أمد/
غزة: في اليوم الثلاثين من بدء سريان وقف إطلاق النار في غزة واصلت الطواقم الطبية والدفاع المدني انتشال جثامين الشهداء المنتشرة في شوارع قطاع غزة في مناطق كانت تحت سيطرة جيش الاحتلال وتصر إسرائيل على رفضها إدخال المنازل المتنقلة والكرافانات والمعدات الثقيلة، وتعرقل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وتواصل الحكومة الإسرائيلية خرق اتفاق وقف إطلاق النار على مختلف الأصعدة والمجالات وتمتنع عن تنفيذ كل ما ورد في نص البرتوكول الإنساني، وكذلك المماطلة في بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق التبادل، مع إعلان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، التزامه بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنشاء "غزة مختلفة".
وقرّر وزير جيش الاحتلال، يسرائيل كاتس، إنشاء إدارة خاصة في وزارته، لتهجير أهالي قطاع غزة "طوعا"، حيث من المقرر أن تضم الإدارة ممثلين عن الوزارات الحكومية الأخرى، ومختلف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب العدوانية
أعلنت مصادر طبية، يوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 48,291، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 111,722 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 7 شهداء (منهم 6 شهداء انتُشلت جثامينهم، وشهيد جديد)، و13 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية.
يشار إلى أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، دخل حيز التنفيذ في التاسع عشر من شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، ومنذ بدء سريانه، استُشهد وأصيب عدد من المواطنين في أنحاء متفرقة من القطاع.
خرق متواصل لوقف إطلاق النار
أقر الجيش الإسرائيلي بإطلاقه النار نحو فلسطينيين في قطاع غزة بادعاء "اقترابهم وتشكيلهم تهديدا على القوات العاملة في مناطق مختلفة".
وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي، أن قواته رصدت "مشتبها" تحرك بالقرب منها جنوبي القطاع، وقد أطلقت النار لإبعاده ومع استمرار اقترابه من القوة وتشكيله خطرا عليها جرى إطلاق النار لإزالة التهديد مرة أخرى.
كما أطلق طيران سلاح الجو النار لإبعاد مركبة تحركت من شمالي إلى وسط القطاع في طريق غير مصادق لحركة السير عليه، ومن دون وجود معبر للفحص في الطريق بخلاف المقترح المتفق عليه؛ حسبما ورد في بيان الجيش الإسرائيلي.
قصف وشهداء وإصابات
استشهدت مواطنة، يوم الثلاثاء، متأثرة بجروح أصيبت بها خلال عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأفادت مصاد محلية بأن المواطنة سليمة أبو شعبان استشهدت متأثرة بإصابتها خلال حرب الإبادة على قطاع غزة.
كما أصيب صباح اليوم، ثلاثة مواطنين برصاص الاحتلال شرق بلدة الشوكة شرق رفح.
هذا وقصف جيش الاحتلال بالمدفعية الثقيلة منطقة مطار غزة المدمرة شرق رفح بست قذائف فيما أطلقت قوات الاحتلال قنابل ضوئية على رفح قرب المنطقة الحدودية مع مصر.
وأفادت مصادر محلية بإصابة مواطن برصاص الجيش الإسرائيلي في بلدة بيت حانون شمالي القطاع فيما قصفت مسيّرة إسرائيلية في محيط مركبة قرب البيدر على شارع الرشيد جنوب غربي مدينة غزة وقصف آخر على نفس الشارع شمال غرب مخيم النصيرات.
الإفراج عن 6 رهائن محتجزين لدى حماس يوم السبت
أعلنت حكومة الاحتلال أنه سيتم الإفراج عن ستة رهائن إسرائيليين كانوا محتجزين لدى حركة حماس، يوم السبت المقبل، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق التبادل. وفقا لما أوردته صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية.
وأبلغت السلطات الإسرائيلية عائلات كل من عمر شيم طوف، وإيليا كوهين، وعمر وانكرت، وتال شوهام، وأبراهام منغستو، وهشام السيد بأنهم سيعودون إلى إسرائيل بعد فترة طويلة في الأسر.
ويأتي الإفراج بعد أكثر من عقد من الزمن بالنسبة لأبراهام منغستو وهشام السيد، في حين أمضى باقي المختطفين 505 أيام في الأسر.
وتعرض إيليا كوهين للاختطاف خلال الهجوم على مهرجان نوفا، فيما اختُطف عمر وينكرت بعد وصوله إلى المهرجان بساعة، بينما تم اختطاف تال شوهام من مستوطنة باري مع زوجته وأطفاله، الذين أُفرج عنهم في صفقة سابقة.
*ردود فعل عائلات المختطفين*
عبرت عائلات المختطفين عن مشاعر الفرح والصدمة بعد تلقيهم الإخطارات الرسمية بشأن الإفراج المرتقب. وكتبت زيف عبود، شريكة إيليا كوهين، عبر حسابها على إنستغرام: "إيليا يعود إلى المنزل! لا أصدق ذلك!".
وفي سياق متصل، قالت والدة إيليا كوهين، سيجي، إنها شعرت بصدمة كبيرة عندما علمت بالظروف القاسية التي احتُجز فيها ابنها، حيث كان مقيدًا بالسلاسل طوال فترة أسره.
أما عمر وينكرت، فقد تمكن من إرسال رسالة أخيرة إلى عائلته قبل اختطافه قال فيها: "أنا خائف حتى الموت".
وقد وصفت والدته نيفا اللحظات العصيبة التي عاشتها الأسرة منذ اختطافه، مشيرةً إلى تعرض الملجأ الذي كان يختبئ فيه لقصف مكثف أودى بحياة العديد من الأشخاص.
*تفاصيل عن الرهائن المحررين*
– *أبراهام منغستو*: اجتاز الحدود إلى غزة عام 2014 وظل محتجزًا لأكثر من عقد. وصفه أقاربه بأنه شخص انطوائي تأثر نفسيًا بوفاة شقيقه.
– *هشام السيد*: محتجز منذ عام 2015، وعبرت عائلته عن قلقها بشأن وضعه الصحي، مشددة على ضرورة الإفراج عنه باعتباره غير مرتبط بالصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
– *تال شوهام*: اختُطف مع عائلته عام 2023، وتم الإفراج عن زوجته وأطفاله في صفقة سابقة، بينما ظل هو قيد الاحتجاز.
*المرحلة الأولى من الصفقة*
وفقًا لمكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فإن الإفراج عن المختطفين يأتي ضمن المرحلة الأولى من صفقة التبادل، والتي ستشهد لاحقًا تسليم أربعة رهائن قتلى إلى إسرائيل يوم الخميس، إضافة إلى الإفراج عن أربعة آخرين الأسبوع المقبل.
وتبقى 59 رهينة محتجزين لدى حماس، من بينهم 28 على الأقل يُعتقد أنهم لقوا حتفهم. ولا تزال عائلة بيباس تنتظر تأكيدًا رسميًا بشأن مصير أفرادها المختطفين.
وتعد هذه الصفقة إحدى أهم المفاوضات التي شهدتها القاهرة، حيث اعتبر مسؤولون إسرائيليون أن تنفيذها يعد "إنجازًا مهمًا لإسرائيل".
حماس: سنسلم 4 جثث لأسرى إسرائيليين الخميس
أكّدت حركة (حماس)، في كلمة ألقاها القياديّ في الحركة، خليل الحية، يوم الثلاثاء، أنه سيتمّ الإفراج عن 6 أحياء من أسرى الاحتلال، السبت، و4 جثث لقتلى منهم، الخميس، فيما أكد مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، "التوصّل إلى تفاهمات في القاهرة، سيُطلق بموجبها سراح الرهائن الأحياء".
يأتي ذلك فيما نقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "المحتجزين الستة الأحياء المتبقين في المرحلة الأولى، سيُطلق سراحهم، يوم السبت المقبل".
وقال خليل الحية، إن "العالم شاهد أهالي غزة، وهم يزحفون إلى بيوتهم المدمرة، ويُفشلون كل مخططات التهجير".
وشدّد على أن "حماس والمقاومة أثبتتا جديتهما في تنفيذ وقف إطلاق النار، مقابل تلكؤ الاحتلال و(رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين) نتنياهو".
وأضاف خليل الحية "نعمل مع الوسطاء في قطر ومصر لإلزام الاحتلال بما تم الاتفاق عليه في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار".
وتابع "نعمل على إفشال كل مخططات التهجير التي يستهدف الاحتلال فرضها على شعبنا".
وذكر القيادي بحماس، أن الحركة "قررت تسليم 4 جثامين من أسرى الاحتلال يوم الخميس، تمهيدا للانخراط في المرحلة الثانية من مفاوضات الاتفاق".
وقال الحية "سنفرج عن جثمان الأسير الإسرائيلي بيباس على أن يفرج الاحتلال يوم السبت عن من يقابلهم من أسرانا وفق الاتفاق".
ولفت إلى أنه "سيتم استكمال تسليم بقية الجثامين وفق المتفق عليه في الأسبوع السادس من تنفيذ الاتفاق".
وأكد خليل الحية "الإفراج عن 6 أحياء من أسرى الاحتلال يوم السبت، ومنهم هشام السيد وفيرا مانغيستو مقابل أسرى فلسطينيين".
وأكد "ضرورة إلزام الاحتلال بتنفيذ جميع بنود الاتفاق دون استثناء أو مماطلة"، مطالبا "بإدخال المعدات الثقيلة، لانتشال جثامين شهدائنا وأسرى الاحتلال الذين قتلوا بالقصف الإسرائيلي".
وشدّد خليل الحيّة على أن "الاحتلال لا يزال يماطل بالانخراط بمفاوضات المرحلة الثانية التي يفترض انطلاقها في اليوم 16 من توقيع الاتفاق".