أمد/
كتب حسن عصفور/ مع بداية عام 2025، أعلنت الخارجية الأمريكية عن طلب الرئيس بايدن، المنتهية ولايته إلى غير رجعة، تقديم أسلحة لدولة الفاشية اليهودية بقيمة 8 مليار دولار، دعما لحربها العدوانية على قطاع غزة والمنطقة.
الرقم المطلوب يرفع قيمة المساعدات العسكرية خلال عام إلى 30 مليار دولار، حيث نشر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام تقريرا شاملا للمساعدات العسكرية، أشار إلى أن واشنطن قدمت ما قيمته 22 مليار دولار أسلحة خلال 2023، فـ “بحلول العاشر من أكتوبر2023، نقلت 1000 قنبلة موجهة من طراز GBU-39 للطائرات، ومجموعات توجيه ذخيرة الهجوم المباشر المشترك (JDAM)، وصواريخ لنظام القبة الحديدية الإسرائيلي، وقذائف المدفعية والمركبات المدرعة، وفي يناير 2024، توريد طائرات مقاتلة إضافية من طراز F-35 وF-15، وفي يونيو، تم توقيع خطاب اتفاق لتوريد طائرات F-35، وفي أغسطس، وافقت على إمكانية توريد طائرات F-15، وفي 11 يوليو/ توريد القنابل التي تزن 500 رطل.
ربما لم يعرف تاريخ الولايات المتحدة عهدا أكثر سوادا لفلسطين القضية والشعب، مما هو عهد “الثلاثي الصهيوني” بايدن – بلينكن – سوليفان، فهي شريك كامل في حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والتي أخرجت 6% من سكان القطاع من الحياة، وإزالة ملامحه الجغرافية، وتشريد 2 ونصف إنسان في عراء مكشوف، وتهويد الضفة والقدس.
إدارة الثلاثي الصهيوني (ب ب س) لم تكتف بمجازرها البشرية والإنسانية وتغيير معالم هوية أرض وشعب، بل وضعت كل الحواجز لكسر كل “ممكن سياسي” لوجود دولة فلسطين وفقا لقرار 19/67 عام 2012، والذي أكدته المحكمة الجنائية الدولية قبولها عضو كامل وفق حدود الضفة والقدس وقطاع غزة.
شكلت إدارة “ب ب س” جدارا واقيا لحماية دولة الفاشية اليهودية، من أي عقوبة أو مساءلة أمام مؤسسات الأمم المتحدة، خاصة ما يتعلق بقرار وقف حرب الإبادة الذي قدمته لمجلس الأمن وفقا لمقترح رئيسها بايدن، صدر بقرار 2735 يوم 10 يونيو 2024، وعطلت رفع مكانة دولة فلسطين في الأمم المتحدة لتصبح عضوا كاملا.
وذهبت لاحقا، لتهديد المحكمة الجنائية الدولية والمدعي البريطاني كريم خان، فيما لو ذهبت لإصدار مذكرات اعتقال ضد رئيس الطغمة الفاشية الحاكمة نتنياهو ووزير جيشه المطرود غالانت، وعشرات آخرين من “العسكر والساسة”.
قد يقول قائل، من الذين يمتلكون كتلا أسمنتية من العهر السياسي، أن هذه معلومات معلومة جدا، وأن الكل يعلم أن أمريكا الراعي الرسمي لإسرائيل، ولكن ما لم يقل إن أخر قرار قمة عربية في المنامة بالبحرين يوم 16 مايو 2024، (اغتصاب فلسطين 15 مايو 1948) أصدرت ما أسمته “إعلان فلسطين” تضمن نقاطا محددة منها:
“وقف العدوان الإسرائيلي على غزة فوراً وخروج قوات الاحتلال الإسرائيلي من جميع مناطق القطاع”.
“نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
رفض أي “محاولات للتهجير القسري للشعب الفلسطيني”.
أدان امتداد العمليات الإسرائيلية لمدينة رفح الجنوبية وسيطرتها على معبر رفح.
إدانة الهجمات على “قوافل المساعدات الأردنية ومطالبة بتحقيق دولي ضد هذه الاعتداءات”.
دعا كافة الأطراف إلى ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحرب وزيادة حدة التوتر.
دعا مجلس الأمن الدولي إلى إعادة النظر في قراره الصادر بشأن الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية في جلسته بتاريخ 18 نيسان/أبريل 2024.
والسؤال، هل هناك بند واحد مما ذكر أعلاه، والصادر قبل 8 أشهر ونصف تم تنفيذه مثلا، ولماذا لم يتم، أليس لأن الولايات المتحدة بإدارة “الثلاثي الصهيوني” هي من شهر السيف لمنع أي مما ورد في بيان قمة عربية، تضم دولا تمتلك من السلاح ما يمكنها أن تركع أمريكا، لو قالت إنها تريد.
قرار إدارة الثلاثي الصهيوني في واشنطن (ب ب س) بتقديم 8 مليار دولار أسلحة للكيان الفاشي العنصري، هي الرسالة الأكثر وضوحا، أن فلسطين لم تعد قضية مركزية للمنظومة الرسمية العربية، بل ولم تعد جزءا حيا في مساراتها السياسية، رغم كل المسميات التي تطلقها.
ربما، بات ضرورة فكرية إعادة صياغة مفهوم تعريف “القومية العربية” وملامحه التي برزت نهاية القرن 19، نحو تعديل جوهري يتبلور لـ “صياغة إقليمية جديدة” تكون دولة الكيان فاعلا مركزيا بها.
من باب الاحترام الشكلي، ليت الأمانة العامة للجامعة العربية تصدر “إعلان سياسي” جديد تعتبر كل ما صدر عنها من قرارات أو بيانات باسمها جزء من تاريخ “مفهوم قومي سياسي بات كادوك”.
ملاحظة: رئيسة هنداروس هددت أمريكا بأنها ستلغي كل تعاون عسكري معها لو ترامب قرر تهجير الهنداروسين..الخبر بيحسسك أن كرامة الدول مش بمالها ولا زعبرتها…بدها حكام ولاد أصل وجينهم مش ملوث..آه صحيح طلع اسمها كاسترو.. وعاشت الاسامي يا زيومارا..
تنويه خاص: أثار قرار حكومة الرئيس عباس بإغلاق قناة فضائية، موجة زعل بين ناس مختلفة الهوى..بس الغريب ان المنتصرين لـ “قناة خديجة” ما قالوا هي شو كان دورها بالضبط..بلاش نقول في التطبيع.. هو التحريض والفتنة “رسالة سامية”..طيب اذا القرار مش مأثر عليها ليش هالقد زعلانين..انسطحوا وخلاص..
لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص