أمد/
تل أبيب: أقام مستوطنون، 14 بؤرة استيطانية جديدة، جنوبي مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وذكر منسّق لجان مقاومة الجدار والاستيطان جنوبي الضفة الغربية، راتب الجبور، أن "المستوطنين أقاموا تلك البؤر قرب المستوطنات في المنطقة الواقعة بين بلدتي مسافر يطا ويطا، جنوبي الخليل".
وأضاف أن "’شبيبة التلال’، هم من يعملون بشكل أساسي على إقامة البؤر ومصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية، بدعم من حكومة الاحتلال"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "الأناضول"، اليوم الأحد.
وأشار إلى أن "شبيبة التلال، استولوا مؤخرا على أراضٍ فلسطينية شرقي يطا، محاذية لمستوطنة "سوسيا"، وقاموا بحراثتها ووضع سياج حولها، وهي تعود لعائلات أبو صويلح والجبور وغيرها".
وذكر الجبور أن "كل الأراضي، التي تمت مصادرتها مصنفة ج، ويستغل المستوطنون وجود سيطرة إسرائيلية كاملة عليها، من أجل تنفيذ مشاريعهم التوسعية".
بدوره، قال الفلسطيني إبراهيم الطل إن "مستوطنين استولوا على نحو 60 دونما من أراضي عائلته في بلدة الظاهرية جنوبي الخليل"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عنه.
وذكر الطل أن "الأراضي المصادرة تعود ملكيتها لأبناء طالب الطل، وتقع في منطقة الطيران القريبة من مستوطنة "شمعه" المقامة على أراضي المواطنين، في بلدة الظاهرية".
كما طردت قوات الاحتلال الإسرائيلي، المزارعين من أراضيهم جنوب الخليل.
وقال نايف البسايطة، إن قوات الاحتلال أجبرت المزارعين على الخروج من أراضيهم، ومنعوهم من مواصلة حراثتها وزراعتها، بحجة أنها "أملاك دولة"، ولا يسمح لأصحابها بالدخول إليها، إلا بعد حصولهم على تصاريح خاصة، وتعود هذه الأراضي التي تقدر بـ250 دونما لعائلات، أبو شرخ، ومنسيه، ومخارزه، والطل.
وتتعرض منطقة الطيران لحملة ممنهجة وغير مسبوقة، من خلال السماح للمستوطنين بالسيطرة على أراضي الأهالي، لاستغلاها لصالح الاستيطان الرعوي، أو إقامة بؤر استيطانية جديدة، وتوسيع المستوطنة.
وفي 11 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قال وزير المالية الإسرائيلي، المتطرّف بتسلئيل سموتريش، إنه أصدر تعليماته لإدارة الاستيطان والإدارة المدنية، لبدء "عمل أساسي مهني وشامل، لإعداد البنية التحتية اللازمة لتطبيق السيادة (الإسرائيلية)" على الضفة الغربية.
وتعهد سموتريتش، بأن يكون "2025 عام السيادة الإسرائيلية" على الضفة الغربية، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وبموازاة الإبادة بغزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة الغربية والقدس المحتلّتين، ما أسفر عن استشهاد 812 فلسطينيا، وإصابة نحو 6 آلاف و500، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
فيما خلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة، أكثر من 151 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
و"شبيبة التلال" هي مجموعة استيطانية، يعيش معظم أعضائها في بؤر استيطانية بالضفة الغربية ويرفضون إخلاءها، وينفذون هجمات إرهابية، تشمل إعدام أهالي وإحراق منازل ومركبات وأملاك، بشكل مستمر، ومنهم انطلقت نواة جماعة "تدفيع الثمن" الاستيطانية المتطرفة.
وتأسست في 1998، ويتكون أغلب أعضاء الجماعة من شباب تراوح أعمارهم بين 16 و26 عامًا، تركوا مدارسهم ومنازلهم للعيش في بؤر استيطانية على رؤوس تلال مطلة على القرى الفلسطينية التي تقع تحت الاحتلال.
وفي 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على "شبيبة التلال"، لعملها على إقامة بؤر استيطانية "غير شرعية" في مختلف أنحاء الضفة الغربية.
وصنفت اتفاقية "أوسلو 2" عام 1995 أراضي الضفة إلى 3 مناطق: "أ" ويفترض أن تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، وتقدر بنحو 21 بالمئة من إجمالي مساحة الضفة، و"ب"، وتخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، وتُقدر بنحو 18 بالمئة من مساحة الضفة، بينما تخضع المنطقة "ج" لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية، ويُحظر على الأهالي الفلسطينيين إجراء أي تغيير أو بناء فيها إلا بتصريح رسمي من سلطات الاحتلال.