أمد/
باريس: حذّر رئيس الاستخبارات الإقليمية الفرنسية، برتران شامولود في لقاء مع صحيفة "لوموند"، من توسع تأثير الإخوان المسلمين في البلاد وانتشار تجارة المخدرات، مشيرًا إلى أن هدفهم النهائي يتمثل في إقامة "خلافة في فرنسا وأوروبا عبر فرض الشريعة".
خطر تحت السطح
وتزايد القلق في الأوساط الأمنية الفرنسية حول "الأساليب المتسللة" التي يتبعها الإخوان المسلمون لتحقيق أهدافهم.
ورغم ابتعادهم عن استخدام العنف، يعتمدون خطابًا ناعمًا وفعالًا يستهدف اختراق القطاعات المجتمعية المختلفة.
ويثير هذا التهديد تساؤلات حول كيفية تصدي الدولة لمثل هذه الإستراتيجيات الخفية التي تسعى إلى تغيير البنية الاجتماعية والثقافية.
ووفقًا لتصريحات شامولود لجريدة "لوموند"، يشكل الإخوان المسلمون مصدر القلق الأكبر للاستخبارات الفرنسية.
وأوضح أن هذا التيار يختلف عن التيار السلفي الذي يعتمد نهجًا صارمًا في فرض قواعد الحياة، إذ إن الإخوان المسلمين يتبعون "مشروعًا أكثر تنظيمًا".
وأردف: "تتمثل خطورة هذا التيار في أساليبه المتخفية التي تعتمد على اختراق القطاعات المجتمعية، مثل: الرياضة، والصحة، والتعليم".
وتابع: "كما يلجأ التيار إلى خطاب "الضحية"، خاصة عند إغلاق المساجد المرتبطة بهم أو طرد الأئمة، مما يعزز شعورًا عامًا بالاضطهاد بين بعض المسلمين المعتدلين".
وفي ربيع 2024، أعلن وزير الداخلية الفرنسي السابق جيرالد دارمانان عن خطة حكومية تهدف لمواجهة هذا التهديد، مشددًا على أن بعض الأفراد والمؤسسات العامة قد يتعاونون مع الإخوان دون وعي.
وأشار دارمانان إلى أن التيار يستهدف جميع جوانب المجتمع من خلال شبكات معقَّدة، تتضمن توجيه الناخبين، ودعم الأنشطة الاقتصادية المجتمعية، واستخدام خطاب معادٍ لفرنسا.
وكانت إحدى أبرز الأدوات لمواجهة هذا التهديد هي قانون الانفصالية الذي طرحه الرئيس إيمانويل ماكرون.
وسمح هذا القانون بمراقبة التمويلات الأجنبية، وتعزيز الرقابة على الأنشطة التي قد تؤثر على الوحدة الوطنية.