أمد/
كتب حسن عصفور/ يوم 9 ديسمبر 2024..سيبقى محفورا في “الذاكرة السياسية” كيوم تاريخي، أن يقف بنيامين نتنياهو كأول رئيس حكومة لدولة الكيان الاحلالي، وهو في منصبه، متهما بـ”خيانة الأمانة والفساد والتزوير”، بعدما حاول الهروب 8 سنوات منها.
ساعات قبل أن يقف في قصف الاتهام كخائن، ذهب مجرم الحرب المعاصر نتلر، إلى محاولة التغطية على ما سيكون يوما تاريخيا، بفتح حرب شاملة ضد سوريا، وصل الى احتلال جزء من أراضيها، لخلق واقع جديد، ولتقديم ذاته كـ “بطل” وحيد في مسرحية عسكرية لن تصل لنهايتها التي يعتقد.
“حركة نتنياهو العدوانية في سوريا”، لم تمنحه “شرف الهروب” من مصير لم يحلم به يوما، بل لم يفكر به بعد 7 أكتوبر 2023، وما قام به من إبادة جماعية في فلسطين ولبنان، بأن سيكون المصير محكمة داخلية تستبق المحكمة الجنائية الدولية المترقبة.
أن يهرب المتهم رقم 1 في دولة الكيان، الخائن الفاسد، نحو العدوانية على سوريا بعد يوم من “إزاحة حكم آل الأسد”، لم تساعده في فرض رغبته ومطالبة 12 وزيرا من حكومته بتأجيل المحاكمة، والتي ستنطلق صباح الثلاثاء 9 ديسمبر 2024، لمدة أسابيع، ليكون مشهده اليومي الاتهامي هو الخبر الأبرز.
مفارقة استخدام “العدوانية” لضرب سوريا وتدمير قدراتها العسكرية، كجزء من استراتيجية العدو العامة، لكنها أظهرت بالمقابل، ان “سلمية التغيير” والتحول السلس جدا لانتقال السلطة من حكم إلى حكم، مع بيان قاطع من “الحكام الجدد” حول قواعد العمل الحياتية، وقطع الطريق على ثقافة الثأر الفردي والمساس بالحقوق الاجتماعية والنسيج المجتمعي، اثارت هستيريا حكومة الفاشية اليهودية.
يبدو أن حكومة نتنياهو انتظرت وعلى ضوء ما سبق من أحداث بعد 2011، رؤية مشاهد خراب وتدمير وفوضى ومطاردات وحركة اعدامات في الشوارع، وسرقة المؤسسات العامة، كما كان يوما في دول غيرها، خاصة وأن “القادمين الجديد” منتمين إلى مشتقات “التنظيمات الإسلاموية”، وخرجت من رحم “الإرهابيين”، لكن ما كان، كان صدمة معاكسة لـ “حلم الفاشيين اليهود”.
مشهد اليوم التالي لـ “إزاحة حكم الأسد” في سوريا يوم للتاريخ السياسي عربيا، أسقط كل المخاوف أن تدخل بلد عربي في حرب داخلية طاحنة، تكمل المخطط الذي بدأ عام 2011، لكن الوهم سقط، وأكملت سوريا حياتها الاجتماعية والسياسية كدولة بمظهر مختلف، وتلك المفارقة الكبرى التي هزت دولة العدو، الباحث عن نشر الفوضى والخراب عربيا، لترسيخ أنهم دولة “الديمقراطية” في بلاد متقاتلة، فسقطت “ورقة ذهبية” من يد “الفاشية الجديدة”.
محاكمة نتنياهو التاريخية، قوة دفع للوطنية الفلسطينية نحو السير قدما بمطاردة مجرم الحرب الأول في المنطقة، بالبحث عن “طرق إبداعية” لربط محكمة الخائن بمحكمة المجرم..حملة إعلامية – سياسية لتحويل المحكمة إلى مشهد عام حاضر في كل مكان ممكن.
وليت إعلام الرسمية الفلسطينية، أن يبادر على طباعة صورة المجرم الأول نتنياهو خلال المحاكمة وتضعها على مختلف لوحات إعلانات بقايا الوطن، وكل الشوارع، حملة إعلامية تربط صورة المتهم وجرائم حرب غزة.
لحظة تاريخية، لا يجب مرورها حدثا، رغم ضجيج حروب مجاورة، فهي رسالة لكل من يبحث أن يرى في شخصية نتلر المعاصرة، أحد أبرز مجرمي الحرب يمكن أن يكون “شريكا سياسيا” في ترتيبات المشهد العام.
محكمة نتنياهو سطر سياسي ترسله دولة الكيان إلى الأشقاء العرب الباحثين عن “ترتيبات مشهد إقليمي” مع الفاشي الأول نتنياهو..فصبرا آل لغة الضاد.
ملاحظة: قيادي حمساوي قالك أنه “المشروع الوطني مخطوف من النخب الفلسطينية”..الصراحة يمكن نعتبر هالحكي “اختراع فكري”…نخب تخطف مشروع..ونسيت مين خطف المشروع وكمان دمره..حكيك طلع مش نعيم..ومش باسم.. و”آه يا اخضراني اللون”..من هداك اليوم..
تنويه خاص: من حكاوي زوج سارة “نتلر” قبل كم ساعة من محاكمته كلص خائن، قالك أنه كان ينتظر هاي اللحظة من 8 سنوات..الزلمة شكله نسي ان 12 وزير من حكومته قدموا طلب تأجيلها…الكذب صار اسمه “بيبي”..راحت عليك بو يائير..البدلة الحمرا وفي أحسن أحوالها الزرقا بترقص لك..
لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص