أمد/
قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – جميل مزهر
أنه في ظل التطورات الخطيرة التي تكشّفت مجدداً من خلال تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي لم تقتصر فقط على تبرير جرائم الاحتلال وتزويده بالسلاح، بل امتدت لتكشف عن نوايا أمريكية للسيطرة على القطاع وفرض ترتيبات تهدف إلى تهجير شعبنا قسراً وإعادة رسم المشهد السياسي والجغرافي بما يخدم الاحتلال ومشاريعه التوسعية، فإننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ندعو إلى موقف وطني موحد وجاد للتصدي لهذه المشاريع التصفوية التي تستهدف وجودنا وهويتنا وحقوقنا التاريخية.
إن ما يتعرض له شعبنا اليوم من عدوان صهيوني شامل، وتصعيد للعدوان والمخططات التهويدية في الضفة، ونوايا صهيونية مبيتة بالتهجير القسري الممنهج لأبناء شعبنا، هو جزء من مخطط متكامل يهدف إلى إعادة إنتاج نكبة جديدة بدعمٍ أمريكي مباشر. فتصريحات ترامب الأخيرة حول ضرورة “السيطرة الكاملة على غزة” تكشف بوضوح النوايا الحقيقية للإدارة الأمريكية وشركائها في الكيان الصهيوني، والذين يسعون إلى تفريغ القطاع من سكانه وصولاً إلى مخططات تستهدف الضفة عبر فرض وقائع جديدة على الأرض. فلم يعد مقبولًا استمرار حالة الانتظار أو التشرذم والانقسام في الساحة الفلسطينية، بل المطلوب اليوم هو التصدي الشامل والموحّد لهذه المخاطر، بنبذ كل الخلافات الداخلية والانخراط الفوري في مواجهة وطنية وشعبية شاملة.
في هذا السياق، فإننا ندعو إلى:
1. مطالبة الرئيس محمود عباس بالدعوة لعقد اجتماع فوري للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية من أجل وضع خطة وطنية موحدة لمواجهة المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية وإفشال المخططات الأمريكية الصهيونية، على أن يتمخض عن هذا الاجتماع تشكيل قيادة وطنية مؤقتة تتولى إدارة المواجهة الميدانية والسياسية، وتعزيز صمود شعبنا، وتنظيم التحركات الشعبية والمقاومة ضد الاحتلال، وإفشال مشاريع التهجير والتصفية.
2. تشكيل حكومة توافق وطني تتولى إدارة الأوضاع في الضفة وغزة، وتقود عمليات إعادة الإعمار والإغاثة وكسر الحصار، وتنسّق الجهود السياسية والدبلوماسية والقانونية لملاحقة الاحتلال على جرائمه.
3. تصعيد المواجهة في الضفة المحتلة عبر تعزيز العمل المقاوم بكل أشكاله ضد جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين، وفرض معادلات جديدة تضع حداً للإرهاب الصهيوني المستمر بحق أبناء شعبنا.
4. بناء موقف عربي ودولي مساند لشعبنا عبر التحرك المكثف لفضح المخططات الأمريكية الصهيونية، وحشد أوسع تضامن سياسي وشعبي مع نضالنا، وفرض عزلة دولية على الكيان الصهيوني، وقطع الطريق على أي محاولات لتوفير غطاء دولي أو إقليمي لمشاريع التهجير والتصفية، خاصة مخططات ترامب.
إننا أمام خطر وجودي يتطلب استنفار كل طاقات شعبنا وتوحيد الجهود في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني، بما في ذلك العمل على إسقاط كل محاولات تفكيك قضيتنا أو تصفيتها. فالتصريحات الأمريكية الأخيرة هي إعلان واضح عن نوايا ترامب والاحتلال، وهي بمثابة صافرة إنذار لكل القوى الوطنية بأن معركتنا اليوم هي معركة وجود، تتطلب وحدة الموقف واستثمار كل الطاقات في خدمة هدف إفشال هذه المخططات.