُ لي نجاحًا ما منهُ كَسَب….
صحيحٌ يا عزيزي للنجاح لذة ، لكن ما الفائدة إن أمسى خارجًا للحُلُم……
لا تفهمني خطأً يا خليلًا…..لستُ أنسج كَلِمًا حتى أُناجيك ….إني وإن نجوت فقد ملأني النَهَج…
قد سبق وأتيتُك معاتبًا متوسّلًا…….ومن فرط صردك قد آتيتني ظُلم….
إن القلب تهاوى يا عزيزًا…..والحال حالي قد حالَ مني فانسلب….
لم يبت للعمر شيء لأفنيه….قد فنى العمر عند انعدام الحلم والشغف….
لا تخل سَيباتُ حالي سعيدًا للبعد برمّته……أتُدرك أن يسلب الحلم كأن تسلب الروح من الجسد…..
ولستُ بمطلاطمٍ على حالي فالأيام قد برهنت…..من منّا يستحق عيشًا ومن منا قد انخرط…..
لربما ستشكوني سوءَ فهمي …
القلب قلبك يا عزيزي ولستُ منجّمًا …… أتعاتب أصمًا إن لم يسمع الكلم ؟….
لربما فكري بحبِك ليس بصوابه….لكن فعلك وردك قد جاوب السُؤل….
وانا لستُ لعُذرك راجيًا ….إنما خشيتُ على قلبك من تدافعِ الرمم….
لست لاعتذارك راجيا أو مستعطفًا …… فالآسفُ ما أسفهُ بنافعٍ إن كان يهوى الكبت……
قد أخمدتَ حرقة عمري التي كبرت مع مدامعي……فإن أعززتني يومًا لَما أوقدتني بذات اللهب…..
الحالُ يشفى بما لا تريد قولهُ……ومن دون علمي به ، سأعيش في سقم……..
أعذرك إن لم تستطع قوله……. لكني لا أعذرك أن كان بلا سبب…..
فأنت تدري من كلمي ، ما أصابني بكتمانك من رمق……
إني لست مؤاخذك على هجرٍ …….. لكنّ القلب يعاتب من كبت…..
والصريح مريح الروح والجسد …… لكنك أخترت أن تبقيني في كدر…..
بيدك كأس الماء التي تطفئني ….. لكن عنادك يأبى إلا أن يراني أُوتقد…..
إن كان فيك شيءٌ من الخير ، فلا تعبث بقلبي واستقم …..أحرّ من فقداك أن يكون البعدُ بلا سبب…..إن كان فيك من الخير ولو ضئيلًا….. أريني أَنْ للبعد كان هدف…… لا تترك قلبي بنارينٍ …..نار البعد ونار البحث عن الهدف……
وانتبه لنفسك فعش سعيدًا …..عسى من رؤيتك فرحانًا ألا أفني عمري باحثا عن السبب……